الرئيسية / الاعمدة / *د. الفاتح يس يكتب:* *مياه خور أربعات – ولاية البحر الأحمر*

*د. الفاتح يس يكتب:* *مياه خور أربعات – ولاية البحر الأحمر*

*د. الفاتح يس يكتب:* *مياه خور أربعات – ولاية البحر الأحمر*

شهدت ولاية البحر الأحمر أمطار وسيول؛ أدت إلى إمتلاء كامل لسد أربعات، الواقع على بُعد 40 كلم شمال مدينة بورتسودان، والذي يُغذي المدينة بمياه الشرب.
وعلى حسب ما ورد من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أدى ذلك إلى إغراق بعض المناطق المحيطة بالسد مما دفع بعض السكان للهروب نحو الجبال للنجاة.
هنالك أنباء غير مؤكدة تفيد بإنهيار السد. لا بأس من المرور سريعاً على الأسباب الفنية التي تؤدي إلى إنهيار السدود.
سد أربعات تم إنشاؤه بداية هذه الألفية لتخزين مياه الأمطار والسيول، وليس لغرض التوليد الكهربائي؛ وشي طبيعي بأن تحتوي مياهه على الإطماء التي تنجرف مع السيول العالية؛ هذه الإطماء تترسب في داخل السد وتتراكم في حالة عدم فتح البوابات، وفي حالة عدم النظافة الميكانيكية والصيانة الدورية بعد موسم كل خريف.
أيضاً تحتاج الردمية التي حول السد الي ردم وترميم وسد الشقوق والفراغات وتغطيتها بعد نهاية كل موسم خريف.
النشاط الإجتماعي لسكان المنطقة حول السد له دور كبير في المحافظة أو التأثير السلبي على السد، فحفر آبار التعدين لها دور سلبي الي حد ما يؤثر على تربة والردميات التي حول السد.
التصميم الهندسي الذي يراعي طبيعة وتربة وتضاريس منطقة السد وما حولها له دور أيضاً في حماية السد والمحافظة عليه أو العكس.
ولاية البحر الأحمر وولاية نهر النيل والولاية الشمالية شهدوا أمطار غزيرة هذا العام أدت إلى سيول؛ وهذا يحتم عمل بعض التغيرات في البنية التحتية لهذه الولايات، ومن هذا المبدأ (تحويل النقمة الي نعمة)؛ يمكن الإستفادة من هذه المياه خاصة في ولاية البحر الأحمر بعمل صيانة وتوسعة في سد أربعات لتخزين كميات أكبر من المياه؛ بجانب التأكد من كافة إجراءات السلامة في مجاري وممرات وجسم وحول السد والقرى التي حوله؛ ليِستفاد من هذه المياه في الشرب والإستخدام الأدمي، وبديهي اي سد تخزين للمياه؛ يحتاج إلى محطة لمعالجة هذه المياه عبر أحواض الترسيب والفلاتر والتعقيم بالكلور أو غيره.
بالتأكيد قيام مشروع تخزين ومعالجة لمياه سد أربعات مشروع كبير؛ صعب علي ولاية البحر الأحمر لوحدها، ويحتاج إلى شغل إتحادي والى تمويل والي شركات فنية مختصة ذات سمعة مهنية عريقة طيبة.
منظمة جايكا اليابانية صممت ونفذت مشروع محطة مياه كوستي؛ يمكن الإستفادة من هذه التجربة بعد دراستها وتقييمها، لقيام مشروع تخزين ومعالجة مياه خور أربعات في ولاية البحر الأحمر.
المشروع برمته يحتاج تمويل ولا بأس من التمويل بنظام ال (بوت)
(BOT) Building Operating Transforming.
بحيث يؤول المشروع الي الحكومة السودانية تدريجياً بعد فترة زمنية على حسب العقد المبرم، وكل هذا يحتاج إلى إستقرار وإرادة سياسية قوية.
د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والإستدامة
alfatihyassen@gmail.com

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …