*بخاري بشير يكتب:*
*خارج الإطار:*
*المنفيون يسعون لتشكيل حكومة منفى!*
لا زالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة باسم تقدم تمضي في ذات أخطائها، ولم تستفد من التجارب ومن فصول التأريخ.
في اجتماعها الأخير بعنتيبي تقدمت إحدى أطراف مكوناتها بمقترح تشكيل حكومة منفى، بعد أن تحدثت عن عدم شرعية حكومة بورتسودان، وبرغم أن المقترح وجد معارضة شديدة من مكونات رئيسية تقدمهم حمدوك نفسه ومعه قيادات بارزة كالدقير وسلك وعرمان وبابكر فيصل وود الفكي، الا أن هذا لا يمنع أن نتناول المقترح وخطله وفساده.
اولا إذا أصرت مجموعة الجبهة الثورية على المضي قدما في المقترح تكون بذلك قد حكمت على نفسها بالاعدام السياسي، لان ذلك يعني انتمائها المباشر لمليشيا الدعم السريع، هذه المليشيا التي رفضها الشعب السوداني وأصدر فيها قرار بنبذها وعدم التعايش معها بأي شكل من الاشكال.
المجموعة التي دعت إلى تشكيل هذه الحكومة المسماة حكومة منفى، هي مجموعات تنتمي لما عرف بالجبهة الثورية التي تضم بعضا من حركات دارفور كمجموعة الهادي أدريس والطاهر حجر وبينهم صندل وآخرين كأسامة سعيد.. والناظر إلى هذه المجموعات يجد أن بينها قاسم مشترك كبير، فهي لا تملك قوات ولا جماهير ولا حاضنة شعبية إضافة إلى أنها نمت وترعرعت برعاية حميدتي زعيم المليشيا، بل إن مجموعتي الهادي أدريس وحجر، دعمهما حميدتي عندما كان مسؤولا من سلام جوبا، واوجدهما من الدعم، وترعرعوا تحت عينيه وبرعايته الكاملة، فكانوا بعد اندلاع الحرب اول من وقف إلى جانب حميدتي ومليشيته، وكأنه كان يعدهم ويجهزهم لمثل هذا اليوم.. ولكنه بئس الاعداد وبئس المصير.
ليس غريبا أن ينادي الهادي أدريس أو حجر بتشكيل حكومة منفى، وليس غريبا أن يعلنا انتمائهما للمليشيا المجرمة، فكليهما لم يكونا يشبهان الحركات الدارفورية الأخرى، الأصيلة التي تنتمي للشعب السودان، والمسنودة بجماهيرها وحاضنتها الاجتماعية، كحركة تحرير السودان بقيادة مناوي، أو كحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم، هتين الحركتين وقفتا ومعهما أخريات، وقفة شرف وكرامة وسؤدد، وهم يخوضون حرب الكرامة ضد مليشيا التمرد جنبا إلى جنب القوات المسلحة، ويرسمون لوحة من الوطنية تتكامل فيها الوان السودان غربا وشمالا وجنوبا وشرقا.
ما فعلته مجموعة الثورية هو انحياز كامل للمليشيا، ومن الأفضل لهم اعلان ذلك صراحة والغاء لافتاتهم التي يمثلونها ويكتفوا بلافتة واحدة هي لافتة المليشيا الآثمة التي أرادت أن تكون أداة في يد الأجنبي تخوض بالوكالة عنه حربها في السودان.
إن كل من خاض هذه الحرب ووقف في الجانب الآخر ضد الشعب السوداني وقواته ومقدراته ، فهو يمثل أحد بيادق اللعبة الدولية، ويمثل أسوأ مراتب العبودية للآخرين بثمن بخس.
تقوم حكومة المنفى التي ينادي بها هؤلاء، في الأراضي التي تسيطر عليها المليشيا وبمباركة منها، فما الداعي بعد ذلك إلى أسماء كالجبهة الثورية أو تنسيقية تقدم، أو مجموعة الحرية والتغيير، فكلهم ذابوا تحت لافتة المليشيا وحليفها الإقليمي الذي يدفعها نحو هذا المصير.
مقترح تشكيل هذه الحكومة، كان سببا في انقسام الرأي داخل تقدم، بين مجموعتين، إحداهما رافضة، وأخرى مؤيدة وداعمة للفكرة ، واذا سارت الأمور على هذا النحو فربما نشهد انشقاقا في المجموعة.
ولكن مهما يكن من أمر فالحقيقة البائنة أن الشعب السوداني اختار وجهته، وهي ليست وجهة المليشيا على اي حال.. ومن أراد أن يصطف إلى جانب المجرمين والمرتزقة فليذهب، ولكن لا يأتي من جديد ليقول أنه يمثل هذا الشعب، فليذهبوا جميعا (الجنجويدي و المرتزق، والجبهة الثورية والوكيل) إلى مصيرهم المحتوم.. فقد قال الشعب كلمته.
شاهد أيضاً
*ايوب صديق يكتب:* *هل سيعتذر السيد مني أركو مناوي للشعب السوداني،على مشاركته الاسلاميين في حكمهم *البلاد؟*
*ايوب صديق يكتب:* *هل سيعتذر السيد مني أركو مناوي للشعب السوداني،على مشاركته الاسلاميين في حكمهم *البلاد؟* …