الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الشيخ الوالد محمد أحمد راقي في ذمة الله

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الشيخ الوالد محمد أحمد راقي في ذمة الله

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
الشيخ الوالد محمد أحمد راقي في ذمة الله
استيقظت مدينة الدندر صباح يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من مارس لعام ٢٠٢٤م على نبأ وفاة العالم الجليل الوالد محمد أحمد راقي.
اللهم اغفر له وتجاوز عنه واخلفه دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
هذا الرجل الذي أفنى حياته كلها في سبيل الدعوة إلى الله ليس  على سبيل عمله ومهنته فقط كإمام لمسجد الدندر الكبير بل حتى على سبيل حياته الشخصية.
وبرزت أهمية وجود الشيخ محمد أحمد راقي في كونه ظهر في مدينة الدندر وهي قابعة في أقصى وسط المنطقة الوسطى من السودان حينما بدأت تتلمس دروب العلم والهداية سواء العلم بسبله النظامية الحكومية أو العلم بسبله الشعبية الأهلية.
فلحرص وفطنة الشيخ على العلم ونشر الوعي لم يكتف بوعظ الناس على منبر الجامع الكبير بمدينة الدندر، وإنما أضاف لهذه الخطب الرصينة مكتبة ثقافية دينية كانت من أوائل المكتبات بالدندر،  فمكتبة الشيخ مع كونها كانت مشكاة تضيء النور من خلال الصحف التي ترد يوميا للمكتبة من العاصمة الخرطوم أو من خلال الكتب في شتى ضروب المعرفة، فمع هذه الفائدة العظيمة، فقد كان للشيخ الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في التأسيس لثقافة تأسيس  المكتبات وأهميتها في نشر الوعي.
كانت بالدندر في ذلك الوقت مدرستان للوعظ والإرشاد إحداهما أزهرية  نسبة إلى جامعة الأزهر الشريف تعنى هذه المدرسة بتعليم الناس أمور دينهم المعيشية وقبل ذلك التعبدية وكان على رأس هذه المدرسة مولانا الشيخ فكي عبد الكريم رحمه الله رحمة واسعة.
لم يتخلف أحد صعد منبر الجامع الكبير بمدينة الدندر عن هذه المدرسة الأزهرية بما فيهم شيخنا الجليل مولانا محمد أحمد راقي.
فقد كان شيخنا المرحوم حريص منذ سبعينيات القرن الماضي على نشر الوعي الديني والأخلاقي سواء من خلال الخطب أو من خلال الدروس التي يلقيها رحمه الله في المسجد.
المدرسة الثانية والتي تفرد بها المرحوم هي الدعوة لتنظيم الأخوان المسلمين الذي كان يتزعمه حسن عبد الله الترابي، ولم يكتف شيخنا بالدعوة لهذا التنظيم فقط بل جند فيه كثيرا من الشباب من مدينة الدندر.
وبالتالي فإن التركة التي خلفها شيخنا تمثل عبئا ثقيلا لكل من يسير على دربه إذ أن شيخنا ترك خلفه  مدرستين كان مخلصا لهما غاية الإخلاص.
فالمدرسة الأزهرية ما انفك شيخنا يدعو لتعاليمها، وهذا ما يحفظه له جميع أهل الدندر.
وكذلك سخر دعوته لتنظيم الأخوان المسلمين، والذي كانت فحواه تتلخص في الشعار:
“هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه.”
فما أعظم هذه المهمة التي تركها شيخنا خلفه فهي مهمة على شقين وليست على شق واحد.
شق اعتنى بالمدرسة الأزهرية غاية العناية اهتم بكل ثوابتها ومبادئها.
وشق عمل على ترسيخ مبدأ أن السلطة هي لله لا للمنصب ولا للجاه كما أراد شيخنا الوالد المرحوم محمد أحمد راقي.
نرجو من الله وفي هذه الأيام المباركات أن ينزل شيخنا منزلة الصديقين والشهداء، وأن يتقبل عمله كما يتقبل عمل الصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه. 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …