الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *التراشق بالكلمات ما هو إلا تأكيد لعمق الأزمة!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *التراشق بالكلمات ما هو إلا تأكيد لعمق الأزمة!*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*التراشق بالكلمات ما هو إلا تأكيد لعمق الأزمة!*
ظهر القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل يتهم وزير المالية بأنه هو المستفيد من استمرار الحرب.
ليرد عليه الوزير جبريل إبراهيم بذات الهجوم وبذات النبرة، ويقول له أن استحي من كلامك هذا.
فلا مبارك الفاضل قدم نقده وكلامه بأسلوب يمكن أن يقبله مسؤول.
ولا المسؤول رد عليه بكلام يمكن أن يزيل هذا النزاع وهذا الخلاف.
الأمر الذي يشير إشارة واضحة إلى عمق الأزمة التي يمر بها السودان.
أزمة يعمل أطرافها على إشعالها لا على إخمادها.
أزمة تبين عمق الفجوة بين من يراقب المشهد من المسؤولين، وبين من يقف على المشهد منهم.
لن تحل هذه الأزمة بل ستظل في تزايد ما دام هذا هو موقف الأطراف المختلفة منها.
إن المسؤولية تقع على عاتق المسؤول أكثر من غيره من حيث الخطاب الذي يصدر منه.
عندما ينشر خطاب وكلام لأحد السياسيين لا ينبغي أن يقابل بذات الهجوم من قبل المسؤولين.
لأن المسؤول تقع عليه مسؤولية رد الخطاب لا باعتباره أن من أصدر الحكم عليه هو شخص مبارك الفاضل وحده بل باعتبار أن هذا حكم شعب بأكمله.
فإن كان من خطأ في خطاب مبارك الفاضل، فكان ينبغي الرد عليه بأسلوب يوضح الحقيقة ليستوعبها كل الشعب.
حقيقة قد يجهلها الشعب، فيقوم المسؤول بالكشف عنها.
وبهذا يكشف المسؤول بأنه على قدر من المسؤولية، وأنه أبعد ما يكون عن الاستفزازات التي تلقى عليه.
وكذلك يعمل على ردم هذه الهوة التي قد تصنع بين المسؤول وشعبه.
إلا أن الأزمة ليس سببها هذه الخطابات التي لا تحتوي سوى على المهاترات.
إذ أن هذه الخطابات ما هي إلا مرآة تعكس علاقة الأطراف ببعضها البعض.
فإن كان موقف الأطراف ملتهبا، فلن يكون الخطاب إلا انعكاسا لهذا الالتهاب.
وإن كان يسوده الاحترام، ويسوده السعي لإطفاء نار الحرب، فإن الخطاب سيعبر عن ذلك، يعبر عن ذلك حتى وإن ظهر أحد الأطراف بكلام يسيء إلى الآخر.
إن نزول المسؤول لمستوى خطاب لا يخلو من خطاب مهاترات في منبر من منابر الإعلام ما هو إشارة واضحة لحجم هذا المسؤول.
ما هو إلا إشارة واضحة لكفاءة ومقدرة هذا المسؤول في تعامله مع القضايا التي حوله.
هذه الردود بين المسؤول وغيره ما هي إلا بطاقة تعريف لهذا المسؤول.
لا تندهشوا من أي مهاترات أو تصعيد لخلافات أو ردود لا تعدو أن تكون ردا بين شخص وشخص.
لم ترق لأن تكون ردا بين شخص ومسؤول.
لا تعجبوا من ذلك، فهذه الردود الغير مسؤولة هي تفسير للحالة الملتهبة التي يمر بها السودان.
هذه الحالة التي ما إن يصبح كل مواطن إلا ويجدها في حالة اشتعال وفي لهيب أكثر.
إن كان هؤلاء المسؤولون ليست لهم معرفة أو مقدرة بالردود على من يخالفهم الرأي، فليعينوا لهم خبراء في ذلك.
فرد المسؤول قطعا لا يكون أثره كغيره.
رد المسؤول يعني رد الدولة.
رد المسؤول لا يقتصر على رد لشخص بل هو يعني ردا لجميع الشعب.
حينما تتغير هذه اللغة بين المسؤول وغيره من أفراد الشعب، فتأكدوا أن أزمتنا تسير نحو انفراج.
أما استمرار هذا الأسلوب الذي لا يخلو من مهاترات بين المسؤول وغيره ولا يقدم أي حقيقة يستفيد منها المواطن ألا فليتأكد الجميع أن هذا دليل على أن نار الحرب لا زالت في قمة اشتعالها.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!*

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!* مازالت …