الرئيسية / الاعمدة / *بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *المخابرات .. رؤية متقدمة لارتدادات المشهد السوداني على افريقيا*

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *المخابرات .. رؤية متقدمة لارتدادات المشهد السوداني على افريقيا*

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:*
*المخابرات .. رؤية متقدمة لارتدادات المشهد السوداني على افريقيا*

الانتصارات الباهرة التي حققها الجيش السوداني، والتي توجها باستعادة الخرطوم عاصمة البلاد في السادس والعشرين من مارس الماضي، تكشف أن القيادة السودانية تتمتع بوضوح الرؤية منذ أول يوم لتمرد مليشيا الدعم السريع واندلاع الحرب، فقد كانت هذه القيادة تنظر بعين الاستشراف لمآلات المعارك، ويقينها التام في خطتها واستراتيجيتها ونظرتها للحرب، وهي رؤية قامت على التخطيط العلمي والعسكري والاستراتيجي لمواجهة مليشيا جاهلة وفاشلة وليست ذات تجربة.
أثبتت القوات المسلحة السودانية أن الحروب تتم إدارتها بالعقول وبالعلوم وبالخبرات، وأهدى الجيش السوداني لجيوش العالم من حولنا نظريات ميدانية ودروس حية ستكون مراجع مهمة وشاخصة في المعاهد والكليات العسكرية.
هذه الانتصارات الكبيرة للجيش السوداني شاركت فيها مع القوات المسلحة قوات نظامية أخرى ومستنفرين، وكان لجهاز المخابرات السوداني دوره المهيب في العمليات، بمشاركة قوات العمل الخاص التابعة للجهاز، وأثبتت نجاحا كبيرا وبطولة زائدة وتجربة رائدة شهد بها أهل السودان، وكان لقوات أخرى كالمشتركة وقوات الشرطة والقوات المساندة والمستنفرين قصص وحكايات لا يحويها ولن يسعها هذا المقال.
نجاحات الجيش السوداني، وانتصاراته الكبيرة خلال الشهور الماضية، واسترداده للمدن والولايات السودانية، ثم الخرطوم عاصمة البلاد بمؤسساتها وقصرها الرئاسي، تمت بالملي كما هي موضوعة في خطة التحكم والسيطرة، ولا زالت بقية فصول الخطة وتفاصيلها مستمرة لتصل إلى نهايتها بهزيمة ماحقة ودحر كامل لمليشيا آل دقلو الإرهابية التي كانت تريد اختطاف الدولة بتنفيذ مؤامرتها الدنيئة وابتلاع السودان لصالح جهات أجنبية.. ومضت مليشيا آل دقلو بجهلها وافتقارها للعلم والتجربة إلى حتفها عندما أخفقت في تقيمها للقوات المسلحة السودانية، فأصاب المليشيا ما أصابها وأصبحت هاربة من ميادين القتال وفقدت جبروتها الذي تمتعت به ايام الحرب الأولى.
نجاح الجيش بهذه الطريقة المدهشة حدا بمجموعة دول في افريقيا والعالم للتفاعل مع مستجدات الأوضاع في السودان التي خلصت الى حسم المليشيا في الميدان.
بالنظر إلى زيارة رئيسي المخابرات في كل من مصر ومالي نجد أن الزيارات جاءتا في أعقاب التقدم الميداني الكبير الذي احرزته القوات المسلحة ميدانياََ، اضافة الى تطورات الأوضاع السياسية الحيوية الجارية هذين اليومين وأبرزها شكوى السودان ضد الإمارات امام محكمة العدل الدولية والتي تنظرها المحكمة اليوم وسط ترقب دولي ومحلي كبير.
أيضا جاءت السيارتين بعد اضطرابات منطقة الساحل والقرن الإفريقي وأهمية الدور الفاعل الذي يمكن أن يقوم به السودان لجهة الاستقرار فى القارة.. وهو دور المعني به في الأساس جهاز المخابرات العامة لما يتمتع به من معرفة عميقة بتقاطعات الإقليم، مع استصحاب دور جهاز المخابرات السوداني في تأسيس منظمة السيسا، وأدوار أجهزة المخابرات الأفريقية.
المباحثات التي جرت بين القاهرة وبورتسودان ومالي نبعت من وعي متقدم بالمصلحة المشتركة واستعادة أمن الإقليم، ما يستوجب تقوية التنسيق المشترك في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية والتحديات، وما لا شك فيه أن دولة الأمارات تسعى جاهدة للتأثير سلبا على كامل الاقليم، بنا تتخذه من سياسات راعية لبؤر الارهاب، والسيطرة على الشعوب بالمليشيات المسلحة.
لقاء رجال المخابرات والتنسيق فيما بينهم، يعزز تصريحات الرئيس المصري حول ضرورة إستعادة عافية الدولة السودانية وحرصه على القوات المسلحة.
تحتاج مصر لتأمين حدودها الجنوبية بعد موجة التهديدات التي أطلقتها مليشيا الجنجويد باعتزامها إجتياح الولاية الشمالية، ما يشكل خطراً مباشرا الأمن المصري.
لقاء رجال المخابرات في مصر ومالي والسودان سببه القناعة الراسخة للدولتين الشقيقتين مصر ومالي بمآلات وارتدادات الصراع في السودان وأثرها السالب على مصر وعلى إقليم الصحراء والقارة الأفريقية جمعاء.
إن تعقيدات المشهد السوداني وأثره على أمن الإقليم الأفريقي، يتطلب توحيد الجهود والرؤى لمواجهة هذه التحديات، وما جرى بين الدول الثلاثة من تنسيق متقدم بداية موفقة في الاتجاه الصحيح.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *الجنرال كباشي.. أدوار الحرب والسلام*!!

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *الجنرال كباشي.. أدوار الحرب والسلام*!! زيارات الفريق أول كباشي لمواقع …