السفير الصادق المقلي بكتب: وا حسرتاه علي الخرطوم..مطار الخرطوم و سودان اير.. وصلنا جده لكن لم نصل السعودية!!!!!شكرا سفارتنا في البحرين
قبل الحرب الرحلة ما بين الخرطوم و جده لا تسنغرق أكثر من ساعتين.علي متن مختلف خطوط الطيران المحلية و العالمية..بعد الحرب الرحلة من بورتسودان الي جده استغرقت ثلاثة أسابيع ما بين بورتسودان و جده مرورا بمنامة البحرين ،ثم العودة مرة أخرى الي جده..كل ذلك بسبب غياب العاصمة ، و مطارها و سفاراتها ،،سودان اير و غيرها من الرحلات العالمية..لم يتبقي في البلاد غير تاركو و بدر في مدينة بورتسودان!! يصل المرء جده بمستند تأشيرة صادرة عن الخارجية السعودية…لكنه لم يصل بعد الي المملكة…كتب عليه أن يواصل الرحلة الي دول أخري من بينها البحرين ، سلطنة عمان ، يوغندا ، ارتريا ،، و اثيوبيا…للحصول علي اعتماد تأشيرة للخارجية في سفارات المملكة في هذه الدول…المحظوظ من يحصل علي هذه الاعتماد من اسبوعين الي ثلاثة أسابيع…بل كثر من المسافرين قد قفل راجعا الي السودان نسبة لعجزه عن تسديد تكاليف الإقامة في تلك الدول!!
و مما يعقد الأمر ضرورة وصول المسافر الي السفارة السعودية عبر وكالة خاصة إسمها تساهيل …و للوصول الي هذه الشركة يتحتم علي المسافرين الحجز المسبق لمقابلة الموظفين في هذه الشركة الخاصة ريثما يجد جواز المسافر طريقه الي السفارة أو القنصلية السعودية!!!و نسبة لتكدس آلاف المسافرين في هذه العواصم الخارجية يستغرق اكمال الحصول علي الحجز المسبق في هذه الشركة الخاصة و اكمال إجراءات الحصول علي التأشيرة السعودية أكثر من ثلاثة أسابيع في بعض الأحيان..الأمر الذي يزيد من تكلفة الإقامة في تلك العواصم الأجنبي…و قد أدت هذه التعقيدات الي دفع بعض المسافرين الي العودة للسودان بعد كل هذا العنت و وعثاء السفر !!!!
تلك هي إحدي تداعيات هذه الحرب العبثية…فبدلا من ساعتى رحلة من الخرظوم الي المملكة…تأخذ الرحلة من مقر اقامتك مرورا بسفر علي البصات و بإقامة في فنادق بورتسودان و رحلة متن خطي طيران فقظ…تاركو و بدر. من اسبوعين الي ثلاثة أسابيع…هذا لمن حالفه الحظ في الحصول على حجز في تلك الشركة الخاصة المتعاقدة مع السفارات السعودية في الخارج.!!!؟
هذه التعقيدات اثقلت كاهل السفارات السودانية في الخارج.. إذ كتب عليها أن تقم علي خدمة الآلاف من المسافرين السودانين و تسهيل توثيق مستنداتهم و من ثم تسهيل وصولهم الي السفارات السعودية عبر تلك الشركة الخاصة…تساهيل..
لقد كنت شاهدا علي الجهود المضنية التي ظلت تبذلها سفارة السودان في المنامة…و مدها حبل الصبر و الاريحية لتتحمل الكثير من المضايقات من العابرين السودانين …و ما بذلته من مساعي حميدة لدي الشركة الخاصة و لدي القنصلية السعودية في المنامة…وصلت تلك المضايقات الي حد اقتحام العابرين و كسر ابواب السفارة …إلا أن العاملين بالسفارة و علي رأسها المستشار جعفر ناصر و اركان حربه و من بينهم الاخ الاداري هجو…من اداريي الزمن الجميل… الذي يعمل متطوعا و متعاونا مع السفارة بعد انتهاء مدة خدمته في البعثة و وصوله سن المعاش .ظل المستشار القائم بالأعمال بالإنابة و مساعدوه يعملون دون ملل أو كلل لساعات طويلة..في سبيل تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول المملكة عبر الشركة ثم السفارة السعودية…في صبر و جلد و تجرد و حرص علي خدمة الآلاف من المسافرين في طريقمم الي المملكة العربية السعودية…و قد فتحت السفارة باحاتها لمئات المسافرين للاقامة داخل السفارة نسبة لما واجهوه من مشاكل مالية في فنادق المنامة..كما قام متطوعون سودانيون …بتلك الاريحية و الخلق و الشهامة السودانية بتقديم وجبات مدار اليوم لهؤلاء العالقين في البحرين…فلهم فائق الشكر و الٱمننان و لكادر البعثة السودانية…لأداء مهامها علي أكمل وجه .. و من لا يشكر الناس لا يشكر الله…
و لا ادري ما الذي حال دون تدخل السلطات السودانية و بصفة خاصة وزارة الخارجية دون أن تبذل مساعيها لدي السلطات السعودية لكي تفتح الأخيرة قنصلية لها في بورتسودان لكي توفر علي المسافرين للمملكة كل هذا العناء من وعثاء السفر و التبعات المالية و حتي الاعباء النفسية التي تعتمل في نفوس الكثير من العابرين السودانين في طريقم الي المملكة عبر دول خارج حدود الوظن…فهل من مجيب. ؟؟؟
..