محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الأصلاح:
(ضرطة) الاستخبارات العسكرية على الدندر
كل الأسف لهذا الوصف للحدث الذي قامت به قبل يومين الاستخبارات العسكرية وذلك حينما اعتقلت عددا مقدرا من مواطني الدندر بحجة أنها مجموعات مهددة للأمن.
فلم تكن هناك وصفة مناسبة تصف هذا الاعتقال سوى هذه الريحة النتنة.
فإذا كانت (الضرطة) تعني إخراج ريح نتنة من فتحة الشرج مع صوت، وإن كانت ثمة فوائد صحية لهذه (الضرطة).
فإن (ضرطة) الاستخبارات العسكرية التي أحدثتها على الدندر، فإنها أصدرت صوتا لم يحمل معه سوى الريحة النتنة.
وذلك من عدة جوانب منها:
* أن هذه (الضرطة) لم تفعل شيئا سوى أنها لقمت الجو من كل الجوانب، فهي لا منعت سرقة ولا أحدثت استقرارا ولا أمنت مغتصبة.
* أساءت للعمل الطوعي الذي قام به بعض هؤلاء المعتلقين كل الإساءة، وذلك في الخدمة الجليلة التي قاموا بها في استقبال النازحين الذين لم يجدوا معبرا غير كبري الدندر يعبرون به من ويلات هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة.
هذه الخدمة التي رفعت قدر أهل الدندر، ونالت إعجاب القاصي والداني داخل وخارج السودان، وكانت بمثابة الرسالة المشرفة التي تعرف بها العالم على نبل وأخلاق مواطني الدندر.
كل هذا حدث بسبب هذه الخدمة، فإذا بها تأتي هذه الاستخبارات العسكرية؛ لتفسد هذا الإنجاز بهذه الاعتقالات.
* بهذا الاعتقال أعطت بعض هؤلاء المعتقلين شرفا ومكانة لا يستحقونها، فبعضهم لا علاقة له إطلاقا بأي نضال أو حتى بأي عمل عام.
* أعطت الأمان لكل من ينهب ويسرق بل ويقتل وهو حائم في منطقة الدندر؛ لتوصل له رسالة في غاية الأهمية وهي أنك لست أنت المقصود ولست أنت المستهدف والمعني بعملنا هذا، وعليه فخذ راحتك في كل جرائمك التي تقوم بها.
* أعطت أملا للرجرجة والدهماء الذين ما زالوا يتبعون للنظام البائد بأن هذا النظام ما زال على قيد الحياة بل ويبرز سلطاته.
إن هذا الاعتقال الذي قامت به الاستخبارات العسكرية، والذي صدر من فكرة خايبة جادت بها قريحة قادتها؛ ليثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن أزمة هذه البلد سياسية وبامتياز.
فإن كانت (الضرطة) تفسد الوضوء، فإن هذه الاعتقالات التي قامت بها جهات ابتلى الله بها هذا الوطن سوف تفسد هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
حولت هذه الاعتقالات وما يشبهها الأزمة الواحدة التي يعاني منها الوطن إلى عشرات الأزمات.
إن هذه الاعتقالات التي قامت بها الاستخبارات العسكرية
وسط هذا الخوف والجوع والتشريد بل والموت الذي شل حركة المواطن.
لم تعمل شيئا سوى أنها زادت الأزمة أزمات.
شغلت الناس بحدث الاعتقال، والناس مشغولون بأنفسهم وبحماية وبتكريم ضيوفهم.
مشغولون بمسح الدمعة من عيونهم.
مشغولون بإزاحة الألم والحزن والهم الذي ألم بهم.
بل مشغولون بدفن وستر موتاهم.
فهم قد خرجوا من الخرطوم إلى مدينة ود مدني، وهم لا يدركون ولا يستوعبون بعد ود مدني أين يذهبون.
وحتى إذا طاب بهم المقام في مكان ما من أمكنة هذا الوطن الرحيب من أين يضمنون أنه سيحل بهذا المكان مثل ما حل بالخرطوم وبود مدني؟؟؟!!!..
وسط كل هذه الأجواء المرعبة والذي ساهم مواطنو الدندر في تخفيفها لحد كبير تأتي لنا ما يسمى بالاستخبارات العسكرية بكمية من الاعتقالات لعدد من أبناء الدندر؛ لتضاعف الأزمة إلى أزمات.
ليصبح الناس باعتقال أبنائهم وهم لا يعرفون خانة يضعون فيها هذا الهم الذي حل عليهم، فالخانات ملأى بالأسى والهم والحزن.
وكما قال المتنبي:
أبنت الدهر عندي كل بنت.
فكيف وصلت أنت من الزحام؟!
لك الله يا وطني!!!
فمن شدة ما أصابتك من لكمات وطعنات صرت لا تستطيع أن تميز بين من يسدد لك هذه الطعنات هل هو عدو يرجو تحطيمك وإزالتك من الوجود؟؟؟!!!
أم هو من من ينتسب لأرضك وطينتك؟؟!!!
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الأصلاح: (ضرطة) الاستخبارات العسكرية على الدندر
شاهد أيضاً
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …