الرئيسية / الاعمدة / *مرام البشير تكتب:* *مسارات الإغاثة أم مسارات الهروب؟*

*مرام البشير تكتب:* *مسارات الإغاثة أم مسارات الهروب؟*

*مرام البشير تكتب:* *مسارات الإغاثة أم مسارات الهروب؟*

بالأمس المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان وشركاءه الدوليين دقوا علی آخر مِسمار في نعش محادثات سويسرا التي كادت أن تكمل عشرة أيام دون إحراز أى تقدم ملحوظ في أجندتها الأساسية والمتعلقة بوقف العِدائيات وذلك بعد أن غادروا القاهرة بدون إبداء أي مبررات منطقية لوفد الحكومة السودانية الذي كان جزء منه في القاهرة والجزء الآخر في طريقه للقاء بهم هناك ، ويبدو أن كل هذه الضجة التي صاحبت المحادثات الفترة السابقة كانت موجهة للناخِب الأمريكي الذي يتساءل قبيل الإنتخابات الأمريكية حول دور الحزب الديمقراطي الحاكم في إيقاف الحرب في السودان، ولكِنها لم تكن موجهة في المقام الأول للسودانيين المشردين والنازحين ولا لمعاناتهم المستمرة بقدر ماكانت محاولات ماكوكية ذات زخم إعلامي أكثر من زخمها الإنساني .
على أرض الواقع وفي ميدان المعركة هناك متغيرات عدة أصبحت ظاهرة جلياً للعيان أولها أن شوكة القوات المسلحة السودانية تزداد ضراوةً يوماً بعد يوم ،فهي أصبحت تملك زمام المبادرة خاصة في خطط الإنفتاح التي تبنتها مؤخراً من مواقع تمركزها نحو مناطق تواجد المتمردين في العاصمة الخرطوم وفي الولايات الأخري، بالإضافة إلى سعيها الجاد في توفير أسلحة وعتاد قد يشكلا عامل حسم أخير في المعركة،كل ذلك في ظل حالة من الضعف والوهن تنتاب المليشيا المتمردة خاصة بعد الشلل الذي أصاب عملياتها العسكرية منذ مقتل المتمرد عبد الرحمن البيشي في آواخر يوليو المنصرم .
أن تواتر العديد من الفديوهات الإسفيرية خلال الأيام الماضية التي تتحدث عن هجرة كبيرة لحواضن الجنجويد نحو دولة تشاد من مدن دارفورية تسيطر عليها دليل آخر على أن المليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة، ومن المرجح أن الإعلان عن فتح معبر أدري الحدودي من قبل القوات المسلحة السودانية هو أحد مسببات هذه الهجرات ، حيث يعد هذا المعبر من المعابر الثلاثة التي تم ذكرها في أحدى بيانات محادثات جنيف بجانب معبر الدبة ومعبر سنار بأنهم أهم ثلاث مسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين لها في تلك المناطق.
وفي ظل إنحسار العمليات العسكرية للمليشيا في عدة مناطق وتكاد تكون معدومة في مناطق أخري كالجزيرة وسنار ، في إعتقادي قد يستغل أفراد من المليشيا هذه المسارات للهروب في المرحلة المقبلة يخرجون بها نحو مناطق خارج السودان خاصة المرتزقة الذين جلبتهم المليشيا من دول غرب إفريقيا كالنيجر ،مالي وتشاد وغيرهم لا سيما وأن القوات المسلحة قد تكون ألقت بورقة فتح المسارات كرسالة أخيرة للمليشيا لتستغل هذه المسارات للهروب خارج السودان دون عودة .
على العموم لا يسعنا إلا أن نقول أن المتغيرات والتطورات التي تطرأ يومياً على الساحة تؤكد لكثير من المتابعين أننا نشهد المرحلة الأخيرة من مراحل معركة الكرامة والتى سوف يسدل فيها الستار على مليشيا آل دقلو المتمردة وأعوانها من القوى السياسية والمنظمات المجتمعية التى كانت منذ بداية الحرب تتماهي مع جرائم وإنتهاكات المليشيا ضد الشعب السوداني لذلك لا نستبعد أن تتهم هذه القوی السياسية دولياً مع قيادات المليشيا لتورطها وتعاونها السياسي مع المتمردين في إرتكاب هذه الجرائم .

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …