تاج السر محمد حامد يكتب: كلام بفلوس:
امسية معطرة بصندل الكعبة بمنزل اخونا يوسف الكباشى،،
يوم مشهود وأمسية من اجمل الامسيات بدار الشيخ المتصوف يوسف الكباشى .. حيث التقى فيها صفوة من ابناء الوطن الحبيب بمعية الشيخ (طه) الذى ابدع بتلك المحاضرة الإيمانية القيمة ليسكب فى مسرى الشرايين وبالعلم كله كلماته الحبيبة فى قلوب الحاضرين متسلحا بحب هذا الوطن العزيز .. وفى هذه اللحظات والاجواء الإيمانية تملأ المكان تمنيت لو كان العالم كله معنا حضورا ليروا بأنفسهم هذا الحب المتدفق كماء النيل دفئا وعافية لمحبة رسول الله صل الله عليه وسلم من فم هذا السهل الممتنع الشفاف الساحر الرقراق (الشيخ طه) كيف يوصف ونحن والحضور الكبير يرى ويسمع الدعوات التى تخرج من القلب والأعماق كالنسيم يلامس القلب قبل الاذن .. اهتزت لها اوتار القلوب والمشاعر وامتلأت منه اوعية الاحاسيس وأنت تسمع الدعوات فلا تحتاج بعد إلى أذن إن كنت سليم القلب .. فالتحية نسوقها لهذا الشيخ المملوء بالإيمان (شيخ طه) سائلا الله أن يمتعه بالصحة. العافية يارب .
دفعنى لتلك المقدمة اليسيرة تلك الدعوة الكريمة من رجل من رجال الدين المتصوفين الشيخ الورع (يوسف الكباشى) صاحب القلب الكبير والايادى البيضاء .. تداعينا إلى منزله العامر ومعنا ضباط الجوازات بالقنصلية السودانية العامة بجدة وبعض الاخوة الاعزاء .. اتينا ولبينا الدعوة الكريمة لنقول كلمتنا دون ريا ولا مجاملة لهذا الانسان الكريم ككرم (حاتم الطائى) فشكرا لهذه الدعوة التى تستحق الشكر والتقدير والامتنان .. كانت أمسية شهدت تلاقى القلوب ودعوات الحضور مع بعضهم بعضا .. جمعهم منزل من منازل الجود والكرم الفياض بارض الحجاز ومهبط الوحى .. يالها من أمسية استوت على عرش القلوب ليزداد المكان جمالا بذاك الحضور المميز من جهابذة واعيان هذا السودان العزيز .. حيث رسموا لوحة تاريخية بحضورهم الانيق فجاءت كلماتهم وتشكراتهم دون ريا ولا مجاملة للشيخ يوسف الكباشى متمنين له الصحة والعافية .
أخى يوسف .. اهلنا الطيبون قالوا رؤية القلوب أفضل من رؤية العيون لأن العين ترى الجميع والقلب لا يرى إلا من يحبهم فى الله .. وها نحن نراك بقلوبنا بكل حب وإحترام لندعو الله أن يديم الود ولا يحرمنا أجر محبتكم التى اصبحت فى دواخلنا لان الأخوة فى الله درع من النار .. اللهم اجعلنا إخوة متحابين فيك واجعلنا ممن تظلهم فى ظلك يوم لاظل إلا ظلك .. فالأخ يوسف الكباشى كتلة من (الايمان) لا يحملها إلا أمثاله .. فالحديث عن يوسف يحتاج إلى (كتاب) لأنه رجلا وافاقيا من الطراز الأول .. إمتلأ منزله بكل المحبين وتحدثوا عنه كثيرا ويكفى ماقاله الأخ ( حاتم سر الختم) فى حق الأخ الكريم ود الكباشى.
ربما لا يندهش الإنسان عندما يرى الخلص أمثال ود الكباشى فى كل الدروب .. ومن منا لا يحب أن يكون فى موقع الثناء من الأخرين .. نحن معشر الرجال محتاجون لهذا الثناء لأن سعادة الانسان لاتدوم إلا بحب الآخرين ونبل رضاءهم .. فكيف نستطيع أخى يوسف إستحواذ هذا الحب لننال الثناء والإطراء .. فالأخ يوسف نموذجا حيا للكلمات الطيبة التى لاتذبل أوراقها ولا يموت عبيرها .. ربما يكون من المفيد أن اشير سريعا إلى بعض الكلمات الزاخرة بالعلم والمعرفة فى تلك الامسية التى جمعتنا بمنزل الشيخ الوقور يوسف الكباشى مع الشيخ (طه) كان متحدثا لبقا جسد من خلال وجوده مع هذا الجمع الكريم جزءا كبيرا من حديثه عن ( المحبة) فابدع بتجلياته وإهتمامه الملتهب فى هذا اللقاء الطيب .. جاءت كلمات الشيخ (طه) بذاك المعنى فشد الجميع إليه بحديثه المتواضع وإنسانيته الفذه لذلك جاءت الامسية رائعة كروعة روحهم السمحة.
حقا ان الناس مقامات منهم من قضى نحبه دون ان يحس بوجوده احد ان دخل لا يعرف وان خرج لا يسأل عنه احد لأن إهتماماته محصورة فقط فى ذاته .. أما امثال ود الكباشى فله مكان مميز فى المجتمع يشارك فى قضاياه بفاعلية فى السراء والضراء بعلاقات إنسانية طيبة وبمواقف ثابته تكتب بازميل فى حجر صوان كالملك الكوشى (ترهاقا) ويظل وهجا ثابتا ينير كل الطرقات المظلمة لتظل ذكرى هذا الرجل الطيب ود الكباشى ماثلة فى المبادئ الطيبة التى ورثها أما عن جد .
واخيرا أخى يوسف الكباشى من يدخل داركم يشعر بالمحنة بصباح ومساء العوافى يشرق ويغرب ويجوب الفيافى .. ومن يصل إلى مداركم ويدخل جوه داركم .. يعافى .. يشافى .. يسامح .. يصافى لتدوم المحنة ويزول التجافى .. هذه هى دار الأخ الحبيب والصديق الصدوق يوسف الكباشى والتى تناولنا فيها مادبة العشاء الفاخر من الايادى الطاهرة لتلك الاسرة المتدينة فلماذا إذن نبحث فى قواميس اللغة العربية عن الحروف هى أصلا موجودة فى قلوب تلك الاسرة الرائعة فلهم ولهن كل التحايا والتقدير نيابة عن كل الحضور لانكم الاصدق والاوفى والاوفر والاقرب إلى الله بقلوبكم النقية الصافية ووقوفكم المشهود فى تلك الامسية الراقية كرقى روحكم السمحة .. جزاكم الله كل خير ولاعدمناكم .