الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: إن تبنينا الطريقة التكاملية مع الغرب؛ لفلحناا!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: إن تبنينا الطريقة التكاملية مع الغرب؛ لفلحناا!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
إن تبنينا الطريقة التكاملية مع الغرب؛ لفلحناا!
هناك ثلاثة طرق كمسلمين للتعامل مع الغرب ( أمريكا وأوروبا).
الطريقة الأولى تقول بأن الغرب شيطان رجيم، وبالتالي هذه الطريقة تمنع التعامل مع الغرب نهائيا، وتعتبر وجوده يعني وجودا للرذيلة، وسحقه من الوجود يعني إحياء للفضيلة.
الطريقة الثانية على النقيض من الأولى إذ تقول أن الغرب هو رمز الحضارة والتمدن، فما إن اقتربنا واحتككنا بأنظمته وطبقناها في بلداننا، وما إن امتثلنا أسلوب حياته فلحنا، وما إن ابتعدنا عنه انغمسنا في بئر التخلف والجهل.
أما الطريقة الثالثة، فهي الطريقة المثلى للتعامل مع الغرب،  وهي الطريقة التكاملية وهي التي تقول أن حضارة الغرب ارتقت بالعقل واحتفت به، فإن شملنا هذا العقل بقيم وتعاليم الإسلام تقوى الإسلام وفلح العقل، وإن أبعدناهما عن بعضهما البعض انعزل المسلون من أسباب التطور والتقدم، وسوف يتضرر الغرب بحضارته أكثر من أن ينتفع بها، وذلك لكونه لم يجد من يضبط ويهذب له هذه الحضارة.
الطريقة التكاملية في تعامل المسلمين مع الغرب لها عدة ميزات لعل أهمها:
* أن الإسلام دين أنزل للإنسانية جمعاء، فالسعي لتوصيل تعاليمه للغرب في جو دعوي يثبت عالمية الإسلام.
* أن الإسلام يجل ويعظم جميع نشاطات العقل بل ترك لهذا العقل العنان؛ ليتدبر ويتفكر في قوانين الكون، ففي ذلك إثبات لمثله وقيمه، وبالتالي احتفاء المسلمين بحضارة الغرب ما هو إلا احتفاء بتعاليم الإسلام.
* النظرة التكاملية أدعى لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، وأدعى لإبعاد الحروب وإبعاد أمراض الإنسانية الثلاث: المرض والجهل والجوع.
* إيصال تعاليم الإسلام للغرب في جو دعوي معافى يزيل عن الغرب كل الأمراض التي يعاني منها دون التخلي عن إنجازاته.
تلك الأمراض التي تتمثل في التفكك الأسري والتي تتمثل في الإباحية كما تزيل ارتفاع معدلات الانتحار والاكتئاب وعبثية الحياة، فهذا كله ناتج عن غياب تعلق الغرب بالله وبدينه.
* هذه التكاملية تظهر استفادة المسلمين من التطور التقني الذي ارتبط بالغرب بلا أدنى حياء، وتزيل عدم الاعتراف به، وتزيل ذلك الإنكار الغير مبرر من استفادة المسلمين للتنقنية التي جادت بها الحضارة الغربية.
* تفويت الفرصة لأعداء الإسلام الذين يتربصون به ويلصقون به كل التهم الباطلة والتي تتهمه بالعدوانية.
* إعطاء الفرصة للمسلمين لنشر دينهم في كل بقاع الدنيا.
* فتح الآفاق أمام التعاون المشترك بين الشعوب في كافة المجالات، وإغلاق كل باب يعزز من القيم السالبة بين الشعوب.
* تطوير المصالح المشتركة من حيث الموارد والمناخ وإزالة الجريمة.
* الطريقة التكاملية تعزز كل ما هو إيجابي في الإنسانية، وتفتح الآفاق، وتفجر المواهب.
بينما ما أسهل العداء، وما أسهل الانغماس.
اذ أن التفاعل وتبادل القيم والأفكار لا يتم إلا بسعة الأفق وعمق التفكير.
وفوق كل هذا وذاك، فإن الطريقة التكاملية في التعامل مع الغرب ليست هي الطريقة السليمة في التعامل مع الغرب فحسب بل هي الطريقة الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها.
فنحن المسلمون لا يأمرنا ديننا بالاكتفاء بأنفسنا بتعاليم الإسلام.
والغرب كذلك لا يستطيع أن يحقق لشعوبه الأمن والاستقرار من خلال إنجازاته الدنيوية فقط.
هذه الدعوة التكاملية أصابها كثير من التشويش والغياب بسبب تزاحم وقوة فرض الطريقتين السابقتين:
طريقة العداء المفرط للغرب.
وطريقة الولاء الكامل له.
إن الطريقة التكاملية تشمل جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وما يحدث من تقاطع وعدم اندماج يترك، ويركز على غيره.
فما لا يدرك جله لا يترك كله.
والله سبحانه وتعالى سيجعل التوفيق حليفنا؛ لكوننا متمسكين بتعاليم ديننا من جهة، ولرغبتنا الأكيدة لنشر هذه التعاليم من جهة أخرى.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …