أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *المعسكر الشرقي لا يصلح كبديل سياسي عن المعسكر الغربي!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *المعسكر الشرقي لا يصلح كبديل سياسي عن المعسكر الغربي!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*المعسكر الشرقي لا يصلح كبديل سياسي عن المعسكر الغربي!*
ما يعرف عن البديل هو أنه يقوم بذات الوظيفة وبذات المهمة التي يقوم بها ذاك الذي تم استبداله به.
هذه من المسلمات ولا تحتاج إلى إثبات.
تذهب إلى الصيدلية لشراء دواء معين، فيقول لك الصيدلي أن هذا الاسم من الدواء غير متوفر لدينا، ولكن يوجد بديلا له.
يعني يوجد دواء يقوم بذات وظيفة الدواء المطلوب لكنه منتج من شركة أخرى.
فلا يمكن أن يعطي الصيدلي بديلا لدواء وهو لا يقوم بذات الوظيفة التي يقوم بها الدواء المطلوب.
وهكذا.
لا يوجد ممول للمشاريع الاستثمارية من البنك الفلاني، ولكن يوجد بديل له من بنك آخر.
فالمعنى الذي يفهم من هذه الحالة، ولا يحتاج إلى شرح هو أن هذا البنك البديل بإمكانه تمويل المشاريع التي قدمت لذاك البنك، والذي لم تكن متوفرة لديه هذه الخدمة.
فالشاهد من هذه الأمثلة هو أن البديل يقوم بذات المهمة التي عجز أن يقوم بها غيره.
فالحالة السودانية التي تتكرر دائما حذو القذة بالقذة وتفشل فشلا كاملا هو اتخاذ الموقف السياسي السوداني موقفا عدائيا من المعسكر الغربي (أمريكا وحلفائها.)
حسنا.
له ذلك.
فأي جهة لها الحق أن تتخذ الموقف أو السياسة التي ترى أنها تتماشى مع مصالحها وتوجهاتها.
ليس هنا الإشكال.
ليس الإشكال في رفض السودان للمعسكر الغربي فهذا حقه.
المفارقة تأتي في كون السودان يخلق له مباشرة بديلا لهذا المعسكر الغربي بحيث يتجه إلى المعسكر الشرقي واضعا كل مصالحه وأهدافه بين يديه.
هذا الموقف مقبول لو كان الموقف السوداني يطلب سلاحا.
ولم تتفق سياسته مع سياسة الغرب.
فمن الطبيعي أن يذهب مباشرة مع الجهة التي تتفق مع سياسته ويعقد معها صفقات أسلحة.
وكذلك إن كان يحتاج إلى أسمدة.
أو يحتاج إلى آلات زراعية.
بإمكانه أن يعرض عن تلك الدول التي لا تتفق وسياسته، ويقبل ويتعامل مع الدول التي تتفق مع سياسته.
أما أن يستبدل من  لا يتفق مع سياسته، ويذهب إلى من يتفق معها في أمور يحملها المختلف معه، ولا يحملها المتفق معه فهنا الإشكالية وهنا الأزمة.
فلا يمكن أن تذهب لبديل، وهذا البديل لا يمتلك ما تطلبه.
لا يمكن أن تأخذ بديلا من الصيدلية، وهذا البديل لا يعالج المرض الذي تقصده.
لا يمكن أن ترفض من جهة سلاحا، وتستبدلها بأخرى لا تملك سلاحا.
لا بد أن تكون الجهة التي اخترتها بديلا لا بد أن تمتلك ما تطلبه.
فمعروف أن المعسكر الغربي المتمثل في أمريكا وحلفائها أنه يتدخل في الشؤون السياسية الخاصة في البلدان.
يتدخل من باب مصالحه.
أو من باب بسط أفكاره ومبادئه.
أو يتدخل من باب التحكم في تلك البلدان سياسيا.
لأي سبب من الأسباب المهم هو أنه يتدخل.
فمن حق أي دولة ترفض هذا التدخل.
أما الأمر الذي لا يستقيم إطلاقا هو أن يستبدل هذا المعسكر الغربي بمعسكر آخر لا هم له بالشؤؤن السياسية لتلك البلدان.
هنا الأمر لا يستقيم إطلاقا.
وكون الدولة تستبدل موقفها السياسي بأن ترفض أمريكا، وتتجه إلى الصين أو روسيا فهذا الأمر لا يستقيم، بل لا يمثل هاجسا للمعسكر الغربي على الإطلاق.
وذلك لسبب بسيط هو أن شاغل المعسكر الغربي السياسي لا يشغل المعسكر الشرقي.
المعسكر الشرقي همه فقط مع الدولة الاهتمامات الغير سياسية سواء عسكرية أو اقتصادية أو إقامة قوات بحرية وغيرها من الاستثمارات.
أما شكل الدولة المتعامل معها سياسيا، فلا يهمه في شيء ولا يحدد تعاملها من عدمه وفقا لنظام تلك الدولة.
بل لا مانع لديه ان يبعث لها قوات مرتزقة تحمي نظامها ما دام له مصالح مشتركة معها.
وقد حدث هذا الأمر حينما ارسلت قوات فاغنر الروسية تدافع عن أنظمة لا تربطها معها روسيا سوى مصالح مشتركة.
وكما حدث كذلك مع النظام السوري
وهذا أمر تريده هذه الدولة.
تريد ألا يسألها أحد عن نظامها السياسي إطلاقا.
تريد أن يقبلها كما هي.
وبهذا يصير الطرفان على اتفاق تام.
تبرز المعضلة في كون هذا البديل لا يتناسب مع ما تم رفضه به.
يعني المعسكر الغربي يمارس سياسة بينما المعسكر الشرقي لا يمارس سياسة، فهنا ولهذا السبب لا يصلح أن يكون المعسكر الشرقي بديلا للمعسكر الغربي.
كان يمكن أن يكون المعسكر الشرقي مناسبا كبديل لمن يرفض المعسكر الغربي إذا كان المعسكر الشرقي يتبنى منهجا سياسيا، فحينئذ يمكن أن يكون كبديل مقبولا.
فمثلا يريد أن يفرض المعسكر الشرقي الفكر الشيوعي في المناطق المتنازع عليها مع المعسكر الغربي.
مقابل الفكر الرأسمالي الغربي.
هنا يمكن أن يصلح المعسكر الشرقي ان يكون بديلا للمعسكر الغربي.
أما أن يمارس المعسكر الغربي شيطنته في فرض منهجه السياسي في البلدان المعينة وتقوم البلدان باستبداله بمعسكر آخر ليس من اهتماماته على الإطلاق العمل السياسي.
فحينئذ يكون البديل أشبه بمن يبدل الأرض بسيارة.
فالنتيجة الحتمية من هذا البديل هو أن صاحب الأرض لن يستطيع أن ينجز بالسيارة ما تنجزه الأرض.
إن أنظمة البلدان التي ترفض تدخل السياسة الغربية في شؤونها لا يمكن أن تستبدله بدول لا علاقة لها بالسياسة.
الحل لهذه البلدان التي ترفض سياسة الغرب مع دولها وأنظمتها هو أن تقف في وجه الدول الغربية من خلال التعامل معها هي نفسها.
وليس بالضرورة كونها تتعامل معها أن تخضع لها.
يحتاج ذلك إلى حصافة وذكاء وحذر مثل من يلعب بالبيضة والحجر.
وهي مجبرة على ذلك لأن المعسكر الغربي هو الوحيد من يقوم بهذا العمل.
روسيا والصين وغيرها من دول الشرق لا يقومون بهذا العمل أصلا لذلك لا يمثلون بديلا للمعسكر الغربي.
كانت عملية البديل ستنجح إذا كان كلا المعسكرين يقومان بذات العمل.
أما أن يقوم به المعسكر الغربي، ولا يقوم به المعسكر الشرقي، فحينئذ لا يمكن أن يمثل المعسكر الشرقي بديلا للمعسكر الغربي في المنطقة، وذلك بسبب أن العمل نفسه مقتصر على طرف واحد.
لن تتحقق عملية البديل إلا إن كانت كلا الجهتين تقومان بذات العمل.
كون العمل تقوم به جهة واحدة، فلا يمكن أن تمثل الجهة الأخرى بديلا له.
فليرفض السودان كما يشاء سياسة المعسكر الغربي في السودان.
إلا أن هذا الرفض لن يكون بديلا له المعسكر الشرقي ليس لأنه ضعيف، وإنما لأن الشأن السياسي ليس من اهتماماته.
الحكم العسكري والحكم المدني والرئيس اليساري والرئيس الإسلامي والرئيس العلماني التي يضعها المعسكر الغربي في أجندته السياسية يحتاج هذا التدخل بمجابهته بمعسكر يحمل كذلك أجندة سياسية، ولكنها بمسميات مختلفة.
أما أي أجندة أخرى غير المعسكر الغربي يتم اختيارها لتواجه به وهي لا علاقة لها يالشأن السياسي، فلن تكون هذه الأجندة  سوى أجندة مضروبة.
ولو نجحت ستفرخ أنظمة استبدادية موغلة في الاستبداد فالتجربة أثبتت ذلك.
 

عن Admin2

شاهد أيضاً

*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة* *هل تضع مبادرة سلفاكير للسلام وإستعادة الأمن حدا لمعاناة السودانيين*

*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة* *هل تضع مبادرة سلفاكير للسلام وإستعادة الأمن حدا لمعاناة السودانيين* …