أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب. إن أريد إلا الإصلاح: الانفجار الذي لم يأت بعد!

محجوب مدني محجوب يكتب. إن أريد إلا الإصلاح: الانفجار الذي لم يأت بعد!

محجوب مدني محجوب يكتب.
إن أريد إلا الإصلاح:
الانفجار الذي لم يأت بعد!
حالة اللامفهوم واللامعلوم التي تسود المشهد السوداني اليوم لن تدوم.
قطعا ستنفجر هذه الحالة؛ لتخلف حالة أسوأ من هذه الحرب بمراحل.
وذلك بسبب أن هذه الحرب تحول كل طرف من طرفيها؛ ليتبن موقفا لا علاقة له به.
فالمليشيا التي يتوقع منها رفضها للتفاوض تعمل على تبنيه.
والجيش الذي يتوقع منه تحريرا للمدن التي فر منها المواطن مستنجدا به ما زالت هذه المدن غير آمنة، ويعاني منها الأمرين ما لم يسعفه النزوح.
حالة في قمة الغرابة ستنذر –  نسأل الله السلامة – إلى انفجار وشيك أسوأ مما هو عليه الآن.
فها هو الدعم السريع وفقا لانتهاكاته وافتقاره لأي إرادة سياسية.
يتبنى منابر التفاوض ويبادر بقبولها.
وكأنما بذلك يريد أن يصبغ على جرائمه صبغة شرعية.
وعلى الجانب الآخر يقف الجيش بذات التناقض.
فالجيش بتبنيه لكل نازح وهارب من ويلات الحرب لا يعمل كذلك على إرجاع هذا المواطن إلى بيته كما لا يعمل على تأمين المناطق التي نزح لها هذا المواطن.
وبالتالي لا يوجد أسوأ من هذه الحالة على الإطلاق، ونتيجتها ستكون وخيمة بلا شك.
اتجاهان يعملان في اتجاهين متناقضين كل التناقض.
لا توجد حالة تشبه هذه الحالة التي يمر بها الشعب السوداني.
إذ أن الطبيعي أن تجد في كل حالة الظالم الباطش ليس له أي ميول نحو التفاوض أو الحلول السلمية.
ومثال لذلك الموقف الروسي من حربه ضد أوكرانيا، فهو يهاجم ويستولى على الأراضي الأوكرانية، ولا وجود لديه لأي تفاوض خارج تحقيق هدفه من الحرب.
وكذلك الموقف الإسرائيلي من حربه ضد غزة لا حديث له عن أي تفاوض أو حلول سلمية.
ويقابل كل بارقة أمل للتفاوض بشلالات من الدماء
كل هذا مفهوم ممن يشعل الحرب سواء من الجانب الروسي أو الجانب الإسرائيلي.
لكن أن تجد جانبا يعيث في الأرض الفساد، وينهك ويبطش في مقدرات الوطن والمواطن، وفي ذات الوقت هو من يتصدر المنابر السلمية.
تلك المنابر التي تجنح لتغليب كفة السلم على الحرب.
هذه الحالة لم توجد إلا في السودان.
وكذلك ذات الغرابة، فالجانب الآخر  الذي يمثله الجيش ينادي في كل لحظة بأنه لا حل لأزمة الحرب في السودان إلا عبر الميدان، وفي ذات الوقت يخلو هذا الميدان من قواته من أي انتصار أو حتى تقدم.
حقيقة لأمر يدعو للعجب.
ولن يحقق أي جانب من الجانبين لأي نتيجة.
فلا الجانب الذي يتبنى المفاوضات له علاقة بهذه المفاوضات.
ولا الجانب الذي يتبنى الحرب له علاقة بهذه الحرب.
جانبان متعاكسان تماما.
فالمقص الذي يحمله الجيش لا زال شعر رأسه على كثافته.
والمشط الذي يحمله الدعم السريع لا شعر له يمشطه به، فهو أقرع.
فلا الدعم السريع أهل للتفاوض.
ولا الجيش أهل للاقتتال.
ما نتيجة ذلك؟
نتيجة ذلك مثل من يريد أن ينشف الأرض وفي يده خرطوم ضخم من المياه.
ومثل من يريد أن يبلل الأرض وهو في صحراء جرداء لا ماء فيها.
هذا ما يحدث في السودان.
من يمزق الثياب وهو يدعي بأنه هو الخياط.
ومن يلزم له بأن يكون خياطا لا يحمل في يده لا إبرة ولا خيطا.
فلا التفاوض سيكون تفاوضا، ولا الحرب ستكون حربا.
وها نحن بهاتين النتيجتين انتقلنا إلى مرحلة ثانية من الحرب.
فبعد أن كانت بداية الحرب بسبب كل طرف يريد أن يحصل على السلطة.
فها هي الآن تزداد أزمة وتعقيدا في الحلول المطروحة.
فلا الجيش الذي يتبنى الحرب يريد أن يحارب.
ولا الدعم الذي يتبنى التفاوض هو أهل لهذا التفاوض.
ونتيجة لهذين الموقفين المتناقضين سيظهر الانفجار والوبال القادم على البلد لا بسبب أفعال الجيش، ولا بسبب أفعال الدعم السريع.
فهذه الأفعال كانت في المرحلة الأولى من الحرب.
وإنما لمرحلة الثانية بسبب نتيجتهما: نتيجة تفاوض الدعم السريع، ونتيجة حرب الجيش ستحدثان نتائج مدمرة أضعاف تدمير الحرب.
فإن كانت نتيجة الحرب دمار وتشريد، فإن نتيجة تفاوض الدعم السريع مسح للسودان بأكمله.
وكون أن الدعم السريع لا علاقة له بالتفاوض له عدة أسباب لعل أهمها:
* سيطرة الخارج على الدعم السريع تشير إلى أنه ليس صاحب هذا التفاوض.
* انتهاكاته التي يمارسها على الشعب تشير إلى أنه ليس أهلا لهذا التفاوض، وليس له أدنى معرفة به.
فهل يعقل أن يكون هدف التفاوض فتح المسارات للمساعدات الإنسانية، ومن يتبنى هذا التفاوض يقوم بسلب ممتلكات المواطنين نفسها.
أليس هذا أمر يدعو للضحك والسخف؟!
* كما أن التفاوض يتطلب قيادة تعمل على تنفيذه، ومعلوم أن هذا الدعم السريع ليس له أي قيادة إذ أن كل تاتشرين أو موترين يعملان على مزاجهما.
ومن ذلك يتبين أن من يتولى التفاوض والحلول السلمية مثله مثل ذلك الاقتصادي الذي وقف أمام البرمان مناديا باستغلال الثروة السمكية بينما لا يوجد في بلده قطرة ماء واحدة.
وذات الأزمة متحققة لدى الجيش، فهو لا يرى حلا للأزمة سوى الميدان، وبذلك وقع في ذات التناقض الذي وقع فيها الدعم السريع.
وذلك لعدة أسباب:
* يسيطر الدعم السريع على أغلب مناطق السودان.
يظهر ذلك من أن عدد النازحين لا يقارن مع عدد المستقرين.
* الفرق العسكرية التي يجب عليها أن تقوم بهذه الحرب لا يعرف عن قاداتها إلى الآن هل ينتسبون للدعم السريع أم للجيش.
* آلة الحرب التي يستخدمها الجيش هي الطائرات بالرغم من قول الجيش بأن هذه المليشيا تستولي على بيوت المواطنين، ولا يعلم كيف تميز هذه الطائرات بين المواطن وبين المليشي.
هل بهذه الطائرات تقنية لا تصيب بها إلا الكدمول؟!.
* إلى الآن لا يظهر من الجيش استعادة للمدن التي اغتصبت منه كما لم تظهر عليه حماية للمدن التي ما زالت تحت قبضته.
ونتيجة لهاتين الحالتين المتناقضتين من الجيش والدعم السريع سينتظر أهل السودان الويل والثبور.
سينتظرون  لهذا الصراع الدائر بين حامل لغصن الزيتون بينما يسيل بين أنيابه دماء المواطنين..
وبين حامل للبندقية بينما مواتر الدعامة تنتهك في حرمات مواطنيه، وكأن هذه المواتر بينها وبين هذه البندقية بحر الظلمات.
فسلام هذه امكانياته وهؤلاء رواده لا يعني سوى التأزيم والضياع.
وحرب هذه امكانياتها وهؤلاء روادها لا تعني سوى مزيدا من الانتكاسات.
فكما أن الدعم السريع يتبنى التفاوض بالوكالة، فكذلك الجيش يتبنى الحرب بالوكالة.
ويا وطني ما أقهرك!
 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية*

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية* (١) ان الرسل اول …