خبطة نيوز
مقالات مشابهة
محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
تقوية طرف على طرف يعني مزيدا من الحرب
الأطراف التي يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب في السودان هي الطرف العسكري والطرف المدني ومن ينتسبون للدعم السريع.
هذه الأطراف إما أن تقوم بمجهودات فردية من أجل أن تفرض نفسها، ومن أجل أن تخلص السودان من الكارثة التي ألمت به، وفي هذه الحالة سيكون أي مجهود خصما على أي حل للأزمة السودانية.
الأزمة السودانية لن يأتي حلها من خلال طرف واحد، وأي مجهود من طرف واحد سيزيد من إشعالها لا أكثر.
مؤتمر باريس الذي عقد قبل يومين والذي ضم مجموعة (تقدم) بينما استثنى الوجود العسكري بشقيه يدخل في صياغ الحلول من طرف واحد، وهذا النوع من الحلول وإن كان يساهم في تقديم بعض المساعدات للنازحين والفارين من الحرب إلا أنه على صعيد آخر يعمل على تأجيج نار الحرب؛ لأنه يمثل مجهودا من طرف واحد.
مثله مثل أي مهاجمة طرف على طرف آخر في هذه الحرب.
فالإغاثة التي خرجت بها (تقدم) بالعاصمة الفرنسية باريس قبل يومين ستزيد من لهيب الحرب إذ تعطي رسالة للجيش وللقوى الأخرى المخالفة لها مفادها أنها موجودة وليست غائبة، وأنها تستطيع أن تثبت وجودها وبالتالي أي تجاهل لها يعني تجاهل للواقع وتجاهل لطرف إذا لم يكن جزءا من الحل، فهو قطعا سيكون جزءا من الأزمة.
لا ينبغي أن ينظر إلى الأموال التي خرجت بها تقدم قبل يومين من مؤتمر باريس من زاوية مساعدات لمتأثري الحرب بل ينبغي أن ينظر إليها بأن تأثيرها أخطر من ذلك إذ تعني أن طرفا واحدا يقوم بمجهود لوحده، وبالتالي هذا المجهود سيعمل على تقوية موقفه هو فقط من الحرب هذا الموقف الذي يواجه به مواقف الأطراف الأخرى.
الإغاثة بهذا البرنامج الذي قامت به (تقدم) ستكون أداة من أدوات إشعال الحرب.
لا بد أن تأتي الإغاثة تحت مظلة جميع الأطراف، فحينئذ ستعمل على إطفاء نار الحرب.
وذات المعنى ينطبق على أي مجهود يقوم به طرف من الأطراف الأخرى بغض النظر عن كونه مجهود صحيح أو خاطئ إذ أنه يعني تقوية موقفه هو من الحرب، فجلوس الجناح العسكري مع الجارة مصر مثلا، فهذا الجلوس إن تكلل بالنجاح سوف يعني مباشرة إلى أنه سلاح في وجه الآخر الذي لا يتفق مع الجيش.
أي مجهود من طرف واحد من الأطراف التي تحرك الأحداث اليوم سيعمل على إشعال الحرب وسيعمل على إطالة أمدها.
المجهودات المشتركة والمساعي للجلوس على طاولة واحدة هذه المساعي سواء مساعي إغاثية أو مساعي لوقف الهجوم أو مساعي لتقريب وجهات النظر من قبل دول خارجية كل هذا النوع من المساعي سيقرب من إنهاء الأزمة السودانية، وسيعمل على إطفاء نار الحرب.
وأي مجهود أحادي بحيث يمثل طرفا واحدا من الأطراف سواء كان عسكريا أو مدنيا سيعقد من الأزمة وسيعمل على إشعالها، وإن ظهر في ثوب المساعدات والإغاثات للمتضررين من الحرب.
