أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الجيش ذلك العدو الصديق

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الجيش ذلك العدو الصديق

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
الجيش ذلك العدو الصديق
هذه البدعة السيئة التي سنها نظام البشير لن تزول، ولن يتم القضاء عليها إلا بتغيير النظرة إلى السلطة.
فمادام القائم على الجيش حريصا إلى الوصول إلى رئاسة البلد، فلن يجعل هذا الجيش قويا على الإطلاق.
لأن في قوته تهديدا لسلطانه.
وكما قال الشاعر:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه.
وصدق ما يعتاده من توهم.
سيظل هذا القائد في وسوسة وفي قلق بأن من يخرج عليه من الجيش من يقض مضجعه ويقلب عليه سلطانه.
وبالتالي من أجل أن يتحاشى هذه البلوة يعمل على اهتزاز صورة الجيش بحيث لا بجعله بالقوي حتى لا ينقلب عليه، ولا يجعله بالضعيف المهان حتى لا تفقد الدولة هيبتها.
ماذا يفعل؟
يكون حوله كمية من القوات تحقق له هذا الهدف.
فمن جهة تجعله يطمئن بأن الجيش مع هذه القوات لن يستقوى عليه.
ومن جهة يضعف بها الجيش، ويجعل هذه القوات بمثابة اللجام الذي لن ينطلق الجيش إلا بأمره وبقوته.
يجعل هذه القوات التي صنعها حوله بمثابة غرفة التحكم التي تراقب أي حركة للجيش.
هذه السنة لم يبتدعها الرئيس عمر البشير وحده.
وإنما راقت لكل رموز نظام الإنقاذ.
كان كل واحد منهم إما أن يقرب له حركة من الحركات المسلحة يجعلها في صفه.
يفعل ذلك لا ليهدد بها ويفزع بها من يهدد أمن البلاد ووحدته.
إطلاقا.
ليس هذا هدفها.
وإنما هدفها هو تقديم رسالة لمنافسيه.
كل منافسيه مفادها بأنه موجود، ولن تستطيع قوة على الأرض أن تزحزحه من منصبه أو تقلل من نفوذه.
ومن لم يجد حركة يضمها لصفه كون قوة خاصة به.
فمال الدولة السايب لا حصر له.
أحمد هارون كان له قوات خاصة.
وعلي عثمان تفنن في تسميتها بأن أسماها كتائب الظل.
وكذلك المدعو نافع علي نافع.
وكل من يعتلي ويصبح في القمة لا حل له حتى يهابه منافسوه وحتى يعمل له الكل ألف حساب لا بولائه لوطنه، ولا بخدمة أهله ولا بمشاريعه التنموية، ولا أحد منهم يخطر على باله ذاك المشروع الحضاري يضعه أمامه ليكون درعا له.
إطلاقا.
كل هذه المفاهيم الوطنية صارت مجرد أوهام مع بريق السلطة ونشوتها.
تلك المفاهيم صار يتعلق بها الضعيف الذي يسمع بإقالته عبر أجهزة الإعلام.
أو عبر سائقي مركباته.
يتصل بهم، فيخبروه بأنه تم الاستغناء عنه لمجرد كونه أصبح كرتا محروقا.
هذه البدعة القمئة التي نمت وترعرت في عهد الإنقاذ يمكن إضافتها لبقية البدع التي جادت بها قريحة هذا النظام.
وطبعا لا يمكن إزالتها بإزالة هذه المسميات من دعم سريع، ومن حركات كفاح مسلح، ومن قوات دعم الشرق ومن ومن .
لأنه سوف يؤتى ببديلها في لحظات.
وإنما يتم إزالتها بإزالة المفهوم الذي أتى بها.
بإزالة مفهوم أن الجيش هو بوابة الدخول إلى القصر.
إن لم يتم إزالة هذا المفهوم، فلن تختفي هذه الظاهرة على الإطلاق.
سيظهر العشرات من مثل مني أرقو مناوي ومن مثل جبريل إبراهيم ومن مثل مالك عقار.
هؤلاء سيظلون في كل حكومة، وستتكرر بمرور الزمن ذات تجربة حميدتي.
وستنتشر في جسم الوطن انتشار السرطان في جسم الإنسان.
لا حل مع هذه الظاهرة إلا ببتر هذا المفهوم من جذوره.
مفهوم أن الجيش هو الجسر الذي يوصل للسلطة.
حيث أن هذا المفهوم هو المفهوم الذي يغذي ويدعم من يصل للسلطة بأن يعمل على ضعضعة هذا الجيش حتى لا يستغله أحد ويسحب منه السلطة من يأتي.
هذه السلطة الذي سخر كل حياته من أجل الحفاظ عليها.
لن تزول هذه البدعة القمئة إلا بقطع الطريق أمام كل من يريد أن يصل إلى السلطة عبر الجيش.
وهذه السنة كونها حلت بنا لهو أمر طبيعي.
حيث أنها حدثت بسبب تطور الانقلابات العسكرية.
فبعد أن كانت الانقلابات العسكرية مجرد انقلاب على حكومات مدنية.
وكانت مجرد قفل لجسور العاصمة.
ومجرد احتلال لدار التلفزيون.
ومن ثم إعلان البيان.
لم يعد الأمر كذلك إذ أننا مع حكم الإنقاذ تطورنا في اللعبة، فصارت لا تحفظ السلطة لمجرد انقلاب بل صارت تحفظ بقوات تحاط حولها تحمي ذاك الانقلابي من جهة.
ومن جهة أخرى تكسر أي جناح للجيش تحدثه نفسه بأن يدخل إلى القصر. 
 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة* *هل تضع مبادرة سلفاكير للسلام وإستعادة الأمن حدا لمعاناة السودانيين*

*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة* *هل تضع مبادرة سلفاكير للسلام وإستعادة الأمن حدا لمعاناة السودانيين* …