الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السيئة جرت السيئة*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السيئة جرت السيئة*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*السيئة جرت السيئة*
كل أزماتنا في السودان توالت وتكالبت علينا بسبب أن السيئة جرت السيئة.
منذ الاستقلال تسير بنا هذه القاعدة وهي ما أن تظهر سيئة إلا وأعقبتها سيئة أخرى.
لن ينصلح حالنا إلا بتغيير هذه القاعدة وهو مقابلة السيئة بالحسنة.
إلى الآن لم تتحقق لدينا هذه القاعدة ألا وهي إبدال السيئة بحسنة.
* ساءت الأحوال في الحكومة الديمقراطية الثالثة حكومة الصادق المهدي، فبدلا من تصويب الحكومة، والعمل على إرجاعها في المسار الصحيح.
لم نعمل ذلك، وإنما عالجنا الخطأ بانقلاب عسكري وهي ذات السيئة التي تكررت مع الحكومات المنتخبة السابقة.
* نجحت إرادة الشعب في إقامة ثورة، فبدلا من توليد حكومة منتخبة قوية تواجه تحديات البلد على إثرها لم نفعل ذلك، وإنما ظللنا نتخبط، ونعيد في ذات الأخطاء التي جاءت الثورة لتصويبها، وبذلك نكون قد وقعنا في ذات الخطأ الذي وقعت فيه الثورات السابقة:
ثورة الحكومة الوطنية وثورة أكتوبر وثورة إبريل.
* مارست الحكومة استغلالا بشعا للسلطات، وجعلت من هذه السلطات قوة لمنتسبيها ومؤيديها كما جعلت منها سيفا مسلطا على من يخالفها ويعارضها، وهي ذات السيئة التي وقعت فيها الحكومات السابقة.
* ظهرت على ملفات الحكومة كمية من الانتقامات التي لا علاقة لها بالتنمية وتطوير البلد، فبدلا من تمزيق هذه الملفات لم نعمل ذلك، وإنما فقط نفضنا عن هذه الملفات الغبار، وفعلناها كما هي من جديد.
فقط قمنا بتغيير اسم الحكومة وأسماء من نريد أن ننتقم منهم.
* جعلنا القضاء هذه المؤسسة المهيبة منبرا ندافع به عن انتماءاتنا ومصالحنا، وضربنا بالقيمة العدلية عرض الحائط وهي ذات السيئة التي تكررت عبر الحكومات السابقة.
* عملنا على التعيين والتقريب مقابل الفصل والإبعاد في مؤسسات الدولة وفقا للولاء والانتماء وهي ذات السيئة التي حدثت مع الحكومات السابقة.
إلى أن أصبحنا بذلك لدينا خبرة واحترافا في سوء الإدارة.
أصبح لدينا خبرة في نقل السيئات جيلا بعد جيل.
لن ينصلح حالنا إلا بعهد يمزق كل الملفات السابقة، ويبدلها بملفات تضع مكان كل سيئة حسنة عندئذ سيتغير حالنا، وستتبدل مأساتنا إلى انفراج، وتتبدل مواردنا، فبدلا من أن كانت وبالا علينا ستصبح خيرا ونماء.
وتنوعنا الثقافي والعرقي وسعة بلدنا بدلا من أن كانت عوائق أمامنا وأمراضا ستصبح صحة وجسور محبة وإخاء وإثراء.
فقط نقوم بخطوة واحدة وهي إبدال السيئة حسنة.
الكل وبلا استثناء وقع في مستنقع هذه القاعدة الآسن وهو إحلال السيئة سيئة مثلها.
كل اللوم يقع علينا لا ينبغي إطلاقا أن نلوم أحدا سوانا.
ولن ينصلح حالنا إلا بإحلال السيئة حسنة. 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …