*صبري محمد علي يكتب:*
*صندل بلا رائحة*
في بيانٍ مُفاجئ أعلن (٥٧)عضواً من بينهم قادة وعسكريين إنسلاخهم عن حركة العدل والمساواة جناح (صندل حقار) المُنشق هو عن العدل والمساواة الأم بقيادة السيد جبريل إبراهيم
جاء البيان مُستهلاً بتحية الشعب السوداني مُشيداً بمجاهداته في إفشال المُخطط الإقليمي والدولي والداخلي
وعاب البيان علي قيادة السيد صندل عجزها عن إدانه التمرد ولو بكلمة واحده رغماً عن الإنتهاكات التي طالت مسقط رؤسهم (أي قيادة الحركة) الصندلاوية
وإن كان البيان لم يُعلن
عن تأييده للقوات المُسلحة صراحة
ولكن يُفهم منه أن هناك خطوة قادمة آتيه فلربما سيعود هؤلاء المنسلخون الى حركة السيد (جبركا)
أو أنهم لربما كونوا كياناً جديد سيُعلن إنضمامة لصفوف المقاتلين ضمن صفوف الجيش
*على كل حال خطوة تستحق الإشادة أن يتنامى الوعي السياسي الوطني لدى هؤلاء ولو جاء مُتأخراً ولكنها قطعاً خطوة شجاعة تحسب لهؤلاء المنسلخون* .
شخصياً….
لستُ ميّالاً لنعت كل من عاد الى الصف الوطني بأنه (قفز من السفينة الغارقة)
أو بأنه باحث عن السلطة أو (ناجٍ بروحة) فتلك مكانها صفحات التاريخ وسُوح القضاء عندما تضع الحرب أوزارها.
*الغريب في الأمر*
أنه عندما إنسلخ السيد حقار بجماعته أواخر عام ٢٠٢٣م بأديس أبابا و (إنغمس) بها داخل مُستنقع قحت وتقدم .
لم تُصدِر حركة العدل والمساواة الأم و (أظنه وحسب ما أعلم) وحتى يومنا هذا أي بيان توضح فيه ملابسات الإنشقاق
أو أنها قد فصلت السيد حقار وجماعته من عضوية الحركة
مما حدى بالكثير من المراقبين القول بأن الخطوة دورٌ مُتفقٌ عليه بين الرجلين عندما كانت الحركة تقف على مُربع الحياد من الحرب
لتظل للحركة (كراع في الطوف وكراع في المُركب) لوزن المعادلة حسب ما تميل الكفة العسكرية على الأرض
بحسب رأي بعض المراقبين
*الآن تُطِل هذه الفرضية برأسها مرة أخرى !*
بمعنى آخر فإن عاد صندل وجماعته تائباً مُستغفراً لحضن الحركة الأم فهذا سيؤكد فرضية (الطلاق الرجعي) الذي أشرنا إليه بين الرجلين
أما إن ظل السيد (حقار) مُمسكاً بذيل (تقدم) ما بين أديس أبابا وكينيا فقد إحترق الرجل سياسياً والى غير رجعة
*ما أرجوه هو ….*
أن لا يصمت (حقار) عن هذا الحدث كما صمت جبريل من قبل وأن يخرج للرأي العام ببيان يشرح فيه ما حدث داخل حركته (الوليده)
*البندقية لن تجعل منك سياسياً*
والجملة نهديها لكافة قادة الحركات المسلحة بالسودان شرقاً وغرباً فمن أراد السياسة أعد لها عدتها و طلبها عبر بوابة
الطرح
والبرامج
والصندوق
غير ذلك فمهما إرتديتم من زاهي الثياب و أنيق رباطات العنق فلن تنجحوا طالما أنكم تخبئون خلف ظهوركم السلاح .
إفتقاركم للفهم السياسي كان واضحاً كشفته هذه الحرب فلم يعُد جبريل جالساً وسط أهله الذين نادى لهم بفردوس العدل والمساواة المفقود
ولم (يركِّز) السيد مناوي وسط مواطني فاشر السلطان التي هو حاكماً لهم لإنتشالهم من *(التهميش)* فرية غربية لم ينعتقوا منها حتى يومنا هذا
*إذاً فأين ذهبت تلك الشعارات؟*
وكل ذلك (برأيي) مرده الى عدم النضج السياسي
وعدم الإدراك العميق لمعنى أن تكون
(رجل دولة)
وهذه كارثة إتفاق سلام جوبا الأساسية (برأيي)
فاللواء حليمة (حالة) ….!
وإحتلال الميادين العامة أسوأ قرينة يُمكن أن يتذكرها الناس عن هذا الإتفاق الأعرج .
اللهم أجمع أهل السودان على كلمة سواء بينهم
*السيد حقّار ننتظركم*
على أنغام
*أشوفك بكرة في الموعد*
الخميس ٢٩/أغسطس ٢٠٢٤م