محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح
نموذج … ونموذج
نموذجان أحدهما همه تثبيت قيم الخير والحق والعدالة.
والآخر نفعي همه الاستفادة والتكسب من هذه القيم أو من غيرها، فهو ينظر فقط لمنفعته وحسب.
فصاحب النموذج الأول يمكن أن يطبق قيمه بجدارة ويستمتع بها ويشاهد نتيجتها وتنفيذها على أرض الواقع.
لن يعارضه أحد عليها بل يجد التشجيع من الجميع ليس بسبب أنها تدعو للخير فقط بل لأنها أيضا مفيدة ومثمرة بالنسبة له.
يأتي الاختلاف والبون الشاسع حينما يعرض النموذج الأول على من يقتنع بالنموذج الثاني.
حينما يطلب منه أن يطبق هذا النموذج حينئذ يأتي الفرق.
حينئذ يكون هذا النموذج بالنسبة له محض افتراء.
حينئذ سيضحك ويعتبر هذا النموذج ليس ساذجا بل مغفلا.
فهو يستحسن هذا النموذج حينما يطبقه غيره.
يستحسن هذا النموذج حينما يشاهده.
أما تطبيقه هو لهذا النموذج، فهذا ليس في حساباته.
أن يطلب منه، فهذا ليس مراده، ولا يفكر فيه أصلا.
فمن يجد نفسه في النموذج الأول، فعليه أن يقر بالنموذجين معا:
نموذجه الأول الذي يفعل به ما يشاء، فلا أحد يعترض عليه بل سيعجب الجميع به غاية الإعجاب.
وأن يقر ويعترف بالنموذج الثاني نموذج النفعي.
النموذج الثاني يجب أن يقف عنده صاحب النموذج الأول ويرضاه لصاحبه، وذلك لأن النموذج الثاني لا يقبل، ولا يخطر على باله النموذج الأول أصلا.
فأي فرض من النموذج الأول على الثاني سيرفضه بشدة.
فليرح النموذج الأول نفسه بأن يطبق ما يريد على نفسه، وأن يترك النموذج الثاني لمن يقتنع به دون أن يفرض نموذجه عليه.
لأنه لو فرض النموذج الأول على من يقتنع بالنموذج الثاني خسره.
وإن فرض النموذج الثاني على من يقتنع به هو خسر نموذجه.
الموقف السليم هو الاعتراف والإقرار بالنموذجين معا.
بحيث يطبق النموذج الأول على من يقتنع به فقط.
ويترك تطبيق النموذج الثاني لمن يقتنع به.
وبهذا الموقف لا يكون النموذج الأول كسب نفسه فقط بل سيجد أنه كسب معه النموذج الثاني.
إن أي تداخل في تطبيق النموذجين سينهار النموذجان معا.
وسيخسر حينئذ صاحب النموذج الأول نموذجه، وسيخسر كذلك النموذج الآخر
بحيث لا يطبق النموذج الأول على ما يقتنع به صاحب النموذج الثاني، ولا يطبق النموذج الثاني على ما يقتنع به صاحب النموذج الأول.
بهذا الفرز وبهذا التقسيم سيشعر النموذج الأول بالفرق جليا حينما يحتاج لتطبيق النموذج الثاني.
سيشعر بالتعب وشدة الضنك حينما يطبق النموذج الثاني.
لأنه حينها سيكون فاقدا نموذجه وسيكون مضطرا لتطبيق النموذج الثاني.
بينما سيكون في قمة الراحة والسرور حينما يجد نفسه يطبق في نموذجه، فحينئذ لا يرتاح وحده بل سيجد صاحب النموذج الثاني مسرور معه؛ لأن النموذج الأول يعود عليه بالنفع والفايدة.
نموذجان في واقع الحياة يجب الإقرار بهما مع ملاحظة تطبيق كل نموذج ما يروق له.
شاهد أيضاً
*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة:* *السريحة موت الضمير العالمي*
*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة:* *السريحة موت الضمير العالمي* يظهر ما يحدث في قرية السريحة …