د. معتز صديق الحسن يكتب: جدير بالذكر :
جامعات بلا مرتبات
# يُعاني أساتذة الجامعات السودانية الحكومية أشد المعاناة من عدم صرف مرتباتهم بصورة كاملة ومستقرة وذلك منذ شهر أبريل للعام 2023م.
# بينما -للأسف- ومن المعلومات المؤكدة فإن كل المؤسسات الاتحادية وبما فيها العاملون بوزارة التعليم العالي تصلهم مرتباتهم كاملة باستثناء الجامعات.
# ومن هنا تبدأ و لا تنتهي قصص معاناتهم لأن مرتب أبريل نفسه لم يصرف إلا بعد مضي ما يقارب ثلاثة أشهر ومع ذلك فإن الحسنة الوحيدة فيه أنه تم صرفه بالكامل.
# ويتوالى مسلسل المعاناة وعلى فترات متباعدة وحتى نهاية السنة كان الصرف بسل الروح وبنسبة 60% لكل شهر من جملة (5) أشهر تحديدًا (مايو – سبتمبر).
# وبإجراء عملية حسابية سريعة وبسيطة فإن الصرف لتلك الأشهر الخمسة من المرتب وبنسبة ثابتة 60% فهي لا تعادل بالكامل سوى مرتبات ثلاثة أشهر فقط.
# إذًا وبهذه الطريقة فكأنما أسقطت وزارة المالية من حسابات الأساتذة مرتبات شهرين كاملين وهناك منهم من ينتظر بظنٍ حسنٍ صرفها بأثر رجعي قريبًا أو بعيدًا.
# ثم جاءت طامة المعاناة الكبرى بعدم الصرف النهائي لمرتبات الثلاثة أشهر في نهاية السنة (أكتوبر – ديسمبر) ولا بأي نسبة تذكر لا نسبة 60% ولا غيرها.
# إذًا وبخفة يد الحاوي تلك والمنفذة من قبل وزارة المالية تصل جملة المرتبات غير المصروفة بصورة نهائية للعام الفائت لوحده لعدد خمسة أشهر كاملة.
# وطلّ العام الجديد 2024م واستبشر الناس خيرًا بأنه على الأقل سوف يستلمون فيه المرتب كاملًا وذلك بحسب وعود سابقة اتضح الآن أنها عرقوبية.
# لتكون قاصمة الظهر والضربة القاضية بأن الوزارة ارسلت مرتبي الشهرين الأوائل من السنة بنسب أقل من 60% والتي عوّدت الناس على الرضا بها واستلامها.
# في حين كانت إدارات الجامعات لا يخالجها أدنى شك بأن نسبة 60% صارت بالنسبة لوزارة المالية مقدسة ومحرمة وعند توريدها تردد (لا مساس) إلا بزيادتها.
# إلا أنه بحسب مصادر موثوقة من تلك الإدارات الجامعية فإنها قد اضطرت لإكمال تلك النسبة ومن مواردها الخاصة والشحيحة وبطريقة التقطيع من جلدها.
# فهل غياب المرتبات لثلاثة أشهر أو حضورها بنسبة 60% لخمسة أشهر ثم أقل من ذلك ولمدة شهرين فكل ذلك يمثل البدايات لتكسير قرار الزيادات السابقة؟
# أم أنه وبتلك المتوالية الهندسية المتناقصة فإن وزارة المالية في يوم ما (نراه قريبًا وليس بعيدًا) سوف تتوقف بالكلية عن إدراج أي نسبة من مرتبات الجامعات.
# بقي التنويه إلى أن هذا الخصم لا يتوقف عند أساتذة الجامعات وإنما يشمل أيضًا الموظفين والعاملين معهم وهم أصحاب مرتبات وإن جاءت 100% فهي ضعيفة.
# مما يعني أن صرفها بنسبة نقصان تصل إلى 40% فكأنهم لا يصرفون شيئًا وذلك مقارنة بواقع السوق المرتفعة أسعاره ما بين غمضة عين وانتباهتها.
# وهنا نسأل هل المسؤولون عن النقصان والتأخير لمرتبات العاملين بالجامعات يغيب عنهم أن هناك أسرًا تنتظرها للإعاشة والصحة والتعليم والسكن …إلخ؟
# مع العلم بأن أساتذة الجامعات لا يمانعون النقص لمرتباتهم بسبب الحرب لكن ما يجعل في أنفسهم شيئًا من حتى هو أن هذا الاستثناء لا يشمل أحدًا غيرهم.
# ومع هذا فقد استأنفوا الدراسة في الولايات الآمنة وذلك بحسب وعود كبار المسؤولين فيها بدعم تسييرها حال استمراريتها لكنهم نكثوا عن وعدهم هذا.
# فيا وزارة التعليم العالي اتخذوا وبكل عدل وحكمة القرارات التي تحفظ للجامعات حقوقها المالية كاملة وذلك بالجلوس مع وزارة المالية.
# وليكن أولى الأولويات معها تحويل قرار الزيادات المالية الأخيرة من خانة القرارات لخانة اللوائح القانونية إضافة لحل مشكلات الإيرادات المتنازع عليها بينهما.
# أخيرًا نسأل الله لبلادنا نعم السلام والاستقرار والنماء وأن يجنبها نقم حروب الفتن والخراب والدماء وأن يُطعم جوعها وأن يُؤمن خوفها. آمين يارب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
شاهد أيضاً
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …