Home / الاعمدة / *السفير الصادق المقلي يكتب:* *الحديث عن تشكيل حكومة في ظل الحرب.. هروب الي الامام و وضع العربة أمام الحصان*

*السفير الصادق المقلي يكتب:* *الحديث عن تشكيل حكومة في ظل الحرب.. هروب الي الامام و وضع العربة أمام الحصان*

*السفير الصادق المقلي يكتب:*
*الحديث عن تشكيل حكومة في ظل الحرب.. هروب الي الامام و وضع العربة أمام الحصان*

لقد تواتر الحديث في هذه الآونة الأخيرة سواء من قبل الحاكمين او بعض المتامهين مع انقلاب أكتوبر،،، عن ضرورة تشكيل حكومة حرب او حكومة للفترة الانتقالية كما ذكر ذلك البرهان في حديثه امام الوفد الاعلامي السوداني و المصري الذي كان في زيارة لبورتسودان خلال اليومين الماضيين..
أولا لقد سبق أن هدد حميدتي بتشكيل حكومة ضرار في الخرطوم اذا تم تشكيل حكومة جديدة في بورتسودان…و اي خطوة من هذا القبيل سيجعل البلاد أمام سيناريو ليبي و أمام خلق سوداني لاند علي غرار صومالي لاند..
.و مما لا يدعو مجالاً للشك أن كلا الحكومتين سوف تصطدمان بعدم اعتراف المجتمع الدولي و الإقليميَََ.. .. .سيما و أن هذا الاخير قد رهن فك طوق العزلة الدولية و الإقليمية و تطبيع علاقات السودان مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و استعادة مسار اعفاء الديون باستعادة مسار التحول
الديمقراطي…فضلا عن عودة السودان الي الحضن الافريقي و انهاء تعليق عضويته منذ انقلاب أكتوبر..
كما ستواجه هكذا خطوة برفض القوي المدنية الداعية لانهاء الانقلاب و الحرب.
…و قد زادت هذه الحرب من عزلة السودان الدولية والإقليمية.
….الأمر الذى أدى إلى فقدان السودان لدعم البنك الدولي للاعوام 1921..1922 و 1923.؟.
و لعل التركيز لدي الحكومة ينصب فقط علي دحر الدعم السريع و لم يتحدث احد بعد عن اليوم التالي.
. إن في استمرار الحرب تفاقما لمعاناة المواطنين و نزيف الوطن،، و انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان و للقانون الدولي الإنساني من طرفي الصراع. وجد إدانة دولية من دول و منظمات حقوقية …و قد خلص مدعى المحكمة الجنائية الدولية الي أن الانتهاكات في غرب دارفور خاصة من قبل الدعم السريع ترقي الي جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب و حتي جريمة إبادة جماعية. و تخضع كل هذه الانتهاكات لتحقيق دولي من المنظمات الحقوقية و المحكمة الجنائية الدولية.. كما أن الأمم المتحدة وضعت في تقرير لها الجيش و الدعم السريع ضمن القائمة السوداء للدول المؤذية للأطفال. فمنظمة اليونيسيف في تقرير لها ذكرت أن أكثر من 700 الف طفل حياتهم معرضة للخطر و أن الآلاف منهم ماتوا بسبب هذه الحرب العبثية…
. بالرغم من أنني لا ارى جدوي أو يوما تاليا لهذه التحقيقات خاصة من قبل الجنائية الدولية…فما اتخذته من قبل من إجراءات في حق قيادة الإنقاذ ظل حبيس الإدراج لأكثر من خمسة عشر عاما..فضلا عن أن هذه المحكمة قد تم تسييسها بأقحام مجلس الأمن في اختصاصها…الأمر الذي جعلها عدالة دولية معيبة Flawed International Justice..
كما أن الاتحاد الأوروبي بصدد اصدار عقوبات علي قيادات في الحرب الدائرة. و لم نجد كثير أثر علي الواقع لكافة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية علي شخصيات اثناء هذه الحرب اللعينة..
الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن مخاوفه ان تنزلق البلاد الي اتون حرب أهلية تلقى بظلالها السالبة َ و عواقبها الوخيَمة على سائر دول المنطقه.
.. فمنظمة الهجرة الدولية تقدر اعداد النازحين بأكثر من عشرة ملايين منهم حوالي مليون مواطن لجأوا ،،، باحثا عن ملاذ آمن خارج الحدود…و قد صنفتها المنظمة بأنها أكبر ظاهرة نزوح يشهدها العالم…
،بينما يحذر مفوض الشؤون الإنسانية الأممي من معاناة ملايين المواطنين من أزمة في الغذاء و نذر مجاعة تحدق بربع سكان البلاد و ان حوالي ٧٥٠ الف مواطن مهددون بالموت جوعا بسبب انعدام الأمن الغزائي.. حسب تقارير أممية .
.وطن في مقدوره و بفضل مَوارده الطبيعية ان يصبح سلة لغذاء العالم…
كما أن منظمة الصحة العالمية تنذر بخطر التعدي علي الكادر الصحي و كوادر الغوث الإنساني..و من خطورة تفشي الأمراض خاصة الكوليرا جراء السيول والامطار…
وطن ترك الباب فيه مواربا،،و بفشل ساسته،،، لتدخل كل من هب َو دب في شؤونه الداخلية،طمعا في موارده و موقعه الاستراتيجي. َ
الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية، فالمسألة ليست مسألة حرب فحسب ،،،و إنما معادلة بين ان يكن السودان أو لا يكن..
لقد ظل المواطن السوداني يسدد فاتورة هذه الحرب العبثبة على مدار الساعة…
حرب دخلت عامها الثاني ..دفع ثمنها قتلا و ترويعا و تشريدا، و شللا تاما لدولاب العمل و الاعمال في العاصمة، و غيرها من الولايات التي شهدت تمددا للحرب… و مهددا خطيرا لمستقبل العملية التعليمية ، فلأول مرة يقزف بإمتحانات الشهادة في عالم المجهول و يجمد العام الدراسى في كافة مراحل التعليم لأكثر من عام…….و كذا فشل المواسم الزراعية و كارثة كبيرة على صعيد تسويق المنتجات الزراعية و الصناعية…..و كساد ضرب اسواق المناطق الآمنة ٠٠ و ارتفاع مهول و غير مسبوق في سعر الصرف و معدلات التضخم …و انهيار تام للقطاع الصحي ٠ ٠٠حيث خرجت أكثر من 75 في المائة من المشافي من الخدمة تماما٠٠بسبب عدم قدرة الكادر الطبي علي الحركة و انعدام الأدوية المنقذة للحياة ٠٠٠الامر الذي عرض و ما برح يعرض حياة المرضى الي هذا الموت المجاني٠ و إعاقة حركة الكادر العامل في مجال العون الإنساني .. فضلا عن إفلاس لخزينة الدولة ..حيث عجزت المالية عن دفع مستحقات العاملين و انهار تماما القطاع الصناعي و نزوح أصحاب المصاتع الي دول مجاورة ،،بل حتي الفريق القومي و أندية كرة القدم غادرت البلاد مستجديا للمعسكرات خارج حدود الوطن…
فكيف يا تري بتصور المرء فرصا لنجاح حكومة جديدة ،، مهما كان شكلها ,
و في ظل الاحتقان السياسي والانهيار الاقتصادي و الانفلات الأمنى و تفكيك النسيج الاجتماعي…، في وضع هو أشبه بحالة اللادولة!! دولة شرد مواطنوها و اخرجوا قسرا من ديارهم و تفرقت بهم السبل ما بين قتيل وجريح و مريض و جائع و نازح في الداخل و لاجئ يبحث عن ملاذ آمن خارج الحدود! بلد تشهد انهيارا مريعا في قطاعات الصحة و التعليم و مختلف الخدمات!!! نزح الملايين من مواطنيها !!! مثلما نرحت كل مؤسساتها السيادية خارج العاصمة.التي أصبحت مدينة للاشباح،،فلا مطار و لا طائرات و لا بعثات دبلوماسية… حيث
نزح حتى مبدعوها و انتقلت صالات الأفراح و مآتم الاتراح خارج الوطن. و حيث من فر من البلد حذر الموت لقى حتفه في في الفيافي و طرق التهريب الي مصر و إثيوبيا و ليبيا،، بل وصل بعضهم َمؤخرا الي تونس.. فضلا عن من لم يمت بالدانات قضى نحبه بسبب انعدام الدواء و المعينات الطبية.. و الموت غرقا في النهر او من جراء الكوليرا و لدغات العقارب لمن لاذ بالجبال في شمال السودان فرارا من السيول. َََ. او مات جوعا خاصة في معسكرات النازحين في دارفور وفق التقارير الأممية… و من سلم من كل هذه البلاوي يتعرض يوميا للترويع من جراء استمرار هذه للحرب العبثية المدمرة.
حكومة وكلاء عجزت تماما عن دفع استحقاقات العاملين و المعاشين لعدة أشهر، و تشهد انهيارا اقتصادياً و انفلاتا مخيفا للأمن ، و غلاءا و نذرا للمجاعة
, في ظل الظروف التي تعيشها البلاد من انقلاب و حرب افلست الدولة و عدلتها من محيطيها الدولي و الإقليمي…و جعلتها على شفا جرف من مصاف الدول الفاشلة..
والحال هكذا، يحدونا الامل في أن تتوفر الارادة السياسية لدي فرقاء الأزمة،، عسكريين و مدنيين،، لاحلال السلامَ وبسط هيبة الدولة المفقودة ، و تشكيل حكومة من شخصيات وطنية من دون محاصصات حزبية، من اكفاء و ممن خبرَوا العمل العام داخل البلاد.. لكي تكمل مؤسسات الفترة الانتقالية، وصولا الي إنتخابات حرة َو نزيهة يحتكم فيها الشعب السوداني لصندوق الاقتراع بدلا عن صندوق الذخيرة Ballot and not Bullet Box..

About Admin2

Check Also

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …