*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*ينسى المسؤولون أن للميزات تبعات!*
للذين يفاخرون بأن الله جعلهم مسؤولين على الناس.
بأن جعل لهم مكانة خاصة في المجتمع.
بأن جعل معيشتهم تختلف عن بقية الخلق في كونهم لهم خدام، ويسكنون في بيوت غير البيوت، ويأكلون غير الأكل، وأسرهم لا يعانون مما يعاني منه الناس من ضيق في العيش أو حرمان من تعليم أو علاج.
فليفرح هؤلاء المسؤولون بما حباهم الله به من ميزات جعلت حياتهم اليومية تختلف عن بقية الشعب.
ولهم ذلك.
فما من بلد إلا وله مسؤولون.
ما من بلد إلا وفئة قليلة تتحكم في إرادته.
ألا فليعلم هؤلاء أن هذه الميزات التي يفرحون بها.
وهذه الكاميرات التي توجه نحوهم حينما يتحدثون.
وهذه الأجهزة الإعلامية التي لاسيرة لها غير أخبارهم وقراراتهم وحلهم وترحالهم.
ألا فليعلم هؤلاء أن هذه الميزات تجلس بجوارها جنبا إلى جنب تبعات لا تفارقها إطلاقا.
تبعات لا تقل أهمية عن الميزات.
تبعات تتعلق بالمال العام، فاعتداء هؤلاء المسؤولين على المال العام وتبديده أو صرفه في شؤونهم الخاصة، لهو جرم ينسف كل ميزة تميز بها هؤلاء المسؤولون.
تبعات تتعلق بالمواقف، فأي موقف يخل بمقدرات الوطن وبممتلكاته وبسيادته ينسف كل ميزة تميز بها هؤلاء المسؤولون.
تبعات تتعلق باللسان، فلسان هؤلاء المسؤولين ليس ككل لسان يتحدث كما شاء ومتى شاء بل لا بد له من ضبط، ويحسب لكل حرف يصدر منه، وإلا سينسف كل ميزة تميز بها هؤلاء المسؤولون.
لا بد أن يضع كل مسؤول ميزة تميز بها تبعات لا تنفك عنها.
لهي أشد أهمية وأشد خطرا من أي ميزة لحقت بهذا المسؤول.
من يظهر من المسؤولين وهو غير مهتم بهذه التبعات، فهذا يعني أنه لا يعرف قدر الميزات التي جعلته مميزا عن الآخرين كمسؤول عنهم.
من يظهر وكل اهتمامه هو الاحتفاء فقط بالميزات التي أعطاها له منصبه دون اعتبار لتبعات هذا المنصب، فهذا يعني أنه ليس أهلا لهذا المنصب.
ميزات المنصب وتبعاته مرتبطة ببعضها البعض لا تنفصل عن بعضها إطلاقا.
فكما أن الميزات أوجدت وضعا مختلفا للمسؤول، فكذلك التبعات تلتصق بكل مسؤول لا تنفك عنه.
فمن أراد أن يكتشف بأنه مسؤول مهم لا ينظر فقط لنظرة الناس حوله.
لا ينظر لسكنه ومعاشه ولأجهزة الإعلام التي تلاحقه لتعرف أخباره.
فهذه الأوضاع ليست وحدها التي تلحق بالمسؤول.
توجد معها تبعات يتأكد المسؤول أنه أداها مثل ما استفاد من الميزات.
وهل هو يتحمل أكثر من غيره كل خطأ وقعت فيه الدولة؟
ام أنه يهرب منه كما يهرب غير المسؤولين؟
هل هو يكذب كما يكذب كل فرد من أفراد المجتمع؟
هل هو شجاع يواجه الحقائق أم يسوف كما يسوف الآخرون؟
هل هو ضعيف أمام إغراءات وشهرة المنصب؟
هل هو ساذج يحكم على الأمور من الشائعات أو من أولئك الذين يبحثون عن أوضاعهم من خلال خداع وتمجيد المسؤولين؟
الميزات والتبعات ما هما إلا صنوان لا ينفك أحدهما عن الآخر.
فمن أراد ان يستمتع بالميزات، فعليه أن يقوم بالتبعات على أكمل وجه.
فأي نقص في القيام بالتبعات سوف تقدح في كل ميزة تميز بها المسؤول.
بل قد يصل التفريط في التبعات بأن تصبح ميزات هذا المسؤول وبالا عليه.
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *ينسى المسؤولون أن للميزات تبعات!*
شاهد أيضاً
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …