الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الطاعة والمعصية لا توزع حسب الطلب !!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الطاعة والمعصية لا توزع حسب الطلب !!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
الطاعة والمعصية لا توزع حسب الطلب !!
تعاليم إسلامنا الحنيف لم تميز فئة عن فئة، ولا فردا عن فرد من حيث المسؤولية،
حيث جعلت الكل مسؤول.
كل حسب مسؤوليته.
البعض يرجع البلاء الذي حل بالناس إلى معصية الأفراد في حين أن معصية الحاكم هي أشد خطرا وفتكا من معصية الأفراد وذلك لعدة أسباب لعل أهمها:
* إن معصية الحاكم تنتقل إلى المحكومين وليس العكس، فإن كان الحاكم متلاعبا بالمال العام، وتركه سايبا لخاصته وأهله، ولا يحاسب من يواليه، فإن هذه الجريمة ستنتقل مباشرة للمحكومين.
* التزام الحاكم للحلال وللحرام يمكن ضبطه، والتحكم فيه على عكس الأفراد، فتطبيق كل فرد للحلال والحرام قد لا يتأثر ببقية أفراد المجتمع.
* إذا عم تحري الحلال والحرام من قبل الحاكم سينعكس ذلك على دعاة أهل الخير والصلاح بأن يدعوا للحاكم ولرعيته، فيستحيب الله لدعائهم.
على عكس إذا انتشر الفساد والظلم، فإن أهل الصلاح والمظلومين سيدعون على الحاكم وعلى حكمه.
فقصة أن الناس ابتلوا بالحرب بسبب معصيتهم وابتعادهم عن الله، فإن هذا الجرم وهذه التهمة أقرب للحاكم منها للأفراد.
نعم قد يعاقب الله الأمة بسبب ابتعادها عن طاعته سبحانه.
إلا أن هذا الابتعاد مسؤولية الحاكم أكثر من كونه مسؤولية المحكومين.
مسؤولية الحاكم في أمرين:
في نفسه.
وفي محاسبة المفسد.
مسؤولية الحاكم في كونه هو من يدعم رعيته سواء في أن تسلك طريق الشر أو طريق الخير.
أما الأفراد فكل فرد مسؤول من تصرفه، فإذا ضل فرد طريق الحق وسلك طريق الشر، فلا يلزم ذلك أن يتبعه غيره من الأفراد.
رغم هذه المفارقة بين ابتعاد الحاكم عن الحق وابتعاد الأفراد عنه إلا أن كثيرا ما يتم ربط البلاء بفساد الأفراد ويترك الحاكم.
يتم ذلك إما جهلا أو دعما للحاكم الظالم او خوفا منه.
إذ أن كثيرا ما يتم ربط البلاء بفساد المحكومين ويترك الحاكم.
في حين أن معصية الحاكم تنتقل للمحكومين بينما معصية الأفراد قد لا تنتقل لبعضهم البعض.
بالعكس إذا رأى فرد فاسدا في المجتمع، وتمت محاسبة هذا الفاسد من قبل الحاكم، فإن هذه المحاسبة ستكون حافزا لكل فرد بألا يقع في الفساد.
بينما الحاكم الذي يطلب من المحكومين الولاء له، والمحافظة على حكمه.
فإن هذا الحاكم بفعله هذا هو من ينمي في أمته ورعيته كل أنواع الدهاء والنفاق والتملق.
وبناء على ذلك، فإن كان ثمة بلاء وقع على الناس، فهو بسبب الحاكم لا بسبب المحكومين.
بسبب الفساد الذي وقع فيه، فانتقل منه للمحكومين.
فعليه وزره ووزر كل من فسد من رعيته.
إن الصلاح إن كان يأتي من الحاكم، فإن الفساد أيضا ينتشر ويعم بسبب الحاكم.
إن الدعوة بأن البلاء وقع بسبب فساد المحكومين لا يخلو من دفاع لفساد الحاكم.
لا يخلو من تعليق جرم الحاكم على المحكومين.
فمن يريد صلاحا، فليبدأ بالحاكم.
ومن يريد إزالة فساد، فليبدأ بإزالة فساد الحاكم.
فما من رعية فسدت إلا بسبب فساد راعيها.
وما من رعية التزمت جادة الحق وعز فيها الشريف، واهتدى فيها عديم الضمير والانتهازي إلا بسبب حاكمها.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …