أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *الوصول لقلوب السودانيين ليس بأبعد من الصين*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *الوصول لقلوب السودانيين ليس بأبعد من الصين*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*الوصول لقلوب السودانيين ليس بأبعد من الصين*
الدول ذات الموارد الغنية والفقيرة سياسيا
لن يكون حلها في تغيير الطامعين.
الصين وروسيا لن تكون بأفضل من أمريكا.
قد تجعلنا نتجاوز المرحلة القادمة لكن لن تتفع إطلاقا بأن تكون حليفا استراتيجيا.
وهذه الوقفة التي وقفتها معنا روسيا والصين في الأمم المتحدة وصوتت لسيادتنا سوف تستخدمها ضدنا غدا، فلا اختلاف بين الأسد والنمر.
الحضن الآمن الوحيد لسياستنا هو حضن شعوينا، وهو مع دفئه وسلامته سهل ميسور.
مسرحية ضرب الخارج ببعضه البعض.
وعدم الالتفات للمواطن سياسة أثبتت فشلها سواء على الحاكم أو على المحكومين.
فلن تعمل على محافظة الحكم إذ تعتبره هدفا لها، فبمجرد أن يزيل الهدف تتم إزالته وما صدام حسين وما معمر القذافي منا ببعيدين.
ولن تعمل كذلك هذه السياسة على إخفاء دور الشعب في المحافظة على الحكم.
قد يبدو فقط ذلك من خلال عدم اعتراض الشعب عليها.
لكن حينما يتحول هذا الحليف لحقيقته وينزع ثوب السلام الزائف، ويظهر ثوب الطامع الغاصب، فلن تجد الشعب يقف بجانبك سيتفرج عليك حتى لو ذبحك هذا الغاصب يوم العيد وعبر تلفزة عالمية وعلى الهواء سيتفرج عليك، وهو يؤدي في مراسم العيد.
اذهب إلى المارد الصيني بشعبك حينئذ إن انقلب عليك سيقف أمامك شعبك يحميك؛ لأنه من حمايته لك حماية له.
لن يقف معك مجاملة لك، وإنما يقف معك لأنه يعتبرك الدرع الحامي له.
ذهابك وتركك له يعاني الأمرين من حرب لا يد له فيها لن يغفرها لك.
ستظل التجربة تثبت أنه لا حضن للسياسيين سوى حضن شعوبهم.
عليهم أن يتعظوا بأن تبديل المارد هو مجرد تخدير للأزمة لا أكثر.
والنقطة الثانية وهي الأكثر خطورة وهي إن كانت أمريكا ترى في السودان أنه ليس مجرد قطر به أزمات داخلية، وإنما تعتبره قطرا يمثل لها بعدا جيوسياسيا لا يمكن التفريط فيه.
فإن كانت هذه رؤيتها، فلن تترك السودان فريسة سهلة يختطفها منها الدب الروسي أو المارد الصيني.
ستفعل كل ما في وسعها؛ لتفسد أي تحالف للسودان على حسابها مع المعسكر الشرقي.
وعندئذ ستزداد الأزمة وستتعقد أكثر.
المصالح الدولية لا تقابل بالوقوف مع معسكر دون آخر.
وإنما تقابل بتوحيد الجبهة الداخلية وتقديم أنفسنا من خلال هذه الجبهة، ومن يقدم لنا أكثر فهو حليفنا وحينئذ سنستفيد من الصراع الدولي.
أما حينما نضع أنفسنا في وسطه، فسوف تطالنا أسلحته لا مصالحه.
السياسة لعبة لا يدركها إلا من يجيد اللعب بجميع الأوراق.
هي ليست مجرد الوقوف أو التحالف مع طرف دون طرف.
السياسة إن لم تنتقل من الداخل، فهي لن تكون سوى إضافة أزمة للأزمات، وإن بدت في شكلها غير ذلك.   

عن Admin2

شاهد أيضاً

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية*

*عثمان جلال يكتب:* *شذرات من وعي الإصلاح والتغيير في الرسالة المحمدية* (١) ان الرسل اول …