الرئيسية / الاعمدة / *بخاري بشير يكتب: البحث عن السلام من تحت سعير الراجمات*

*بخاري بشير يكتب: البحث عن السلام من تحت سعير الراجمات*

*بخاري بشير يكتب: البحث عن السلام من تحت سعير الراجمات*

عندما بدأت حرب السودان، ثم استوت على نار الدمار الهائلة، ذهب البعض للإجابة على السؤال: من هم الذين يقفون وراء الحرب ويذكون عودها.. الذين يعتلون ظهور الجنجويد ليفعلوا كل هذه الآثام.. فكانت الإجابة التي يعلمها كل السودانيين، بأنهم مجموعة اليسار السوداني وجماعة المجلس المركزي الذين جاؤوا بالاتفاق الإطاري الذي أصبح كقشة قصمت ظهر بعير السودان ، وقال القوم وقتها اما الإطاري أو الحرب، وتم دعمهم من الالية الرباعية، وخرج الجنجويد على مؤسسة الجيش متمردين، وهم يمتطون التاتشرات تحمل سلاح ومدافع دمار الخرطوم التي كانت عروس المدائن فأضحت أثرا بعد عين.
ومضت الشهور لعينة وعصيبة على السودانيين بغبار الحرب ورماد البارود، فقدوا فيها أرواحا عزيزة، وتلاشت مدخرات شقائهم ثم فارقوا ديارهم مجبرين وتفرقوا أيدي سبأ، فقد أهل السودان، الخرطوم وبحري وأجزاء من الجزيرة وبعض دارفور، بعد أن أبلى جيشنا المقدام بفدائيته التي حيرت العالمين، ولولاه لكان السودان كله قطعة من الماضي، ثم انصهرت مجامع المجتمع السوداني على مجامر الحرب فأخرجت ذكي المباخر وفاح عودها فداء وشجاعة وإثارا وتضحية.
وطرقت ابواب الحوار ، بحثا عن السلام العزيز، في جدة والمنامة، وجنيف، أهل السودان يريدون سلاما عزيزا يعيد اليهم ما فقدوه ويحفظ لهم ما بقي من ممتلكاتهم، ويصبح سببا لعودة ملايين النازحين وهم مرفوعي الرأس عالين الهامة.
وفي هذا التشاحن والأجواء الماكرة ظهرت دول ما كان عداءها يظهر للسودانيين لولا فتنة الحرب، ونالت كبر تلك الحملة دولة الإمارات التي حملت طائراتها سلاح الجنجويد،
ولاهل السودان مع دولة الإمارات روابط ومصالح ،لم تكن العلاقة وليدة اليوم بل بنيت بايادي الآباء وقلوبهم، فقد أسهم أهل السودان في تنمية وتطوير الامارات ، وهذا كتاب يطول فيه الشرح ويمتد متنه ليتصل بمئات الآلاف من المغتربين الذين أسهموا ولا زالوا بين البلدين.
والسؤال لماذا لا يكون الحوار مباشرة مع الامارات، وقادتها وليس مع الاذناب والذيول.. فكما هو معلوم في فنون الدبلوماسية هناك اتصالات دبلوماسية سرية، كما الاتصالات المعلنة، لقد فشلت مراكز بحوثنا وخبراءنا في بحث السؤال المهم (ماذا تريد الأمارات؟) – برغم أن الإجابة تحملنا لنصف مشوار حل الأزمة.
ولم يكن الحوار محرما بين اي أطراف ، فمن هم في أشد لحظات العداء يبقى بينهم وصل الحوار مفتوحا وممتدا.. ومثلما كان لرجال الأعمال والمال أدوارا في ربط النسيج السوداني لماذا لا ينهض لهم دور الان، وهم الذين يقومون على مصالح السودان في أصقاع الدنيا ويجلبون الاتفاقات والشراكات المهمة في تطور الأمة.
وقد فعلها في التاريخ القريب رجل العمال فتح الرحمن البشير الذي كان حبل وصل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، عندما توسط في أول اللقاءات مع جون قرنق ، وفعلها أيضا رجل الأعمال الاتحادي الراحل التجاني محمد ابراهيم عندما أطلق مبادرة الوفاق الوطني، فكانت أول بوتقة جمعت فرقاء السياسة السودانية فيما بعد انقلاب الإنقاذ في ١٩٨٩ ..والسؤال هنا لماذا لا ينهض تدافع اهلي يقوده رجال الأعمال للحوار مع الامارات شعبها قبل حكامها، وروافدها الاقتصادية قبل السياسية وهي التي تجري في اطرها المصالح المشتركة بين البلدين.
طالعت مقالة لرجل الأعمال الشاب عمر النمير رئيس نادي المريخ ، وهو يدعو الروابط الشعبية والأهلية للقيام بدورها في العلاقة التاريخية بين السودان والامارات، ملمحا أن في ذلك خيرا كثيرا، فلن يفقد السودان بعد الآن أكثر مما فقده بسبب هذه الحرب الضروس وهي تعتبر ذروة سنام الفقد الانساني؟ والبحث عن السلام يظل عصيا على كثيرين اعماهم غبار المعركة.. فهل يستخلص أهل السودان من بينهم من يسعى للسلام ويفتح له أبوابا وسط سعير الراجمات؟

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …