السفير الصادق المقلي يكتب: ماذا دهاك اردول ؟؟ ( معقول !) انقلاب اكتوبر امتداد لثورة ديسمبر ؟ !)
لا ادري أن كان اردول في كامل وعيه عندما صرح علي فضائية الجزيرة أن ،( انقلاب اكتوبر امتداد لثورة ديسمبر) ؟؟ أو أن حديثه من قبيل الاستهبال السياسى ، أم أنه استحمار للعقول ؟؟ أم يظن أن ذاكرتنا سمكية . أم أنه يخاطب شعبا في كوكب المريخ !!!!!؟؟؟؟ و هو يزايد علي الوثيقة الدستورية!!؟؟؟
أولا ٠٠٠مما يدعو إلى للغرابة و رفع حاجب الدهشة أن هؤلاء القوم الذين ينادون بالعودة للوثيفة الدستورية ١٩١٩ تعديل ٢٠٢٠ هم أنفسهم الذين كانوا وراء وأد هذه الوثيقة، إذ هم أنفسهم و معهم جماعة ترك٠٠٠ الذين وقع احد منسوبيهم على الكيان الجديد ٠٠٠وراء مقتل هذه الوثيقة ٠٠٠و ذلك باستدعائهم للانقلاب من خلال اعتصام القصر و إغلاق الشرق ٠٠بمعني انهم هم وكلاء لانقلاب ٢٥ اكتوبر الذي نحر الوثيقة الدستورية و قبرها٠٠و لم يبق منها في ترقيع دخيل على الفقه الدستوري ، ما يحفظ مصلحة العسكر في الاستيلاء على السلطة، و ما يؤمن لهم كراسيهم حسب مادة في وثيقة أصبحت في حيز العدم بعد الانقلاب ٠٠٠تلك هي المادة ٧٩ ٠٠٠و ما بها من عوار صارخ يجعل اتفاقية السلام تعلو على الوثيقة في حالة حدوث أي تقاطعات بين الوثيقة و الاتفاقية ٠٠٠اي نسبة ال ٢٥ في المائة و غيرها من محاصصات التمييز الإيجابي ٠٠و هو الأمر الذى يجعل ممثلي الحركات بمثابة وزراء حتى الممات٠٠٠و مما يدل على وكالتهم للانقلاب أن قرار قائد الجيش لم يطالهم عندما حل حكومة د٠ حمدوَك ٠٠فات و بقوا و رجع و فات مرة اخرى و هم في مناصبهم، في حكومة ظلت بلا رأس منذ ٢٥ اكتوبر الماضي ٠٠٠و هو وضع بدعي غير مسبوق في العالم و لا تجد له مكانا في العلوم السياسية!!! ٠٠
ليست هذه هي المرة الأولى التي يزايد فيها اردول عن ثورة هو علي راس من قوضوا مكتسباتها ..فقد أن صرح من قبل و هو على منصة التوافق الوطني ،
(( ليس من السهل التخلي عن هذه الوثيقة بهذه البساطة ٠٠٠لان الوثيقة مثلت رمزية الثورة!!!))
و لا ادري هل الكومريد اردول كان في تلك الحظة من النشوة و التباهي بهذا المولود الجديد ٠٠كيان للتوافق الوطني يغير جلده بين الفينة و الأخرى ٠٠٠هل كان يخاطب شعبا في كوكب المريخ!!؟؟ عن أي وثيقة يتحدث و هم الذين تخلوا منها بكل بساطة و أعدوا العدة و هيئوا المسرح لتقويضها بانقلاب ٢٥ اكتوبر ٠٠و عن أي رمزية للثورة يتبجح بها، و هو وقف متفرجا و قائد الانقلاب يزج في السجون برموز الثورة و التحول الديمقراطى …و بشباب هم ممن فجرَوا مع غيرهم هذه الثورة، في وقت كان فيه اردول و الذين معه في أدغال المنافي٠٠! بل هم من كانوا شركاء معهم في السلطة بأمر هذه الثورة التي يتحدث عن رمزيتها٠٠٠
ثورة ظل هو و الذين معه يجلسون على كراسي السلطة الوثيرة و على مرمى و مسمع من السلطات الأمنية تفتك بشباب الثورة في الشوارع ٠٠٠حيث استشهاد 130 شابا ، قتلوا بدم بارد ،، و أصيب بعاهات بعضها مستديمة الآلاف من رفقاء لهم قضوا نحبهم من قبل في سبتمبر و في ديسمبر!!! وقفوا مكتوفي الأيدي و لاذوا بصمت القبور و شباب الثورة و قادتها ما بين الموت و المعتقلات و المشافي و التغييب القسري”” “؟؟ و يأتي اردول لكي يحدثنا عن الوثيقة الدستورية و عن رمزية الثورة ٠٠ ٠٠سبحان الله ٠٠ نعم شر البلية ما يضحك..فالحرية من الشعارات المقدسة لثورة ديسمبر التي تمتلك انت الجرأة للمزايدة عليها !!!
اردول و الذين معه من وكلاء الإنقلاب و سدنة نظام الإنقاذ البائد ٠٠٠لم يفتح الله لهم بكلمة واحدة عن فشل مخططهم و انقلاب هم وكلاء لهم أورد البلاد موارد الهلاك ٠٠و عرضوا الوطن لأزمة وجودية٠٠و هم طفقوا يحدثونا عما أسموه زورا تارة بتصحيح المسار ٠و تارة أخرى بفض الشراكة و اليوم اسموه ( امتداد الثورة ديسمبر ) ٠٠٠و كأنهم لم يكونوا شركاء في حكومة د٠حمدوك٠٠!!! و ما برحروا يغرقون المشهد السياسي كل يوم بمسمى كيان جديد..و يغيرون جلدهم كالحرباء ، أمس مع استمرار الحرب و اليوم مع ايقافها !!
بعد أن فقدوا إلبوصلة، و شاركوا في جريمة عودة الدولة مرة اخرى الى مربع العزلة الدولية و الإقليمية، و حيث علقت كل المساعدات الاقتصادية والإنمائية و الانسانية و مسار إعفاء الديون ٠٠٠و حيث أصبحت من غير موارد خلاف الجبايات و جيب المواطن، و أصبحت الإستعادة و التطبيع رهينة بأنهاء الإنقلاب و العودة إلى مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية ٠٠٠كما أقر بذلك السيد وزير الماليه و هو عائد لتوه يومها بخفي حنين من واشنطن بعد أن شارك في اجتماعات البنك الدولي..فذاكرتنا ليست بالسمكية الجنرال اردول…
شعار اخر مقدس و من مكتسبات ثورة ديسمبر …السلام..فهل كان الانقلاب و اتفاقية جوبا تحقيقا للسلام أم تقويضا له ..؟؟
بعد نجاح ثورة ديسمبر و إبرام اتفاقية سلام جوبا، استبشر الناس خيرا، ان الحرب قد وضعت أوزارها، و ان دارفور ستنعم بالسلام و الأمن و الاستقرار ٠٠٠و أن ملايين النازحين و اللاجئين من ضحايا الحرب سيعودون الى حواكيرهم و إلى حضن الوطن مستردين كل ما حرموا منه من عيش كريم و من حقوق مدنية ٠٠
و لكن يبدو أن الرياح اتت بما لا تشتهى سفن هؤلاء المواطنين الشرفاء ٠٠٠٠فقد فشلت السلطات و التى تشارك معها في الحكم،، ما سميت كفاحا بحركات الكفاح المسلح، فى انفاذ ملف الترتيبات الأمنية اهم ملفات اتفاقية جوبا ٠٠ لأسباب غير معروفة،، خاصة و أن أمر الملف فى أيديهم ٠٠٠و لكنه الفشل المزرى رغم مضى اكتر من عام و نصف من توقيع اتفاقية جوبا٠٠٠و التى يسميها البعض تندرا، بسبب نزيف الدم في دارفور،،، باتفاقية الحرب و آخرون باتفاقية غنائم السلطة ٠٠٠
٠٠٠فقد استباح الإنفلات الأمني اصول اليوناميد و برنامج الغذاء العالمي نهبا و سلبا،، على مرأى و مسمع من الأجهزة الأمنية و بمشاركة،، رسبت حتى من قبل عناصر من حركات الكفاح المسلح ٠٠٠و أصبح نزيف الدم العملة السائدة في دارفور، من جبل مون مرورا حاليا بكرينك و انتهاء الجنينة٠٠فضلا عن الصراعات القبلية الدموية في النيل الأزرق و كردفان.
و حتى الأطفال و النساء و المشافى لم تسلم من هذا العنف ضد المدنيين الذين تفرقت دمائهم بالمئات ٠٠بين بلاغ ضد مجهولين٠٠حتى الشرف الرفيع لم يسلم من الأذى
كما أقرت بذلك مسؤولة رفيعة في وزارة الشؤون الاجتماعية .
كل ذلك وسط صمت القبور من المركز الذى لم يفعل شيئا غير الاعراب عن أسفه!!
و اتخذ من إجراءات كان مصيرها مصير تلك القوة المشتركة التى تم تكوينها ابان آخر زيارة للبرهان و حميدتي الى المنطقة ٠٠و التى يبدو انه إجراء ولد ميتا.
ما زال مسلسل نزيف الدم في دارفور مستمرا٠٠
و نخشى أيضا فى ظل هذه الحرب و هذا الإنفلات الأمني في دارفور و انسداد الأفق السياسي و العزلة الدولية و عدم الاستقرار و الانهيار الاقتصادي الماثل، أن يفقد الجميع الأمل في إنفاذ اتفاقية جوبا و التى لا يمكن فى حينئذ على الإخوة النازحين و اللاجئين٠٠٠ الذين يبدو أنه قد كتب عليهم أن يقتاتوا من فتات موائد الرحمة الكنسية و الغربية،،،، بدلا من أن ينعموا بحياة حرة كريمة فى وطنهم ٠٠
. فهل يا ترى من مغزى لاتفاقية سلام جوبا ؟٠٠٠ هل هى لوقف الحرب و العنف في دارفور ٠٠ام لوضع الزيت على بارود ازمة دارفور٠؟ ٠أزمة لم يدفع فاتورتها الأهل فى دارفور فحسب، بل كل الشعب السوداني ما فتأ يسدد هذه الفاتورة جوعا و مرضا و فقرا ٠٠٠
فاتورة خطيئة هى عمل من رجس الساسة و العسكر و حركات التمرد سابقا،،،، ٠٠٠فبسبب النزاع فى دارفور ظل السودان بين مطرقة مفوضية حقوق الإنسان فى جنيف بفعل انتهاكات حقوق الإنسان و سندان مجلس الامن فى نيويورك نسبة لانتهاك القانون الدولي الإنساني ٠٠٠و مقصلة الجنائية الدولية فى لاهاي ..
و لعمري هو نفس المشهد يعاد انتاجه بفعل هذه الحرب العبثية.
كسرة … ليت اردول يسأل نفسه يوما. أين كان هو و الذين معه من لوردات الحرب عشية ثورة ديسمبر…فولاها لظلوا في المنافي و الفيافي ..و لكنه جزاء سنمار !!!!