محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
المشهد السياسي السوداني سائقان: سائق تائه وسائق مبيت النية
أما السائق التائه فقد برز بعد قيام ثورة التاسع عشر من ديسمبر ٢٠١٨م وهو وإن تبنى الثورة بكاملها إلا أنه للأسف لم يكن له أدنى علم بالقيادة، فهو من جهة لم يستطع أن يتخلص من النظام الذي قام الشعب بإسقاطه، ومن جهة تحالف مع رموز عسكرية لا علاقة لها بالثورة، ولا علاقة لها بأهدافها، ومن جهة لم يستغل وجدان وآمال الشعب السوداني الذي انعقد عليه؛ ليخلصه من حكومة الإنقاذ.
هذا الشعب الذي ثار من أجل أن يزيح حكم الإنقاذ كما أن هذا السائق التائه لم يستطع أن يأتي له ببديل لها بل لم يستطع ان يكبح جماح الطامعين المتربصين خارج السودان.
والسائق الآخر فهو أشد سوءا؛ لأنه يعمل في الخفاء من أجل الحصول على أهدافه، وساعده على تحقيق غرضه رغم أنه ظل مرفوضا من داخل وخارج السودان ثلاثة أسباب:
السبب الأول: توهان السائق الأول حيث حقق له فراغا استطاع أن يستغله ويستخدمه لصالحه.
السبب الثاني: إمكانياته التي لازال محافظا عليها داخل البلد عبر القوى النظامية وعبر سيطرة رموزه على المؤسسات الحكومية.
السبب الثالث: متاجرته بالقيم الوطنية والعسكرية والدينية والأخلاقية التي تعبر عن هوية السودانيين.
هذان السائقان هما اللذان يزيدان من إشعال الحرب، ويزيدان من تسهيل مهمة الدعم السريع التي تعمل على إزالة السودان من الوجود.
فإن سلم الشعب السوداني نفسه للسائق التائه ضاع وفقد وطنه.
وإن سلم نفسه للسائق المبيت النية وجد رقبته محاطة برغبات وأهداف هذا السائق. هذه الرغبات التي لا علاقة لها بوطن أو مواطن.
رغبات تنحصر كلها في نزواته وشهواته وأطماعه في الحصول على سلطة البلد وثرواتها.
رغبات تصر لأن تقول لهذا الشعب أنه فرط في حكم الإنقاذ وبالتالي يعيدون بهذه الرغبات سلطتهم ومكانتهم معا.
فإن انفرد أحد السائقين بالجولة، فلن يحصل معه السودان سوى على الدمار، وإن تعاركا وتحاربا فيما بينهما، فالضحية هو السودان بكل موارده وثرواته وإنسانه.
لا بد حتى ينصلح حال البلاد والعباد لا بد من التخلص من السائقين معا وإبدالهما بسائق يعرف وجهته جيدا، وفي ذات الوقت هدفه مصلحة البلد والتي تمثل مصلحته.
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: المشهد السياسي السوداني سائقان: سائق تائه وسائق مبيت النية
شاهد أيضاً
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …