*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*العقيدة!*
للذين يستهينون بالعقيدة، ويعولون على قضايا أخرى من اقتصاد ومن تكنولوجيا ومن سياسة ومن أخلاق.
ألا فليعلم هؤلاء أنه لا صوت يعلو فوق صوت العقيدة.
فالعقيدة هي المحرك لكل طاقات العالم.
وطبعا لا يمكن إثبات هذه الحقيقة عبر عقيدة المسلمين.
ليس بسبب أنها عقيدة ناقصة أو فاسدة.
بالعكس فهي أم العقائد وأفضلها.
ولكن بسبب أن المسلمين اليوم هداهم الله وأصلح حالهم.
ليسوا فقط ضعيفين ومستكينين ومستسلمين لبقية الأمم، فزيادة على ذلك لا يعبهون ولا يهتمون بعقيدتهم.
بالرغم من أن عقيدة الإسلام عقيدة لا تضاهيها عقيدة من حيث إمكانياتها وقدراتها ومميزاتها.
ولكي يعرف المتأسلمون الذين يركضون خلف المادة الغربية، ويعتبرونها هي سيدة العالم.
ألا فلينظروا إلى هذه المادة كيف هي مذلولة ومستحقرة من قبل العقيدة.
هذه الهجمة الشرسة لم تأتها من عقيدة المسلمين.
وإنما أتتها من عقيدة اليهود.
اليهود هم الذين يسيطرون على أمريكا، وعلى أوروبا وعلى دول الشرق الأوسط.
لا من مدخل أن هؤلاء اليهود يمتلكون المادة، ولا من مدخل أن سلاحهم أقوى الأسلحة.
المدخل الوحيد الذي يتحكمون به على مصير كل دول العالم هو مدخل واحد فقط وهو أن هؤلاء اليهود لهم عقيدة مؤمنون بها.
عقيدتهم جعلتهم يتمسكون بفلسطين، ويمارسون فيها شتى صنوف الجرائم لا من مدخل سوى من مدخل أنهم يؤمنون بعقيدتهم، ويؤمنون بأن أرض فلسطين ليست ككل بقاع الأرض، فهي تمثل بالنسبة لهم أرض الميعاد.
وعلى أساس هذا المنطلق العقدي سيطر اليهود على سياسات الغرب بكل دوله.
فلا أحد يستطيع أن يقترب من الديانة اليهودية تحت أي مسمى.
فهي ديانة خارج نطاق الحرية.
فهي ديانة خارج نطاق حقوق الإنسان.
فهي ديانة خارج نطاق ميثاق الأمم المتحدة.
لا توجد دولة من دول الغرب تقف في وجه إسرائيل.
لا توجد دولة من دول الغرب لها ولاء وانتماء مثل ما لليهودي ما له من انتماء وولاء لدولته إسرائيل.
لا توجد دولة من دول الغرب تسخر علمها وثروتها لأجل دولتها مثل ما يسخر اليهودي لدولته.
دولة السويد أكثر الدول الغربية اعتناء واهتماما بحقوق الإنسان وبحرياته.
سقطت هذه الحقوق وهذه الاهتمامات حينما انصدمت مع المد اليهودي.
ما العنصر الذي جعل اليهود يتفوقون وينتصرون فيه على كل الغرب؟
ما القوة التي جعلت جميع دول الغرب تستثني إسرائيل من جرائم الحرب؟
ما القوة التي جعلت الغرب يتقاضى عن انتهاكات حقوق الطفل والمرأة التي تمارسها إسرائيل في أبشع صورها؟
إن كان على المال، فإسرائيل ليست أغنى دول العالم.
إن كان على السلاح، فإسرائيل ليست أكثر الدول تسليحا.
هناك كثير من الدول غنية ومسلحة أكثر منها، ولم تستطع تلك الدول أن تتحكم في العالم مثل ما تحكمت فيه إسرائيل.
بل إسرائيل لم تملك أرضا معترف بها منذ الأزل مثل غيرها من دول الغرب.
وبالرغم من كل ذلك فالعنصر اليهودي هو الذي يسير العالم اليوم بطريقته.
يسير العالم سياسيا واقتصاديا وأمنيا وحقوقيا.
جعل كل العالم يخدم قضيته.
ما السبب؟
السبب هو العقيدة.
العنصر الوحيد الذي له عقيدة مؤمن بها ويسعى لترسيخها والاعتراف بها هم اليهود.
ومن هنا جاء اعتلاء اليهود على كل الأمم.
وبالتالي من يهزمها ليس المال.
من يهزمها ليس السلاح.
من يهزمها ليس الفكر المادي.
من يهزمها هو ذات السلاح الذي تتسلح به.
من يهزمها عقيدة أقوى منها.
لن تهزمها السويد بحضارتها وسيادتها للعالم ماديا.
لن تهزمها أمريكا ببيتها الأبيض.
لن تهزمها أوروبا باتحادها.
لن تهزمها الصين بكثرتها أو بتكنولوجيتها.
لن تهزمها روسيا بسلاحها.
الوحيد الذي يهزم اليهود هو من يملك عقيدة أقوى منها.
وهذا لا يتحقق إلا مع عقيدة المسلمين.
لا يتحقق إلا بالإسلام.
واليهود أنفسهم هم أكثر الناس وعيا بهذه المعركة.
لا يخافون من قوة غربية.
لا يخافون إلا من عقيدة الإسلام.
أمريكا واوروبا وبقية العالم في يدها.
والوسيلة الوحيدة التي تجعل عقيدة الإسلام لا تهزمهم هي سيطرتهم على أنظمة المسلمين.
هي سيطرتهم على موارد المسلمين بحيث تجعلهم كالحمار يحمل أسفارا.
تجعلهم عطشى وهم أصحاب موارد الماء.
تجعلهم جوعى وهم أصحاب موارد الغذاء.
تجعل من يتولى أمرهم اسوأهم وأكثرهم خيانة وغباء.
هذا هو منهجهم في القضاء على عدوهم الوحيد ألا وهو عقيدة الإسلام.
كل هذا ليس هو مربط الفرس.
فاليهود يدركون ذلك.
والمسلمون علمهم نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام أن الحرب هي حرب عقيدة فهم يدركون ذلك.
الكارثة والمعضلة في أولئك المتشدقين والمتثيقفين من بني جدلتنا الذين لا يزالون يركضون خلف أوهاماتهم، والتي يعتبرونها هي أساس الصراع العالمي.
يركضون خلف العولمة يريدون أن يحجزوا لهم فيها مقعدا.
يركضون خلف العلمانية يريدون أن يحجزوا لهم فيها مقعدا.
يركضون خلف القيم المادية التي يعج بها الغرب، ويعتبرونها هي التي تشكل واجهة العالم.
يركضون وراء الأفكار الهلامية التي لا تمت إلى الواقع بصلة حيث يريدون أن يجعلوا من الإنسان كائنا متساويا في كل حقوقه وواجباته.
فإن ربطنا كل أنواع الصراع القائم اليوم لهؤلاء بعقيدة الإسلام، فسوف تنهال علينا أقصى أشكال الاتهامات.
أقلها اتهامات الرجعية والتخلف والجهل.
حتى يعي هؤلاء المتغربنين المفارقة التي يقعون فيها، فلينظروا إلى اليهود، وليقارنوا بينهم وبين بقية الأمم.
ما العامل الذي جعل اليهود يتسيدون به العالم؟
هذا هو السؤال الذي يطيح بكل قناعات وانتماءات هؤلاء التائهين.
لا شيء تسيد به اليهود العالم سوى أنهم يعتبرون أنفسهم أن لهم عقيدة يعيشون من أجلها.
هذا الاعتبار لا يوجد عند أي دولة من دول الغرب.
ومادام المحك والفيصل بين إسرائيل والعالم هو العقيدة.
فلتسقط كل الاعتبارات التي يتمشدق بها هؤلاء، وليلتفتوا إلى عقيدتهم؛ ليتسيدوا بها العالم، وليهزموا بها عقيدة اليهود.
فالحرب هي حرب عقيدة.
والسلاح هو سلاح عقيدة.
ومن ينتصر في النهاية هو صاحب العقيدة.
ولن يقف في وجه العقيدة السائدة اليوم إلا صاحب عقيدة أقوى وأعظم من عقيدته.
هذا هو الدرس يا حملة أوهام الغرب.
الغرب سقط بالإجماع أمام سطو وعنجهية اليهود، ولم يستطع أن يواجهها بحضاراته أو بمادياته أوبحقوقه.
فكل ما يمتلكه الغرب أمام الطغيان اليهودي لم يساو شيئا.
سار طغيان اليهود ساحقا لها وغير مبال.
وماذلك إلا بسبب أن له عقيدة.
فيا عبدة حضارة الغرب من بني جلدتنا تمسكوا بعقيدتكم التي تركتموها خلفكم وركضتم وراء سراب اسمه الغرب.
هذا السراب الذي بانت حقيقته عبر سيطرة اليهود عليه.
فعقيدة اليهود لم ولن تصل مرحلة نبل وعظمة عقيدة الإسلام.
فعقيدة الإسلام هي العقيدة الوحيدة التي تمثل المعنى الحقيقي للتوحيد.
فعقيدة الإسلام هي العقيدة الخالدة بينما عقيدة اليهود تمثل عهدا ولى وانتهى.
عقيدة الإسلام لا تخاطب عرقا بعينه، وإنما تخاطب الإنسان بغض النظر عن زمانه ومكانه وجنسيته أو عرقه.
عقيدة الإسلام هي العقيدة التي تنبذ الكره والعداء والظلم والفساد.
عقيدة الإسلام يمثلها كتاب تكفل الله بحفظه شاملا لكل شؤون الإنسان الدينية والدنيوية إلى قيام الساعة.
عقيدة الإسلام لها مقدساتها التي تجسد حقيقتها ووجودها.
فإن كانت من سيادة لعقيدة، فلا توجد عقيدة أحق بهذه السيادة من عقيدة الإسلام.
