محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
من لنا بقطع هذه الشجرة الخبيثة؟
شجرة ظهرت نبتة صغيرة مع استقلال السودان كان بالإمكان بترها من جذورها بكل سهولة ويسر في حينها إلا أنها تركت تنمو وتنمو حتى كبرت واشتد عودها وانتشرت أغصانها الخبيثة في كل أرجاء السودان، ولم يعد جزء من أجزائه يسلم من شرها وخبثها.
وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الشجرة تغطي عل كل أنحاء السودان، فإذا لم يتم بترها وقطعها من جذورها، فلن تقوم لهذا السودان قائمة.
كل الأحداث والمناسبات والحكومات والمشاريع الحضارية والاقتصادية والبترول وجبل عامر والذهب والمشاريع العلمانية وحركات التمرد والقوات الخاصة وكتائب البراء وكتائب الظل والدفاع الشعبي وقوات الدعم السريع بل والجيش نفسه يعمل على سقاية هذه الشجرة ورعايتها إلى أن قوي عودها واشتد.
وبالرغم من أن الحروب تعمل على حرق الأخضر واليابس وإزالة كل ما هو موجود إلا أن الحرب عملت على العكس مع هذه الشجرة حيث عملت على تضخيمها وتقويتها.
اسم هذه الشجرة هو التنافس على امتلاك السلطة.
كل هذه العناصر كانت بمثابة الماء والتربة والسماد لنمو وتقوية هذه الشجرة حيث ظلت تنمو وتنمو إلى أن أصبحت المسيطرة على كل أحداث السودان.
تأتي الحكومات العسكرية بسبب تأثير هذه الشجرة على الأحداث.
تأتي الثورات غاضبة في وجه الحكومات العسكرية، فتنقض هذه الشجرة على الثورات وتستولى على كل برنامجها.
عملت هذه الشجرة على إشعال الحرب، فما من شيء أطال أمد هذه الحرب سوى سيطرة هذه الشجرة على كل الأجواء.
ليس فقط السيطرة بل هي تعمل على تقويتها وتعظيمها.
تعقد الاجتماعات وتكتب المذكرات عن الحرب وإلا هذه الشجرة سيدة كل المواقف.
كل تدخل وتآمر خارجي كان مدخله هذه الشجرة، فهي من رسمت وسهلت كل من تآمر على أهل السودان.
اجتمعت ما تدعى (تقدم) مع قائد الدعم السريع بأديس أبابا اليوم وما من ثمرة خرج بها هذا اللقاء إلا من إنتاج هذه الشجرة الخبيثة اللعينة.
هذه الشجرة من شدة قوتها وصلابتها وسيطرتها على الأحداث لم تستطع كل الأحداث العظيمة والمذهلة أن تؤثر عليها.
لم يستطع سقوط الخرطوم أن يؤثر عليها.
لم يستطع سقوط ودمدني عمود فقر السودان أن يؤثر عليها.
لم يستطع نهب وتشريد واغتصاب وموت المواطن السوداني أن يؤثر عليها.
كل هذه الكوارث كانت بمثابة الطاقة والقوة التي عملت على تقوية هذه الشجرة.
بثمارها النتنة وظلها وأغصانها وكل عناصرها وأجزائها الخبيثة ظلت هي المسيطرة عل كل حدث.
بحيث لم تعد مؤثرة فقط على جماعة دون جماعة أو على أيدولوجيا دون أيديولوجيا او على مؤسسة دون مؤسسة بل حتى الجيش تربعت في وسطه ولا أحد فيه له الكلمة غيرها.
شجرة التنافس على السلطة هي أس كل المصائب في السودان.
لن يهدأ حال السودان ولن تستقيم أموره إلا بقطع هذه الشجرة من أصولها.
بوجود هذه الشجرة لا ينفع حلا ولا يؤثر حدثا.
فها هي الحرب لا يوجد حدث أعظم منها فبدلا من أن يكون لها اليد الطولى في تغيير مجرى الأحداث، وفي بتر هذه الشجرة عملت على تقويتها وتعظيمها؛
لتظل مسيطرة على كل المواقف وبلا أدنى منازع.
فمن لنا بقطع هذه الشجرة؟
من لنا بإزالة هذه الشجرة الخبيثة التي لم تردعها لا سلمية ولا حربية.
لم تردعها لا عسكرية ولا مدنية.
لم تردعها لا إسلاموية ولا يسارية.
لم تردعها لا قبلية ولا جهوية.
لم تردعها لا إنسانية ولا أخلاقية.
بل لم يردعها وجود أوعدم وجود هذا الوطن.
يا ترى ما نوع هذه الفأس التي تقوم بقطع هذه الشجرة من جذورها؟
ما نوع الريح التي تقتلع هذه الشجرة من جذورها؟
ما نوع النار التي تحرق هذه الشجرة عن آخرها؟
لم يعد أحد يدرك كنه الفأس أو الريح أو النار التي تقضي على هذه الشجرة
بينما الكل أدرك أنها شجرة بلغت عنان سماء السودان وبسطت جذورها في كل أراضيه عرضا وطولا وعمقا.
فيا رب عجل لنا بمن يهوي بهذه الشجرة.
شجرة حب السلطة التي لم تترك لأهل السودان جنبا ينامون عليه.
لم تترك لأهل السودان بيتا يسكنون فيه.
لم تترك لأهل السودان حبيبا إلا وأفجعتها فيه.
لم تترك لأهل السودان مكانا يطمئنون فيه.
اللهم عليك بها.
اللهم ساند وقو ووفق من يعمل على إزالتها.
اللهم البس الهزيمة والفشل والذل من يعمل على سقايتها وتقويتها وتنميتها وتعظيمها.
شاهد أيضاً
*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!*
*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!* مازالت …