أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: قلنا لكم أنها حرب سياسية

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: قلنا لكم أنها حرب سياسية

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
قلنا لكم أنها حرب سياسية
جاء اليوم نبأ وفاة الشاب الأمين محمد نور من داخل معتقلات الأمن العام بكسلا.
جاء نبأ مقتله بمثابة الصاعقة على الكل.
وصدرت  البيانات من كل التيارات والاتجاهات المختلفة تبين رأيها وموقفها من مقتل الشاب الأمين.
حدثت هذه الضجة في مقتل الشاب الأمين بالرغم من أنه لا يوجد أحداث في السودان غير أحداث الموت.
لدرجة أنه أصبح الحديث عن الموت لا يستوجب حتى الدهشة والاستغراب من شدة كثرته ومن شدة هوانه وعدم مبالاة من يقتل.
كل هذا يحدث يوميا في الولايات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
لم يصرف في كل الجرائم البشعة التي مارستها قوات الدعم السريع خلال عام ونصف تقتل وتذبح في هذا الشعب لا بسبب اعتقاله، وإنما بسب استقراره وبسبب مجرد ممارسته لحياته الطبيعية.
تدخل عليه هذه المليشيا طول أمد هذه الحرب، وهي لا تراعي سلمه ولا عجزه ولا شيخه ولا طفله ولا امرأته.
كل هذا يحدث على مسمع ومرأى الجميع. فإذا اليوم تهطل علينا البيانات كالمطر في وفاة شاب بمعتقلات الأمن العام بكسلا.
تداعت علينا البيانات وكأن الموت يختلف من مكان إلى مكان، وكأن الموت يصنف حسب السلاح الذي يستخدم.
ألا ترون يا أصحاب البيانات كمية الموت التي حولكم؟
لا.
ليست التي حولكم بل التي تحت أرجلكم؟
ما عرفتم تصعدوا موتا سوى موت الأمين محمد نور الذي وقع داخل معتقلات الأمن العام؟
يا سبحان الله!
فمن فرط سرعة استغلالهم لحادثة موت الشاب بكسلا لم ينتبه هؤلاء للمفارقة التي أحدثتها ضجتهم؛ لتبين الفرق بين الضجة التي أحدثها موت الشاب الأمين وبين الموت الجماعي الذي يحدث للسودانيين في كل لحظة.
يا ترى ما هي كمية المداد التي كتبت في إنكار موت الأمين محمد نور بمعتقلات الأمن العام.؟
وما هي كمية المداد التي كتبت في مقتل هذا الشعب وبالجملة.
هذا الموت الجماعي  للشعب لدرجة أننا لم نعد نذكر أسماء الموتى، وذلك من كثرتهم.
فقط صرنا نذكرهم بمناطقهم.
فنقول قتلى أبو نورا وقتلى سنجة وقتلى الدندر.
صار الوقت لا يسعفنا  ولا المعلومة من كميات الموتي التي تحدث في جميع أركان بلادي وبالجملة.
كل هذا وصار لمقتل الشاب الأمين بيان من:
ولاية كسلا.
بيان من تنسيقية تقدم.
بيان من حركة المستقبل للإصلاح والتنمية.
وما زالت البيانات تترى.
ليست في الموت الجماعي للشعب السوداني، وإنما في موت الأمين محمد نور من داخل معتقلات الأمن العام.
الكل تسارع لإصدار بيانه.
فمن جانب حكومة كسلا فهي أول المبادرين لإصدار البيان وعميت هذه الولاية عن كل القتلى والموتى التي تحدث يوميا في أجزاء السودان المختلفة، وكأن ولاية كسلا ولاية خارج السودان.
إن كان من هم لك بالمواطن يا ولاية كسلا فتحركي وادحري هذه المليشيا الغاشمة والتي تجلس على حدود ولايتك.
تحسبين هذه المليشيا بعيدة عنك؟
كما حسبت ذلك ود مدني وسنار وسنجة والدندر؟
لست ملامة إن رفعت بيانا شافيا لمقتل الأمين محمد.نور بمعتقلاتك، فأنت إنما بذلك تنفذين في خطة سيدك الذي يريد أن يجعل من الموتى دعما لموقفه.
لا يهمه من الذي مات وإنما يهمه أين وكيف مات حتى لا يستخدم هذا الموت ضده.
أما الموت الذي يحدث بالكراكات فلا شأن له به.
وجهاز الأمن العام هذا ما أنبل مهمته!
يقتل من يشتبه في تعامله مع المليشيا.
والمليشبا نفسها سالمة من يده.
هل وجدتم وقاحة أعظم من هذه وقاحة؟
وذات البذاءة والخسة والدناءة شملت من يتربص بالحكومة الدوائر.
حيث سل لها سيف لسانه واتهمها بأسوأ التهم في كون جهاز أمنها العام قام بهذه  الجريمة النكراء.
وماذا عن مقتل عشرات آلاف العزل يا مجرمي الساسة؟
هل شمل اهتمامكم بالقتل الجماعي ذات الاهتمام الذي أبديتموه لمقتل الأمين محمد نور بمعتقلات الأمن العام؟
لا لم تهتموا بذلك، ومن فرط غايتكم الخبيثة في استغلال مقتل الشاب الأمين نسيتم أنكم أعطيتموه اهتماما لا يوجد بينه اي مقارنة مع اهتمامكم بالقتل الجماعي الذي تمارسه المليشيا.
تبا لكهنة الساسة.
تبا للاعقي السياسة التافهة.
تبا لكم.
فقد أثبتم سواء قاتل الشاب الأمين محمد نور أو المنكر لقتله أنكم تتاجرون بدم هذا المواطن.
أنكم تتخذون كوارثه أحجارا تصعدون بها لغاياتكم الدنيئة.
أي أرض هذه التي أقلتكم وأي سماء هذه التي أظلتكم؟
لعنة الله عليكم جميعا.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …