أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *مبادرة سفير السودان بأبو ظبي .. قراءة مختلفة*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *مبادرة سفير السودان بأبو ظبي .. قراءة مختلفة*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*مبادرة سفير السودان بأبو ظبي .. قراءة مختلفة*
المدرك للنظام السياسي في دول الخليج، وبالذات في دولة الإمارات يدرك أنه ليست ثمة حراك سياسي يتم داخلها دون علم الدولة.
بل كل ما يتم من حراك هو غاية الدولة ومقصدها.
فما من مبادرة تتم إلا وتعني مباشرة أن هذه المبادرة ليست فقط تدعمها الدولة بل هي صاحبة المبادرة.
ومن هنا تأتي أهمية مبادرة السفير السوداني بدولة الإمارات العربية الأستاذ عبد الرحمن شرف الداعية لإزالة الشقة والتوتر القائم بين حكومة السودان وحكومة الإمارات.
يفهم من هذا الصياغ في أن هذه المبادرة  دعوة إماراتية في كون مكانة السفير ومهمته لا تسمح له بتبني هذه المبادرة دون علم ومعرفة حكومة الإمارات وذلك لعدة أسباب لعل أهمها:
* هذه المبادرة حسب طبيعتها، فإن حكومة أبو ظبي ستلعب فيها دورا مهما وبالتالي لا يمكن أن يقدم سفير أبو ظبي لهكذا مبادرة دون تشجيع ودعم من الحكومة التي تقيم فيها سفارته..
* طبيعة الخلاف بين الحكومتين لا يمكن أن تتبناه حكومة أبو ظبي لكون الخلاف في الغالب يحتاج إلى وسيط.
* لعل أنسب وسيط لإزالة هذه العزلة هو الممثل الدبلوماسي لحكومة السودان.
* مهما يكثر الحديث عن تدخل من الإمارات في الشأن السوداني إلا أن هذا التدخل يمكن احتواؤه من قبل حكومة السودان وذلك لسببين:
الأول: هو تدخل يسعى لإيجاد مصالح لدولة الإمارات في السودان وبالتالي حكومة السودان بعد أن أثبتت أنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن السودان إبان هذه الحرب، فهي أنسب من غيرها في تبني مصالح البلدين.
الثاني: أن حكومة الإمارات تتعامل مع فصيل في السودان، ولم تدخل وحدها مباشرة إلى السودان وبالتالي يمكن تغيير هذا الفصيل بحيث تصبح حكومة السودان هي من يمثل السودان.
* بما أن هذه المبادرة لا يمكن أن يقوم بها السفير لوحده في دولة مثل الإمارات وهي كأنها دعوة من قبل الإمارات؛ لتفتح بها صفحة جديدة مع حكومة السودان.
لكل ذلك لا ينبغي النظر لمبادرة السفير السوداني بأبوظبي مجرد مبادرة من سفير، وإنما ينظر إليها على أنها مرحلة جديدة تريد أن تبدأها حكومة الإمارات مع حكومة السودان.
وبالتالي من الأوفق والأفضل ألا يقطع هذا الحبل الذي قام بمده السفير السوداني؛ ليوصل بين الحكومتين.
ولا يقع الظن بأن هذا الحبل هو حبل السفير بقدر ما هو حبل حكومة الإمارات.
ولماذا لا تقبل حكومة السودان بهذا الحبل؟
فإن كانت حكومة الإمارات تتعامل مع الملف السوداني عبر فصيل سياسي، فحكومة السودان أولى من غيرها بهذا التعامل.
وإن كانت حكومة الإمارات لها مصالح في السودان، فحكومة السودان هي الأولى في رعاية هذه المصالح.
إن مبادرة السفير السوداني بأبو ظبي الداعية لتقريب المسافة بين حكومتي السودان والإمارات ووفقا لهذه القراءة تعتبر فرصة ذهبية لحكومة السودان؛ لتزيل بها هذه العزلة السياسية التي تضرب بين الحكومتين.
عزلة سواء مقصودة أو غير مقصودة، فقد تضرر منها السودان غاية الضرر.
وقطعا إزالتها سيجني السودان منها فوائد جمة أقلها إزاحة هذا الشبح الذي يدعى الحرب.
وحتى يلحق بهذا الشعب المسكين ما تبقى له من بقية أنفاس.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*صبري محمد علي يكتب:* *الأمين العام للأمم المتحدة ياخ أحترم عقولنا ياخ*

*صبري محمد علي يكتب:* *الأمين العام للأمم المتحدة ياخ أحترم عقولنا ياخ* تصور يا مؤمن …