بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:
التحية لجهاز المخابرات
خيرا فعلت الولايات الخمس (الشمالية ونهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض وسنار)، وهي تعلن حالة الطوارئ، وتصدر قرارات حظر التجوال، لبسط مزيد من التأمين والاستقرار في هذه الولايات، وتحسبا للاسوأ.
إن الولايات الآمنة اصبحت ملاذا لكثير من المواطنين الذين شردتهم الحرب القاسية، وتركوا خلفهم بيوتهم وممتلكاتهم، جاؤوا إليها وهم يبحثون عن الأمن، بعد أن فروا من بطش مليشيا الدعم السريع التي انتهكت الحرمات، والحقوق، ولم تحفظ للشعب السوداني ألا ولا ذمة.
والملاحظ في حالة الحرب التي يعيش فيها السودانيون أن غالب الذين تركوا ديارهم تركوها بسبب انتهاكات المليشيا وفظائعها المجرمة دوليا، وقد شهدنا كل ذلك في كثير من الانحاء، إذ لم يكن أولها بالخرطوم أو الجنينة أو نيالا، فهو يحدث اليوم في مدني.. ذات مشاهد السلب والنهب والاغتصاب وإشعال الحرائق، والأغرب أنهم يوثقون لجرايمهم بأيديهم بالصورة والصوت.
تحولت حرب الدعم السريع من مواجهة الجيش السوداني إلى مواجهة الشعب الأعزل فكاردته وشردته من ولاياته، فأصبح يذهب إلى حيث الجيش وبقية أجهزة الامن، ليجد الطمأنينة والأمان.
ومثلما للجيش دوره الرائد في مواجهة طغيان مليشيا الدعم السريع، هناك أجهزة أخرى سهرت على خدمة الأمن بالولايات، كالذي يفعله جهاز المخابرات العامة بالولاية الشمالية، هذه الولاية الكبيرة والتي استقبلت الوافدين إليها من الخرطوم والولايات الأخرى.
قام جهاز المخابرات بالشمالية بتكوين (خلية أمنية) على مدار الساعة لمواجهة كل التحديات الأمنية التي تطرأ على هذه الولاية، وبادر في حسم كل مظاهر التفلتات الأمنية، والتحديات الجديدة التي برزت يتضاعف اعداد النازحين على المدينة بسبب الحرب.
الحركة الدؤوبة التي قادها مدير جهاز المخابرات بالولاية الشمالية أدت إلى بث الطمأنينة لدى المواطنين،
حيث التقى في اجتماع موسع مع المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا طرحت على طاوله كل هموم الولايات وقضايا المؤرقة.
ولم يتوقف دور الجهاز في الغرفة الأمنية والتأمين، بل امتد لأكثر من ذلك في تسهيل الإجراءات بالمعابر، وضبط حركة العابرين، وتمحيص الداخلين.
يشار إلى ان مدير مخابرات الشمالية تفقد كذلك سير العمل فى ميناء وادي حلفا الذي تجري فيه صيانة الرصيف والمرسى ليستأنف الميناء نشاطه في الاستيراد والتصدير عبر النيل وتقليل تكلفة نقل البضائع والركاب.
انني على يقين أن الذي قام به جهاز المخابرات في الولاية الشمالية سيقلل كثيرا من المخاطر المحدقة بالولاية وبالوطن، وهو أمر نتمنى أن تحوز حزوه بقية الولايات.