الرئيسية / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: حزنت لأمر النخبة السياسية…ليس هناك حد أدني من التوافق حتي حول الشأن الإنساني..نهايك عن الوطن !!!؟

السفير الصادق المقلي يكتب: حزنت لأمر النخبة السياسية…ليس هناك حد أدني من التوافق حتي حول الشأن الإنساني..نهايك عن الوطن !!!؟

السفير الصادق المقلي يكتب:
حزنت لأمر النخبة السياسية…ليس هناك حد أدني من التوافق حتي حول الشأن الإنساني..نهايك عن الوطن !!!؟

إنما يدعو للحزن و الإشمئزاز حقا…أن النخبة السياسية لا تجد لديها الحد الادني من التوافق…حتي عندما يتعلق الأمر بحياة البشر و إغاثة الملهوف …و هو في الفقه الاسلامي تصل عقوبته الي الاعدام أن كان هذا الموفف اللاخلاقي و لا إنساني يعرض حياة الناس الي الخطر…
فالنخبة السياسية أدمنت الفشل منذ الخمسينات…في التوصل إلي الحد الادني من التوافق حول الوطن….و حول ٱجماع و مشروع وطني…لكن ما تواتر أمس من ردود فعل حول مؤتمر باريس عن الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان…ليس فقط من دعاة استمرار الحرب و ما يترتب عليه من تفاقم لهذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث..التي ولدت من رحم هذه الحرب العبثية…و لكن حتي من قبل تيارات يسارية و علي رأسها الحزب الشيوعي و الكتلة الديمقراطية التي كانت في يوما ما فصيلا من فصائل الثورة و التغيير..
و لعل ما يدعو فعلا للغثيان أن يصف دعاة الحرب و سدنة حكومة الامر الواقع و حتي الحكومة نفسها ممثلة في وزارة الخارجية….. و قيادات من حركات التمرد مؤتمر باريس الدولي الإنساني….بأنه مؤامرة علي السودان…فقط لانهم لم تتم الدعوة لهم المشاركة فيه … و لعمري هذا ضرب من ضروب الإسفاف و الكيد السياسي…!!! و هل ياتري لو أن تمت دعوة هؤلاء الي المشاركة… هل سيظل هذا المؤتمر الدولي الإنساني أيضا في نظرهم تانمرا علي السودان و سيادة السودأن!!؟؟؟؟ و متى كانت المبادرة الإنسانية لإغاثة الملهوف و المشاركة فيها تآمرا و خيانة و عمالة؟
علي الأقل حكومة الامر الواقع قد هزمت قضيتها في انتقادها لهذا المحفل الأنساني… حيث يطالها في نفس الوقت و الدعم السريع اتهام المجتمع الدولي بإعاقة انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب…و في وقت ظلت فيه الدولة عاجزة تماما عن تقديم العون اللازم لضحايا هذه الحرب اللعينة…
و لعمري هذا موقف غريب من قبل المنتقدين لمؤتمر باريس الذي يهدف الي استقطاب الدعم الدولي و الإقليمي لمساعدة للمتضررين من الحرب و في سبيل درء كارثة الفجوة في الأمن الغذائي و مخاطر المجاعة التي تحدق بالبلاد و سارت بها كل تقارير المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة!!!؟ و وضع حد لهذا العبث الذي اورد البلاد موارد الهلاك!!!!!!
و لا غرو …فنحن أمام مسلسل مكسيكي لفشل النخبة السياسية منذ الخمسينات..فالسياسة بدلا من أن تكن في خدمة الشعب ،،كانت وبالا عليه… شعب كتب عليه الموت البطئ ٠٠و لا سبيل لنزع انبوبة الأكسجين طالما فتأ يخفق هذا القلب في هذا الجسد المأزوم ٠٠ فالموت الرحيم٠٠ Euthanasia ٠محرم فى عقيدتنا الإسلامية..
و مما يقف شاهدا على هذا الفشل المزمن إندلاع هذه الحرب العبثية و فشل الساسة و العسكر في ايقافها و الوقوف علي اسبابها الجذرية و من ثم تخفيف معاناة الوطن و المواطن السوداني و التواصل الي إجماع وطني،،،فشل يشكل اخر حلقات لمسلسل إدمان الفشل لدى النخبة السياسية..
٠٠٠الساسة و العسكر كلهم مبتلون بداء الإقصاء و عدم قبول الآخر و المكابرة و الانكار و التمترس حول المواقف و المصالح الحزبية الضيقة و عدم الحس الوطني ٠٠فشل منذ الخمسينات و عجز عن التراضى حول مشروع وطني جامع و عن وضع دستور دائم يشرع لنظام حكم معين، بينما كان السودان من الدول القلائل فى العالم الثالث التى استقلت فى ظل نظام تعددي برلماني
٠بل ان السودان فى مجال التحول الديمقراطي الذى نلهث وراءه اليوم و الحقوق الأساسية قد بز حتى دول العالم الصناعى ٠٠خاصة فى حق المرأة فى النيابة البرلمانية و حقها فى المساواة مع الرجل فى الاجر المتساوى و فى المنافسة الحرة في الخدمة المدنية ٠٠بل حظيت باختصاصات لا نجد لها مثيلا حتى فى دول العالم الحر ، مثل اجازة الامومة مدفوعة الأجر ٠٠٠و الكثير من هذه الدول الغنية لم تطبق هذه الحقوق و التمييز الإيجابي للمرأة حتي السبعينات من القرن الماضي.
لقد تسبب الساسة فى هذه الدائرة الشريرة و تسليم السلطة فى طبق من ذهب للعسكر الذين اصلا ما قاموا بانقلاب الا و كان وراءه ساسة.. و هذه المرة من بين انقلاب و حرب مدمرة، يشهد السودان اكبر أزمة وجودية عبر تاريخه ٠٠٠فشل الساسة هو عجزهم على الالتقاء حول كلمة سواء للتوصل إلى حل سوداني سوداني مبرأ من اى تدخل أجنبي
٠٠٠فشل نميرى فذهب إلى أديس أبابا ٠٠فشل الاسلاميون فطرقوا أبواب عدة عواصم أفريقية بحثا عن حل لمشكلة دارفور ٠٠عجز أدى الى التدخل الاممى تجت الفصل السابع ٠٠٠فشل حتى شركاء الحكم فى سودان ما بعد الثورة ٠٠٠فاستعانوا بابى احمد و ود لباد لفك الاشتباك بينهم ٠٠٠و فشلوا من بعد ذلك فى إيجاد حل للنزاع فى دارفور و المنطقتين فهرعوا إلى الاخوة في جنوب السودان و كان اتفاق جوبا المنقوص حيث فشلوا غى إقناع الممانعين ، مثلما فشلوا في أحداث توافق سياسي، ،،،فشل كان وراء تدخل البعثة الأممية بطلب من حكومة الفترة الانتقالية٠٠٠و ما كان لها ان تتدخل لولا فشل الساسة كلهم٠٠ عسكر و مدنيين في التوصل إلى توافق و اجماع وطنى لحل الازمة السودانية المزمنة ……..
اوقفوا هذا العبث السياسى ٠٠٠فالوطن يكاد يضيع من بين ايدى الجميع ٠٠كفوا عن خطاب التخوين و الكراهية …و على الجميع عسكر و مدنيين التنازل و نكران الذات و اللهث وراء المصالح الحزبية و الذاتية الضيقة و الكنكشة على السلطة على دون اكتراث لمعاش البشر ولإنزلاق الوطن نحو الفوضى و المجهول…
و لعل قدر السودان ان يكن الساسة أنفسهم هم وراء هذه الدائرة الشريرة ما بين نظام ديمقراطي و نظام انقلابى٠٠٠بدأت فى التخلق منذ فجر الاستقلال ٠٠فكان وراء كل انقلاب رافعة او حاضنة سياسية ٠٠٠حتى انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ٠٠٠٠فقد كان الساسة، من حيث يدرون و لا يدرون، يعدون له المسرح ٠٠ بفشلهم فى ادارة الموجة الاولى من المرحلة الانتقالية ٠٠
فقحت الاولى تشظت و تفرقت ايدى سبأ٠٠عجزت حتى فى تحقيق أشياء هى فى متناول يدها٠٠٠ ٠٠٠٠المجلس التشريعي ٠٠المحكمة الدستورية ٠٠كل المفوضيات التى هى عضد الدولة المدنية ٠ ٠٠و الألاف من القضايا ظلت حبيسة الادراج لغياب المحكمة الدستورية . ، ٠٠٠فشلت حتى فى تعيين والى لشرق السودان الجريح و تعيين وزير لوزارة التربية والتعليم..
ظل السودان دولة دون مؤسسات و بعيداً عن شعار المدنية الذى مهره مئات الشهداء من الشباب و آلاف الجرحى و المفقودين بدمائهم٠
و لعل اكبر خطأ ارتكبته قحت المركزي انها، في َ مستهل الفترة الانتقالية، ولت امر الدولة الى ناشطين ممن قدموا إما من أركان النشاط فى الجامعات او من المعتقلات ٠٠٠و بكل اسف وقف عقلاء القوم و كباره على الرصيف ٠.. . …. . ٠٠٠و لعل قحت لم تدري قبل إنقلاب الخامس و العشرين من اكتوبر، أن بتشظيها و رفضها لخلية الأزمة التي اقترحها د حمدوك ٠٠انها قد ساهمت بصورة غير مباشرة في إعداد المسرح لما حدث فى اليوم التالى ٠٠٠ إذ هى التى دفعت قحت الثانية او جماعة الميثاق الى تنظيم اعتصام القصر الذى مهد و بصورة مباشرة٠٠ و مع سبق الإصرار و الترصد٠٠ للانقلاب،و دونكم هتاف التوم هجو (( ما بنرجع الا البيان يطلع)) و توفير حاضنة سياسية حشدت لها حشودا أهلية و طرق صوفية ٠٠٠كما غض المكون العسكري الطرف عن اعتصام القصر، الأمر الذي لم يحدث طيلة شهور ثورة ديسمبر ،،،،، حيث واجه الشباب العزل الرصاص بصدور عارية، و حيث يعاق حراكهم الثوري بنصب الحاويات و إغلاق الجسور و الكتل الخرسانية…
و فشل المكون العسكري و شركاء السلام في تنفيذ أهم بنود اتفاق جوبا، ملف الترتيبات الأمنية. ،و لم يجن اصحاب المصلحة في دارفور الجريحة سوى المزيد من الاقتتال القبلي و النزوح و اللجوء و سرقة لأصول المنظمات الدولية شاركت فيها عناصر من حركات التمرد نفسها……………….
لكن رغم ذلك يحمد لقحت المركزي انها نظمت ورشة وقفت من خلالها على أوجه الخلل في تجربتها و اعتذرت للشعب السوداني عن قصورهاَ.و الاعتراف بالخطأ فضيلة…….
لعل الفرق بين انقلابات عسكرية سابقة،، ضمن هذه الدائرة الشريرة،، ان العسكر ٠٠٠هذه المرة ٠٠٠ساعدوا هم ايضا في توفير ارضية خصبة لما حدث في الخامس و العشرين ٠٠الذى وصفه الموالون بتصحيح مسار الثورة.و ما يبيتونه العسكر من نية للحيلولة دون تسليم رئاسة مجلس السيادة للمكون المدني قبل ثلاثة أسابيع من الانقلاب،، أي في السابع عشر من نوفمبر 2021٠٠. فضلا عن تباطؤ فى حسم ازمة الشرق، من قبل السلطات، أزمة خنقت شريان الدولة و هددت أمنها القومي٠٠و تفلت امنى فى العاصمة و صراعات قبلية و تعطيل لدولاب الدولة بتعليق اجتماعات المؤسسة السيادية .و التغول على صلاحيات الجهاز التنفيذي…. المؤسسة العسكرية نفسها فشلت في استكمال ما يليها من مؤسسات الدولة و بصفة فشلها في تعيين رئيس القضاء و نائب عام و هى صلاحيات كفلتها له الوثيقة الدستورية ٠٠فشلت فى انفاذ اتفاق السلام و بصفة خاصة ملف الترتيبات الأمنية و مواجهة الانفلات الامنى فى العاصمة و الولايات خاصة في دارفور ٠٠٠فشل المكون العسكري فى تعيين ما يليه من استكمال عضوية المجلس التشريعي ٠٠ال ٦٠ عضوا٠٠٠و فشلوا فى ملف مفوضية الانتخابات و صناعة الدستور و غيرها ٠٠٠٠فثلاثتهم،، قحت،، المكون العسكري و حركات الكفاح المسلح كلهم شركاء في تقويض مكتسبات الموجة الأولى للفترة الانتقالية.. و على رأسها فك طوق العزلة الدولية و الإقليمية و إستعادة مسار إعفاء الديون ٠٠٠و تطبيع علاقات السودان مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و تحسن كبير في سجل حقوق الإنسان، فاستعاد السودان مقعده في مجلس حقوق الإنسان بجنيف و انتهت ولاية الخبير المستقل و تبوأ السودان منصب رئاسة المجلس عن أفريقيا، و صادق السودان على عدد من الاتفاقيات الدولية.. بل تم انتخابه في نيويورك لدورة ثانية.َو نال السودان في عهد حكومة حمدوك احترام المجتمع الدولي
.. و لكن في ٢٥ اكتوبر، حدثت انتكاسة أخرى في سجل حقوق الإنسان،، وعادت العزلة الدولية و الإقليمية من جديد و افلست الخزانة العامة و لم يعد للدولة من موارد غير الجباية و جيب المواطن، كما صرح وزير المالية…….. ٠٠ إلا أن الحراك الثوري قد هزم كل أسباب و مبررات البرهان لما أقدم عليه من إجراءات و خطوات، فالاحتقان السياسي ما برح يطل برأسه ٠٠٠و المهددات الأمنية ما ظلت تطل برأسهاو احتقان سياسي،شهدنا فيه جنوح أنصار نظام الإنقاذ المباد إلى لغة العنف و التخوين و و رغم نصح العقلاء منهم إلى ضرورة السردبة و المراجعات لتجربة امتدت لثلاثين عاما و دهبت بخيرها و شرها، انتظارا للانتخابات، الا ان منهم من اختار لغة العنف و الوعيد و التهديد،انهم سيجتاحون الخرطوم و سيقطعون رأس فولكر كما فعل الأنصار بغوردون في ملحمة تحرير الخرطوم، و انهم كما أسقطوا حكومة حمدوك، سيسقطون اي حكومة على غير هواهم مثنى و ثلاث و رباع…أليس هذا هو هتاف أنس عمر..!!!!…. فضلا عن مخاوف الانزلاق نحو الفوضى و القزف نحو المجهول و الدولة الفاشلة بإمتياز……بسبب هذه الحرب العبثية التي قضت على الأخضر و اليابس، على البشر و الارض و الحجر، و أزمة وجودية َو وطن يعيش حالة اللادولة و شريعة الغاب.. و عدم استشعار الجميع للمخاطر التي تحدق بالبلاد ،،و وضع لا نري من خلاله ضوءا في اخر النفق …طالما تعذر التوافق علي الحد الادني ليس فقط علي الوطن و لكن حتي حول المسائل الانسانية و هذه الكارثة الإنسانية التي ..و بكل أسف… لم نجد لها من صدى أو بواكي إلا خارج حدود الوطن !!!؟
.انتبهوا أيها الساسة …أليس فيكم رجل رشيد !؟؟

عن Admin2

شاهد أيضاً

السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا..فلتستمر الحرب حتي لو اريقت كل دماء الوطن .، و ليبقي العسكر في السلطة

السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا..فلتستمر الحرب حتي لو اريقت كل دماء الوطن .، و …