الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: كيف تقوي صفك وتقهر عدوك؟!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: كيف تقوي صفك وتقهر عدوك؟!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
كيف تقوي صفك وتقهر عدوك؟!
لا شك أن كل قائد يريد أن يكون قويا صلبا أمام عدوه، وفي ذات الوقت لا بد أن يكون هذا القائد صادق أمين مع من يسانده ويؤيده.
ميزان يحمل كفتين، فأي تلاعب بإحدى الكفتين سينعكس مباشرة على الكفة الأخرى.
بعض القادة يصب الكذب صبا على عدوه ويمارس معه شتى أنواع الخداع.
ووسط انشغاله بعدوه ينسى مساندوه ومعاونوه والذي يعود عليهم هذا الخطاب الزائف المقصود به العدو بالانكسار والهزيمة وفقدان الثقة.
فالمساند والداعم وصاحب الوجعة على عكس العدو يريد صدقا ووضوحا.
فهو يتقوى ويشعر بالانتماء من خلال صدق قائده معه.
من خلال شفافيته وعدم خداعه.
إذن هي وزنة تحتاج لدقة متناهية ولحذر ما بعده حذر.
لا بد من ربط الأحداث ببعضها البعض.
كما لا ينبغي أن ينفي حديث اليوم موقف الأمس، ولا ينفي حديث الأمس موقف اليوم.
لا يظهر ضعف القائد لعدوه هذا أمر مفرغ منه لكن كيف يستطيع في ذات الوقت أن يوصل هذا الضعف لمن يسانده ويقف معه حتى يحول معه هذا الضعف إلى قوة.
حتى يبعد منه هذا الضعف ويربطه بظروف أخرى محيطة هي التي تسببت في وجوده.
العمل على الجهتين ولشدة قربهما واتصالهما وتقاطعهما مع بعضهما البعض  ربما يظهر فيه كثير من التناقض والتضاد إلا أن كليهما يدعمان ويعملان على التقوية ومن ثم على النصر.
أي خلط بين الجهتين جهة الداعم وجهة العدو سيحول المشهد برمته إلى فشل وإلى سقوط.
سيجد القائد الذي لم يفصل بين الجهتين أنه يهدم ويهزم مملكته بنفسه.
فالخطاب لا بد أن يكون منفصلا.
خطاب للعدو تظهر فيه القوة وإخفاء الثغرات.
وخطاب للمنتسبين إليه تظهر فيه الشفافية والصدق والأمانة والوضوح.
كيف يتم ذلك؟
يعتمد الأمر كله على مدى حصافة وذكاء من يقوم بذلك.
فمثلا يفرض القائد على المقصر أقسى عقوبة حتى يبين عظمة ما يقوم به، وأن هذا الأمر لا يشوبه تهاون أو خذلان.
ويعمل على إبعاد هذا المقصر.
كل ذلك يحدث أمام عيني من يدعم القائد ويسانده.
أما عدوه فليس فقط لا ينبغي ان يعرف عقوبة المقصر بل يجب ألا يعرف أنه يوجد تقصير أصلا.
وهكذا يحمل القائد الطريقين معا بكلتا يديه:
طريق يدعم من يقويه ويسانده.
وطريق يضعف ويخيف عدوه.
بعض القادة يخلط بين الطريقين.
فيقوم بنشر الكذب وتغيير الحقائق دون الانتباه إلى من يخاطب، فيقع كذبه وخداعه على من يسانده ويقويه، فيصيبه بالوهن واليأس ومن ثم بالهزيمة.
ولعدم إدراكه هذا الفرق بين الطريقين يقوم أيضا بإلقاء معلومات في غاية من الأهمية والخطورة دون الانتباه لعدوه، فيلتقطها عدوه ويستخدمها ضده، ويكون بذلك هزم نفسه بنفسه.
تأتي أهمية التمييز بين الطريقين، والعالم أصبح قرية صغيرة كل المعلومات تصل بضغطة زر.
فمن لا يضع في ذهنه هذين الطريقين، ولم يكن لديه معرفة بمخاطبة ومواجهة كل طريق سوف يفقد كل يوم أعوانه.
كما يجد عدوه متفوقا عليه من خلال المعلومات التي يأخذها منه.
لا بد من أن يستشف أعوان القائد ومساندوه صدق قائدهم وأمانته ونزاهته.
ولا بد كذلك أن يراه عدوه قويا صلبا بلا أخطاء.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …