*خارج الإطار*
*بخاري بشير*
*جهاز المخابرات العامة .. كلمات في سفر الإنجاز*
*ظل جهاز الأمن والمخابرات العامة هو أحد مراكز التفكير الإستراتيجي للدولة السودانية، وبهذا التوصيف صار عقلها المفكر الذي يستشرف المستقبل، ويستفيد من خطوات الماضي وسجل التأريخ.
*قدم جهاز المخابرات العامة أدوارا متعاظمة في إسناد الدولة، خلال الحرب السودانية الحالية والتي لم تشهد البلاد لها مثيل طوال التاريخ السوداني في قبحها وسوءاتها.
*ومن غرائب السياسة السودانية، أن جهاز المخابرات بكل هذه الصفات من خبرات، وقدرات، وكفاءات، كان هو الجهاز الذي نال (النصيب الاغلظ) من حرب المليشيا ، ودعوات التفكيك، إبان سنوات حكومات مابعد الثورة السودانية ٢٠١٩م ، لكن الجهاز تصدى بحكمة الكبار لأسوأ حملة قادها أيامئذ كهنة السفارات وربائب العلمانية وحملة الجوازات الأجنبية، حيث كان وقتها الإستماع لنصائح غرف السفارات المغلقة، هو ديدن تلك الفترة المظلمة من التأريخ السوداني. والتي تسيدت فيها المشهد فئة محدودة سرقت الثورة السودانية من تحت ايدي شباب أغر.
*جهاز المخابرات العامة تلقى في سنوات الثورة الثلاثة اقوى الضربات، ولكن إمتصها بهدوء، وتلقى كذلك أسوأ حملة في تأريخه سوقت لخطاب الكراهية، وسعت بشكل ممنهج لتدمير قدراته وإمكانياته، وكانت أول تلك الحملات، الدعوات المسعورة لحله وإستبداله بجهاز آخر تقوم بإنشائه حكومة الثورة، ثم السعي الجاد في تغيير إسمه ، ومن ثم تقليص صلاحياته والحد من قدراته الوطنية.. وللأسف نجحت وقتها بعض المخططات التي أديرت بأجهزة مخابرات معادية وإستخدام سفارات بعض الدول وتحريك بيادق المجموعات السياسية الهشة.
*وكما هو معلوم فإن دوام الحال من المحال فقد إستطاع الجهاز العملاق، بما يملكه من خبرات وكفاءات، تمثلت في قيادته الحالية أن يتجاوز كل تلك التحديات، ويصنع من الحملات والمواجهات فرصاََ جديدة للنهوض، وبناء الدولة السودانية.
*ظهرت قدرات جهاز المخابرات العامة، عندما إدلهم ليل السودان بتمرد مليشيا الدعم السريع، وأسرة آل دقلو الارهابية، حيث تراجعت الدولة السودانية بعد هذه المؤامرة كثيراََ، وتدمرت بنيتها التحتية، وأصبح إنسانها بين لاجئ ونازح ومصدوم.
*جهاز المخابرات العامة في وجه هذه العتمة كان في الموعد وأصبح من أكبر صمامات الأمان للدولة السودانية، أسهم في حرب الكرامة بشكل مباشر بعودة هيئة مكافحة الإرهاب إلى الواجهة وإنطلاق قواتها المتقدمة في كافة المتحركات، جنباََ إلى جنب مع القوات المسلحة والشرطة والقوات المشتركة، وصنع جهاز المخابرات لنفسه موقعاََ متقدماََ في كل عمليات حرب الكرامة.
*مشاركات الجهاز في الخطوط الأمامية للمعارك لم تمنعه عن سد بقية الثغور، فكان حاضراََ في إدارة الحرب الدبلوماسية، وشارك مديره العام سعادة الفريق أول مهندس أحمد إبراهيم مفضل في عدد من الزيارات الدولية، تارة برفقة رئيس مجلس السيادة، وتارة في زيارات اخرى، وكان جهاز المخابرات هو عين الدولة وأذنها، وصوتها الذي طرح رؤية السودان في المحافل الدولية بكل إقتدار .
*وعلى الصعيد الإجتماعي مارس جهاز المخابرات أدوار مماثلة، حيث كان له سهمه في العمل الإنساني ، ونجدة الضعفاء.
*إلا ان أكبر المشاركات كانت الدور اللامحدود في بناء العلاقات في الوسط السياسي والمجتمعي، حيث قامت الادارة السياسية بالجهاز بإبتدار نشاط غير مسبوق بين فئات الشعب السوداني، أسهمت في جمع شتاته، وزادت من درجة تلاحمه.. كذلك نجحت الإدارة السياسية بالجهاز في إضعاف الحواضن الإجتماعية للتمرد، وتجفيفها بإستخدام التنسيقيات المختلفة لقبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة والبني هلبة وغيرها، ونجحت الإدارة في الوصول للحقيقة المجردة أن هذه القبائل بريئة من تسلط مليشيا الدعم السريع، وأنها ليست وراء الذي يحدث، ووضح للناس أن التمرد لا قبيلة له مثله مثل الإرهاب الذي لا تجمعه قبيلة واحدة، ولا تحتويه إثنيه بعينها، لذلك وقف الجميع لمكافحته ورده الى الطريق القويم.
*مؤخراََ نجح جهاز المخابرات العامة في اختراق المليشيا المتمردة، وهد حصونها، عندما عادت عدد من قيادات التمرد لرشدها وآبت إلى حضن الوطن، ثم لحق بهذا الإنجاز أوبة مستشارو قائد المليشيا فهو جهد مقدر للجهاز وإداراته المختصه والتي يشرف عليها ويتابع إنجازاتها بعزيمه لا تفتر ولا تلين المدير العام الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل .
*لقد أضحت مليشيا الدعم السريع اليوم في أسوأ حالاتها، وتعيش أوقات عصيبة بفقدانها السيطرة على عدد من المساحات، خاصة بعد أن أعلنت القوات المسلحة عن وثبتها الأخيرة وتوسيعها نطاق العمليات، فقد تراجعت المليشيا المتمردة على مستوى ولاية الخرطوم ومدنها الثلاث ، وفقدت مساحاتها في دارفور، حتى بات قائدها عبدالرحيم دقلو ينوم في العراء و سط الصحراء طريداََ شريداََ.
*وبفضل أداء المخلصين ووطنية الحادبين، بات أهل السودان اقرب للاحتفال بنهاية التمرد وانتهاء هذه الحرب، التي شهد العالم كله أنها أسوأ حرب تمر على الدولة السودانية.