أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: حرب النكسة وأم كلثوم، وحرب البرهان وندى!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: حرب النكسة وأم كلثوم، وحرب البرهان وندى!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
حرب النكسة وأم كلثوم، وحرب البرهان وندى!
وكما يقال الجواب يبين من عنوانه.
مر صلاح الدين الأيوبي وهو يتفقد الجنود ليلا على خيمة تقرأ كتاب الله، فقال قولته المشهورة:
(من هنا يأتي النصر)
ومر على خيمة أخرى فرآها نائمة، فقال قولته المشهورة (من هنا تأتي الهزيمة).
العبرة في مقولة صلاح الدين ليست فقط في أسباب النصر والهزيمة.
وإنما العبرة الأعمق والأعظم هي أن هذه المقولة لصلاح الدين كشفت هدفه وغايته من الحرب.
كشفت ماذا يعني النصر عند صلاح الدين وماذا تعني الهزيمة عنده.
كشفت أن النصر عند صلاح الدين يعني نصرا لدين الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن الهزيمة تعني عنده ووفقا لمقولته هذه أنها هزيمة الحق.
فالشاهد هنا يدلك على الهدف من الحرب.
على الغاية من الحرب.
فإن كانت حرب كرامة بحق، فسوف تتمسك بما يحفظ الكرامة وهو كتاب الله.
وإن كانت حرب دنيا ومتاع وسلطة وشهوة نفس، فانظر إلى جنودها ستعرف غايتها.
لجأ جمال عبد للناصر في حربه ضد العدو الإسرائيلي عام ٦٧ إلى أغاني أم كلثوم حتى تشحث همم الجنود.
الأزمة الظاهرة هنا
استعانة الجند بأم كلثوم المطربة لتقوية حماسهم.
أما الأزمة العميقة والنكسة الحقيقية التي تفسر هذا المشهد هي ضحالة وتفاهة الغرض من الحرب.
دلت على أن حرب ٦٧ ليس الغرض منها نصرة الله ونصرة دينه، وإنما الغرض منها جاه وملك وسلطان؛ لذلك جاء التعبير عنها بأم كلثوم، فحدثت النكسة.
أما إن كان الغرض منها دحر وهزيمة عدو الله؛ لأفصحت عنها عبارات كعبارات صلاح الدين.
فإن تنصروا الله ينصركم تحققت عند صلاح الدين؛ لأنها كانت غايته، وهزمت عند عبد الناصر؛ لأن غايته كانت نصرة النفس والهوى لا نصرة الحق والدين.
فالارتباط بين الوسيلة والغاية هو ارتباط الرأس بالجسد لا ينفك أحدهما عن الآخر.
فإن كنت تريد أن تعرف طبيعة الجسد فانظر إلى رأسه.
هنا المحك وهنا القضية.
ألم تجد من يلهب حماسك يا سعادة الفريق البرهان في حربك على مليشيا الدعم السريع سوى ندى القلعة؟!
فإن كانت أم كلثوم وهي سيدة الغناء العربي، وحصلنا بها على النكسة.
فماذا سنحصل مع ندى القلعة؟!
ندي القلعة لا تلام.
ندى القلعة عبرت فقط عن الهدف الذي قامت من أجله الحرب.
ندى القلعة أفصحت عن أهداف هذه الحرب بأنها أهداف تبحث عن الانتقام على مليشيا جيء بها لتحفظ السلطة، فتحولت لخاطفة لها.
ندى القلعة جاءت لتعبر عن أن بورسودان هي المدينة التي جعلت منها عاصمة؛ لتثبت السلطة لا لتثبت الكرامة كما أشيع عنها زورا وبهتانا.
لم يقل أمرا غريبا صلاح الدين حينما نظر للخيمة التي تقرأ القرآن فقال عنها ان النصر يأتي منها.
فقد انسجمت وسيلة النصر مع غايته وهدفه من الحرب.
وقد أنجز رب صلاح الدين ما وعد به صلاح الدين.
فقد قالها لنا ديننا وهو أصدق من التاريخ.
أن نصرنا معقود بنصر الله.
(يا أيها الذبن آمنو إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) سورة محمد آية رقم (٧).

عن Admin2

شاهد أيضاً

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية*

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية* (١) ان الرسل اول …