*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*بمقتل حسن نصر الله صارت الأنظمة العربية بين سندان جبروت إسرائيل ومطرقة وعي الشعوب!*
وصلت مرحلة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو بعد تطور الإحداثيات والتقنيات التي تستخدمها في تصفية أعدائها.
وصلت لمرحلة بعيدة المدى.
استشهاد الزعيم والنائب العام لحزب الله ليلة الجمعة إثر غارة العدو الإسرائيلي بعد أقل من عشرة أسابيع من استشهاد أمين المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية لهي رسالة للزعماء العرب تقف جنبا إلى جنب مع كل من يقف في وجه هذا العدو.
لم تعد سياسة العدو مجرد ضغوط اقتصادية أو عزلة سياسية تمارسها على الأنظمة العربية بل أصبحت تصفية من يناصبها العداء جهارا نهار، وباعتراف منها وبمباركة من دول الخزي والاستكبار.
لم تعد سياسة العدو تحتاج لتبريرات كما السابق.
أصبحت بسبب خنوع وضعف العرب والمسلمين أن وصلت لتصفية رموز المقاومة نهارا جهارا، وعلى الملأ دون خشية من أحد.
بل ترسلها واضحة بأن كل من تسول له نفسه بالسير وراء سياسة من عملت على تصفيتهم، فإن مصيره سيكون مصيرهم.
وبهذه السياسة المكشوفة من إسرائيل أصبح مصير الأنظمة العربية إلى زوال.
فمن ناحية لم يعد لهذه الأنظمة أي أمل في أن تحقق آمال شعوبها.
كما أنها لم تعد لها الفرصة كما السابق لتمسك العصاة من وسطها في تعاملها مع العدو الإسرائيلي.
فبعظ هذا العدوان الغاشم من العدو على أكبر رموز المقاومة خلال شهرين حيث لم يفق العرب من اغتيال إسماعيل هنية وإلا أردفته بمقتل حسن نصر الله لهي رسالة واضحة مفادها إما أن تكون مع صف هذا العدو بالكامل أو تلقى حتفك.
لم تعد سياسة الأنظمة مع نجاح هذه الاغتيالات بدون حتى عزاء لها دعك من رفض لها.
لم يعد بمقدور هذه الأنظمة أن تتعامل مع هذا العدو بوجه وتتعامل مع شعوبها بوجه.
مع هذه الاغتيالات دعوة لكل الأنظمة وزعاماتها أن يولوا وجههم قبل إسرائيل وأهدافها في المنطقة.
وعلى الجانب الآخر لم يعد التلاعب ممكنا بشعوب المنطقة من أجل الاستيلاء على سلطتها وثرواتها.
فالشعوب صارت مدركة وواعية لكل ما يدور حولها من انتهاكات لكافة حقوقها.
فهذه الأنظمة بعد جرأة وصلف العدو الإسرائلي من جهة وبعد وعي واستنارة شعوبها بحقوقها من جهة أخرى تكاد تكون قد أفلت شمس هذه الأنظمة التي استمرت تقريبا منذ سقوط الخلافة الإسلامية عام ١٩٢٤.
فبحلول ميلادها المئة لم يعد لهذه الأنظمة وجود.
وما هو إلا وقت قليل ويعلن عن تلاشي هذه الأنظمة.
تتلاشى سواء من قبل العدو الإسرائيلي، فهي لم ولن تقدر على مقاومته.
فإن كانت عاجزة عن مجرد نعي رصفائها في الطريق، فهل تستطيع بذل أي مواجهة ضده؟!
استحالة.
كما أنها لا يمكن بحال أن تلتفت إلى غايات ومطالب شعوبها وهي التي تأسست من أجل شفط وابتلاع هذه الغايات.
ستشهد المنطقة العربية بعد صلف ووقاحة العدو الإسرائيلي إحدى احتمالين لا وجود للأنظمة العربية فيها.
الحالة الأولى: هي أن يضع العدو الإسرائيلي يده على كل أجزاء المنطقة بحيث تصبح الكلمة الأولى له دون أي مقاومة.
الحالة الثانية: هي انتفاضة الشعوب العربية بحيث تقوم بقلب الطاولة على العدو وأذياله من الأنظمة العربية؛ لتعلن ميلاد فجر جديد في المنطقة.
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *بمقتل حسن نصر الله صارت الأنظمة العربية بين سندان جبروت إسرائيل ومطرقة وعي الشعوب!*
شاهد أيضاً
*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!*
*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!* مازالت …