طارق شريف يكتب: على مسؤوليتي:
بنك الخليج وتمويل المليشيا !!
نشرت صحيفة السوداني أمس الأول تقريرا منسوبا للأمم المتحدة أشار كاتبه لدور فعال لبنك الخليج في تمويل مليشيا الدعم السريع حيث أشار التقرير لحصول البنك على تحويل بمبلغ 50 مليون دولار في مارس 2023 من بنك السودان المركزي في عهد مديره السابق حسين جنقول وبهذه الأموال
طورت قوات الدعم السريع خطوط إمداد عسكرية ووقود عبر شرق ليبيا وتشاد وجنوب السودان .
مدير عام بنك الخليج عبد الخالق السماني وعبر رسالة وجهها لمدراء عموم البنوك ونوابهم تحصلت ( مجلة حواس ) على نسخة منها ، شكك في التقرير وقال إنه لم يصدر من الأمم المتحدة وقال أن بنك الخليج لم يمول الدعم السريع لا قبل الحرب أو أثناءها وهدد باتخاذ اجراءات قانونية ضد من يروج لهذا الكذب على حسب تعبيره .
الحقيقة أن كلاً من بنك الخليج وبنك الثروة الحيوانية مملوكان بشكل شبه كامل للدعم السريع وقد استحوذ عليهما ضمن مساعيه للسيطرة على الجهاز المصرفي حيث سعي أيضاً لشراء بنك الخرطوم وبنك النيل ولكنه فشل في ذلك . قصة تحويل البنك المركزي لبنك الخليج. 50 مليون دولار ليست صحيحة والحقيقة أن البنك المركزي لم يقدم اي مبالغ لتمويل بنك الخليج سواء بالعملة الأجنبية او المحلية ، وكل المبالغ التي تم توفيرها بواسطة البنك المركزي لسداد مديونية بترول الجنوب كانت بأمر وزارة المالية وتم دفع المقابل المحلي لها إما بواسطة بنك الخليج (٢٠ مليون دولار)، أو تم الاتفاق علي سدادها خصماً علي مستحقات وزارة المالية علي الشركة السودانية للمعادن(٧٩ مليون دولار)، أو خصماً علي استدانة وزارة المالية من البنك المركزي. أما أوامر الدفع لشركات بعينها فقد كانت تأتي من وزارة مالية حكومة جنوب السودان، وهذه الشركات لربما كان ملاكها ذوي علاقة بالدعم السريع، وهذا أمر يخص حكومة جنوب السودان، فهي وحدها من يقرر من يستلم أموال البترول نيابةً عنها ، ومن يتم الدفع له، ولا علاقة لوزارةالمالية السودانية أو بنك السودان المركزي بذلك، حتي وإن كانت هناك علاقة خفية ما بين هذه الشركات وقيادة الدعم السريع التي يعلم أنها كانت لها تعاملات مالية واتفاقات غير معلنة مع حكومة جنوب السودان.
البعض استخدم القصة لمهاجمة محافظ بنك السودان السابق حسين جنقول وقالوا أن هذا هو السبب المباشر لإقالته،
وهذا ليس صحيحا فجنقول موظف قديم إلتحق ببنك السودان في العام ١٩٨٢، ولا علاقة له بالدعم السريع أو تحويل أموال له، وسبب إقالته أنه في بداية الحرب سافر إلي مدينة الرهد في كردفان وأغلق هاتفه وفقد المجلس السيادى التواصل معه مما أحدث فراغا دعا لتعيين نائبه برعي الصديق مكانه .
بنك السودان الآن يسيطر على حركة الأموال في البنوك من خلال الادارة العامة للرقابة المصرفية،ولاتوجد تحويلات للدعم السريع، وكما هو معلوم فإن بنك السودان المركزي قد حل مجلسي إدارة كل من بنك الخليج وبنك الثروة الحيوانية، ولكن على البنك المركزي تعيين لجان إدارية في أقرب وقت تحل محل مجلسي إدارة بنك الخليج وبنك الثروة الحيوانية وذلك بموجب قانون تنظيم العمل المصرفي الذي يخول لبنك السودان المركزي تعيين لجان إدارية لإدارة أي بنك ينشأ فيه فراغ إداري و يجب على اللجان الإدارية تحجيم دور بنك الخليج أكثر واقالة مديره الهارب عبد الخالق السماني الذى هرب منذ بداية الحرب الى عطبرة ثم إلى خارج السودان .
ويجب كذلك اقالة نائب عبد الخالق الذى يدير البنك حاليا وكل القيادات الإدارية في البنك التى لها علاقة بالدعم السريع .
وعلى الجهات العدلية إتخاذ الاجراءات التي تتم بموجبها مصادرة أسهم الشركات المساهمة في رأس مال بنك الخليج وبنك الثروة الحيوانية والمحسوبة علي الدعم السريع، لصالح حكومة السودان .