أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: توصيل الرأي الحر بين فكي مفترس

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: توصيل الرأي الحر بين فكي مفترس

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
توصيل الرأي الحر بين فكي مفترس
أخذ الرأي الحر يتلفت يمنة ويسرة، فلم يجد من يأويه  ويعرضه للكل إذ ظل بين فكي مفترس.
الفك الأول: الميديا وهذه الظاهرة الكونية الخطيرة، وإن كانت تتمتع هذه الميديا بكل صنوف السرعة والجاذبية وسهولة الانتشار إلا أن.جلها  اقتصر على كل ما هو منحط وحقير وساقط، فبالنظر إلى مروجي هذه الميديا والمشهورين بها، وكما يقال عنهم أصحاب (الترندات) تجد الأغلبية منهم بلا فكر أو وعي.
مجرد مستثيرين للغرائز الحيوانية لمعجبيهم، ولأولئك الذين يجذبهم التعرف صورة وصوت على كل شاذ ومنحط.
وقطعا هذا الجو لن يجد صاحب الرأي الحر وضعه فيه، فإن نشر منشورا مقابل منشور أولئك، فلن توجد أي مقارنة بين المنشورين من حيث المشاركين وأصحاب اللايكات.
الفك الثاني: هو فك أصحاب الأجندات الخاصة وأصحاب التوجهات الخاصة، فهؤلاء كذلك لا ينشرون ولا يعترفون إلا بمن يسير على نهجهم.
فإن هاجمت الدعم السريع أو أي قوى تابعة لهم لم يعد رأيك حاضرا بينهم وسوف يبعدونك من حساباتهم وكأنك لم تكتب شيئا.
وذات الأمر ينطبق إذا تم نقد ومهاجمة قيادة الجيش، فإن قيادة الجيش ومن معها يعتبرونك عدوا لهم أكثر من الدعم السريع.
وهكذا جميع الجهات الأخرى، فالكل اتفق على قاعدة تجمعهم جميعا وهو أن من يخالفني الرأي فهو عدوي وضدي
وعلى انتشار هذين الفكين، فما أكثر المنابر والقنوات في العالم وما أقل وانعدام قنوات الرأي الحر.
فإذا عم الفساد وكثر الخبث لا ينبغي أن يستغرب من ذلك، فلم يعد للمنابر الحرة ملاذ.
لم يعد للمنابر الحرة طلب وأهمية.
لا أحد يهتم بها.
لن يهتم بها أصحاب الغرائز والشهوات الحيوانية.
كما لا يهتم بها أصحاب التيارات المحددة.
القاعدة الوحيدة الموجودة الآن وهي إما أن تتفق معي أو أنك ضدي أو أنك والعدو سواء.
فإما أن تنتسب لهذه العاهة أو أنك منبوذ.
هذه الظاهرة أسوأ من الحرب الدائرة في السودان.
لأنه إن كانت الحرب مرتبطة بحدث وزمن، فإن هذه الظاهرة لا ترتبط بحدث أو زمن وبالتالي ستظل الحالقة التي تقضي على كل ركن من أركان هذا الوطن.
نحن بلا شك إزاء هذه الحرب الدائرة في السودان نعاني من خلل ما هذا الخلل كأمر طبيعي لا بد له من حل.
وأي حل لا يمس الثوابت ينبغي أن يعتبر حلا من الحلول.
أقصى ما يتم التعامل معه هو القول بأنه ليس الحل المناسب.
لكن أن يتفق الجميع إزاء هذه الحرب بأنه إما أن تكون معي أو ضدي، فهذه بلا شك طامة كبرى الله فقط من يدرك عواقبها ومآلاتها. 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *هل أثبت الكيزان علمانية الدولة؟!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *هل أثبت الكيزان علمانية الدولة؟!* ميزة الأخوان …