الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *حوجتنا ماسة وضرورية وملحة للنموذج الغائب!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *حوجتنا ماسة وضرورية وملحة للنموذج الغائب!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*حوجتنا ماسة وضرورية وملحة للنموذج الغائب!*
ظللنا نكرر ببلدان المنطقة العربية نموذجين لم نحصل بهما سوى على التقهقر.
لم نحصل بهما على قهر المواطن.
لم نحصل بهما سوى على فصل المواطن عن بيئته وثقافته ودينه.
كل هذا حدث عبر نموذجين:
النموذج الأول هو الأكثر توفرا وهو النموذج الذي سلم رقبته للطغمة العالمية التي تتحكم في العالم.
هذا النموذج أراد فقط أن يضمن مقعده من الحكم مقابل استنزاف لموارد البلد.
هذا النموذج وإن طال أمده إلا أنه يحمل كل أسباب الهزيمة في دواخله.
نموذج فرط في موارده.
نموذج فرط في هويته.
نموذج جرد المواطن  من كل الحقوق التي تجعله يرتبط ببلده وهويته.
نموذج بسط سيطرته في المنطقة بسبب نهم وطمع الطغمة العالمية من جهة، ومن جهة أخرى بسبب استسلام وتخدير تام للمواطن، وكأنه في غيبوبة.
ومما مكن هذا النموذج في الفترة الأخيرة هو فشل الثورات العربية وهو ما عرف بمرحلة الربيع العربي.
لم يكن للربيع العربي أن ينجح؛ لأنه كان بمثابة العصفور مقابل نسر بجناحين عظيمين.
أحد جناحي النسر تمثله الطغمة العالمية التي لم تكن ترغب في هذا الربيع؛ لأنه سيحيل بلدانها إلى جفاف ويباب.
وسيقطع الثدي الذي ظلت ترضع منه كل خيرات هذه البلدان.
والجناح الآخر للنسر تمثله الأنظمة العربية التي لاهم لها سوى أن تظل على مقعدها في الحكم.
هذان الجناحان عملا على القضاء على العصفور في اللحظة التي انتفض فيها يعبر عن حقوقه وعن تظلمه.
النموذج الثاني: هو كذلك قريب من النموذج الأول من جهة أنه متمسك بالسلطة ومستنزف لموارد البلد من أجل الحفاظ بها على حكمه.
إلا أنه اختلف عن النموذج الأول في كونه لم يتحالف مثله مع الطغمة العالمية وإنما ناصبها العداء.
ونسبة لانفصاله عن شعبه ولتفوق الطغمة العالمية عليه من حيث العدة والعتاد لم يصمد طويلا حيث سقط سقوطا مدويا، ولم يجد أحدا يبكي عليه ليحل محله النموذج الأول، ويعلن انضمامه لبقية البلدان التي تسير على نهجه.
إن الكوة التي يخرج منها الضوء؛ ليخرج هذه الأمة من حقب التخلف والهلاك يمثله النموذج الغائب.
نموذج لا ينتسب إلى المثالية، فهو يمكن أن يتحقق كما أنه لا ينتسب للنموذجين السابقين.
نموذج لا يتصادم مع الطغمة العالمية بقدر ما يعرض لها بضاعته في عزة وإباء.
فما أحوج هذه الطغمة لبضاعتنا!
لا نعرضها لها في جو مليء بالابتزاز كما لا نعرضها لها في جو مليء بالتهديد.
بل نعرضها في جو ظاهره مشوق ومحفز لها، وباطنه محافظ على هويتنا وثقافتنا بدون أدنى فرقعة إعلامية.
هذا الجو يحتاج إلى تلاحم السلطة بشعوبها.
يحتاج إلى أن السلطة تسعى لتقوية حكمها من خلال كرامة شعوبها.
من خلال اختيار شعوبها لها.
لا من خلال قهر شعوبها.
لا من خلال فرض سلطتها على شعوبها.
هذا النموذج هو الذي يجعلنا ندرك قيمة أوطاننا وقيمة ثقافتنا وهويتنا وديننا.
ليس بالضرورة أن نحصل على هذا النموذج هو أن نطبقه الآن.
وإنما مجرد رفضنا للنموذجين السابقين.
مجرد عدم الاستكانة لهما.
يكون ذلك بمثابة الخطوة الأولى في السير نحو نموذجنا الغائب.
نموذج لا يحارب أنظمتنا العربية بقدر ما يعيدها لجادة الطريق.
نموذج لا يطرح عداء  وصداما، وإنما يطرح قنوات نخرج بها من الأنفاق المظلمة التي تبعدنا عن استثمار مواردنا.
نموذج من أجل أن نلحق بركب التقدم العلمي.
والنهوض بإنسان المنطقة اقتصاديا وعلميا وقبل ذلك دينيا.
نموذج لا يلفظ الأنظمة القائمة بطريقة انفعالية مثل ما فعل الربيع العربي.
فلا إمكانيات الربيع العربي تناسبت مع انفعالاته، ولا سيطرة الأنظمة العربية سمحت له أن يلفظها.
أقل ما فعلته معه أنها أزاحت الرأس، وعملت على إبقاء النظام كما هو.
النموذج الغائب سيعمل على احتواء كل هذه العقبات؛ ليجعلها كلها تتحد وتتعاون من أجل الارتقاء بالنظام وإنسانه معا من خلال مساهمة النظام نفسه في إيجاد النموذج الغائب.
وذلك عبر عدة خطوات:
* القناعة التامة بأن النموذج الغائب هو طوق نجاة الأمة
* إنكار النموذجين السابقين باعتبارهما السبب في استغلال الآخر لنا، والسبب في تأخرنا من اللحاق بركب الأمم المتقدمة.
* عدم محاربة الأنظمة القائمة في الوصول للنموذج الغائب بل العمل على احتوائها وبأن المشروع يدعمها لا يحاربها.
* عدم إظهار عداوة للآخر حتى نتمكن من اتقاء شره، وذلك بإبراز وطرح الفوائد التي يجنيها من خلاله.
*  العمل على مراحل دون انفعال أو استعجال.
* استغلال التقنية والميديا في نشر الوعي والتبصير بالنموذج الغائب.
* توسيع دائرة المشاركة، والعمل على تأجيل تفعيل الدوائر الأصغر لحين اكتمال المشروع.
* يقتصر شعار المشروع على:
التأسيس لأنظمة وطنية.
* جنود المشروع هم المؤهلون والمخلصون كل في مجاله سواء السياسي او الاجتماعي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي وقبل ذلك الديني.
* يمول المشروع من الأنظمة نفسها أو من جهات لا تعترض عليها.
وطبعا لا يتم ذلك إلا عبر إغراءات تقدم للأنظمة.
* عدم الاستسلام وعدم تحجيم المشروع على فئة بعينها.
وهكذا تتداعى الحلول والمقترحات شيئا فشيئا حتى يصبح تحقيق المشروع هو الشغل الشاغل للأنظمة والشعوب.
وحينها الكل سيدافع عنه.
الكل سيساهم في تنفيذه ونجاحه.
وإن حصد ثمرته الجيل الرابع أرحم من أن يحصد ذاك الجيل المزيد من الإخفاقات والفشل بل والدمار.  

عن Admin2

شاهد أيضاً

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)*

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)* هُناك منشُور صدر يوم أمس الأول …