الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: العقبة التي تقف أمام إيقاف الحرب !!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: العقبة التي تقف أمام إيقاف الحرب !!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
العقبة التي تقف أمام إيقاف الحرب !!
الأنظمة التي تتحلى بها كل دولة من دول العالم اليوم لم يكتنفها الاستقرار والقبول بسبب أنها صحيحة، وإنما اكتنفها الاستقرار وتعيش شعوبها آمنة مستقرة تمارس حياتها ممارسة هادئة لا توجد بها أي مناكفات بسبب واحد فقط هو أن هذه الأنظمة تم قبولها داخليا وخارجيا.
فمثلا دول الخليج بالرغم من أنها تحكمها أسر ويعلم الجميع أن شرعية هذه الدول أقل من شرعية حكم العسكر إلا أن هذه الأنظمة مستقرة إلى يوم الناس هذا وذلك بسبب أنها مقبولة داخل بلدانها وخارجها وبغض النظر عن أسباب هذا القبول.
هذا السبب هو نفسه الذي عطل إيقاف الحرب في السودان بعد كل هذا الزمن وجعلها تستمر بدون أي تحقيق نجاحات على أرض الواقع تذكر.
فالمواطن ما زال مشردا وغير مستقر وروحه وممتلكاته على كف عفريت.
فالسودان عبر أنظمة حكمه المتعاقبة بعد الاستقلال كانت تتسم بهذه الصفة صفة القبول، فمجرد ما تنتفي هذه الصفة تحدث الزعزعة وعدم الاستقرار.
فحينما انقلبت حكومة عبود على حكومة الأزهري كانت بمواقفة ومباركة جميع الأطراف السياسية والعسكرية، وهكذا قس على بقية الحكومات التي تعاقبت، فما سقطت حكومة إلا وتخلت عنها القوى الداخلية والقوي الخارجية.
وما نجحت حكومة إلا بسبب أنها سلمت من معاكسة الداخل والخارج.
اليوم هذه العقبة نفسها تقف أمام إيقاف الحرب، فلا الجيش استطاع عبر الفريق البرهان أن ينشئ حكومة، ولا المدنيون استطاعوا عبر حمدوك أن ينشؤوا حكومة.
ومما زاد الأمر تعقيدا ظهور الدعم السريع بينهما الأمر الذي جعل المشهد اليوم يختلف عن كل المشاهد السابقة سواء مشاهد لحكومات ديمقراطية أو حكومات عسكرية.
إذن هذه هي العقبة ما لم تحل هذه العقبة سواء بالقوة أو بالتراضي، فلن تقف الحرب في السودان.
فهذه هي الآلة التي تحرك الحرب.
لن ينفع اتفاق جدة أو  أثيوبيا أو مصر أو حتى اتفاق جنيف المزمع عقده في الرابع عشر من أغسطس الجاري برعاية أمريكية والذي يعول عليه كثيرا بل يعتبر آخر كرت للتفاوض يمكن الاعتماد عليه.
إذا ذهب المتحاورون أو لم يذهبوا لمؤتمر جنيف فالأمر سيان، ما دامت هذه العقبة مازالت موجودة، فستستمر الحرب ولن تقف.
تتلخص هذه العقبة في السؤال التالي:
من الذي يحكم السودان؟
ما إن يرفع الجيش رأسه؛ ليجيب على هذا السؤال إلا ويتصدى له المدنيون.
وكذلك ما إن يرفع المدنيون رأسهم ليجيبوا على هذا السؤال إلا ويتصدى لهم العساكر.
وبينهما الدعم السريع يزيد من الأمر اشتعالا وتفاقما.
فالواضح أن هذه الإجابة على هذا السؤال ما زالت غائبة سواء بالتراضي أو بالقوة، وبالتالي أدى عدم الإجابة عليها إلى انتفاء أي استقرار للسودان.
لن يستقر السودان إلا بعد أن يظهر من يقول:
أنا سوف أحكم السودان وتكون الظروف والأحداث في صالحه بحيث يقبل من الداخل  والخارج أو على الأقل الجلوس معه يكون أفضل من الاقتتال ضده.
فليبحث أهل السودان إجابة لهذا السؤال، فإن القمم العربية أو العالمية لن توقف لهم الحرب.
فكل طرف يريد أن يحكم يعتقد جازما أنه إذا انسحب، فسوف يجد نفسه خارج اللعبة.
وبالتالي لا بد من منعه من تلقيم المشهد سواء برضاه أو بعدم رضاه.
لن يتم استقرار للسودان إلا عبر إيجاد حل للسؤال الذي ما زال معلقا إلى الآن ولعل الخطابات واللقاءات التي يلقيها الفريق ياسر العطا بين كل وقت وآخر تشير وتفسر هذه العقبة.   

عن Admin2

شاهد أيضاً

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)*

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)* هُناك منشُور صدر يوم أمس الأول …