*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*ذات الرائحة وذات العفن*
لم يكن من فراغ أن ذات الغايات والأهداف التي سبقت الثورة هي ذاتها تتسيد المشهد الآن.
لم يكن من فراغ أن المشهد السائد هو التكالب على السلطة.
ليست مهمة هي الوسيلة.
وليست مهمة هي الأعمال.
المهم فقط هو الحصول على هذه الغاية.
لا أحد يهمه الفساد.
لا أحد يهمه الوطن أو المواطن فكلا المسميين ما هما إلا دابة للوصول بهما إلى السلطة.
تحدث بكلمة عن النظام القائم، فسوف تصلك الاستخبارات العسكرية ولا يعرف لك مكان.
أما أن تلغف مواد الإغاثة فهذا لا أحد يسأل عنه.
بل قد تجد المبررات من كبار المسؤولين درعا تمارس فيها الفساد بكل أريحية واطمئنان.
وكأننا يا بدر لا رحنا ولاجينا.
ذات العفن وذات الفساد تنتشر رائحته في كل مكان.
فإن كانت ذات الأعواد وذات الحطب موجود، فلا بد أن تخرج ذات الرائحة.
لن تختلف الرائحة بتغير الأشخاص أو الأمكنة أو الأزمنة.
إنما الرائحة تتغير بتغير الأعمال.
فما دامت الأعمال هي ذات الأعمال السابقة حذو القذة بالقذة.
فلن تظهر سوى تلك الروائح النتنة المليئة بالفساد والسرقة.
تسرقون إغاثات؟!
وليست أي إغاثات يا عديمي الضمير.
إغاثات من أرسلت لهم يتضورون جوعا وبردا وتشريدا.
سرقة الإغاثات أوضحت أمرين في غاية السوء والفحش أحدهما أن هؤلاء الفاسدين لا حد لفحشهم، فهم يسرقون لقمة الطفل المشرد.
فهل لفساد هؤلاء الفاسدين بعد ذلك حد؟!
والأمر الآخر هو أن من يلهثون وراء السلطة لا حد لنهمهم وراءها.
فهم يقفون بالمرصاد ولو برسالة على الواتسب لمن يتجرأ على استيلائهم على السلطة أو نقدهم.
في حين أن اللصوص المتعفنة حائمة حولهم من كل تجاه ليس فقط لا يمنعونهم أو يجرمونهم بل فوق ذلك يعملون على حمايتهم.
أيوجد أسوأ من هذا؟!
نهم وطمع في السلطة لا حد له.
وسرقة وفساد حتى وسط هذه الحرب اللعينة.
أهؤلاء بشر؟
والله لولا أن الله قال في كتابه العزيز حينما سألته الملائكة لماذا خلقت بني آدم فرد عليهم المولى عز وجل إني أعلم ما لا تعلمون.
لولا قول الله:
إني أعلم ما لا تعلمون هذه؛ لكان تعجبنا من أمر هؤلاء تعجبا لا حد له.
لكن للظالم يوم وللفاسد يوم ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.
يا رب أرنا فيهم يوما أسودا.
يارب من يستثمر في إغاثات الجوعى والمشردين ومن يتستر عليهم أرنا فيهم يوما كيوم عاد وثمود.
Check Also
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …