تقديم خطاب السيدة منال الشرقي إزاهي سفيرة السلام الدولية فنانة من أجل السلام
خبطة نيوز: متابعات
الجمعة 11 أبريل 2025 – مراكش، المملكة المغربية
في مدينة مراكش، جوهرة الجنوب المغربي، ألقت السيدة منال شرقي إزاهي خطاباً تاريخياً وإنسانياً مؤثراً، في فعالية استثنائية حضرها ممثلو السلك الدبلوماسي، منظمات إنسانية، قادة مجتمع مدني، وإعلام دولي.
جاء الخطاب بعنوان:
“من مراكش إلى غزة: نداء القلب من أجل الإنسانية”
وقد شكّل لحظة صدق وجرأة، حيث حملت منال صوت المظلومين، ونقلت آهات غزة إلى ضمير العالم.
تحدثت فيه عن:
المعاناة الإنسانية في غزة، باعتبارها مأساة العصر، ورفضت الصمت والحياد.
دور المرأة كصوت للعدالة، ووجدان للسلام، مؤكدة على قيم الرحمة والكرامة.
دعوة عالمية للتحرك: عبر التبرع، التضامن، والنزول الميداني لتقديم الدعم المباشر.
رسالة وفاء وامتنان للمملكة المغربية، ولجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشيدة برؤيته السامية في الدفاع عن القيم الإنسانية.
كما أعلنت عن مبادرة إنسانية عاجلة إلى غزة، تحت إشراف مباشر منها، مصحوبة بفريق متخصص، لتوصيل التبرعات والمساعدات الطبية والغذائية.
الرسالة الجوهرية للخطاب كانت:
“لا نحتاج لترف الكلمات، بل لفعل المحبة… لا نحتاج للضجيج، بل لنَفَس الحياة الذي يلامس القلوب المنكسرة.”
واختتمت خطابها بآية إنسانية عميقة:
من أجل غزة. من أجل كل طفل لم يعد يحلم. من أجل السلام، لا نملك الحق في الصمام.
مضمون الخطاب
كلمة منال شرقي الزاهي
سفيرة السلام الدولية، فنانة من أجل السلام، حارسة العدالة الكونية
إلى حضرات الحائزين على جائزة نوبل للسلام، ورؤساء المؤسّسات والمنظمات غير الحكومية، والسفراء والدبلوماسيين، والشخصيّات الإنسانية، وممثلي الصحافة الدولية، والمواطنات والمواطنين في أرجاء العالم،
ليس الذي يخاطبكم اليوم صوتًا فحسب، بل هو نَفَسُ استعجالٍ، محمولٌ على أنينِ أولئك الذين لم يعد يُسمَع لهم صوت. نَفَسٌ ينقله وجع غزة المختنقة، وصمتُ أمهاتٍ انكسر، ونظراتُ أطفالٍ تاهت، وصلواتُ آباءٍ لم تجد صدى.
إنه ليس خطابًا تقليديًا، بل عهدٌ ونداء، وضرورة لا تقبل التأجيل.
نحيا في زمنٍ تتمازج فيه التناقضات على نحوٍ مروّع: من جهة، إنجازات علميّة وتقنيّة تُحلّق بالأحلام نحو التحقق، ومن الجهة الأخرى، ظلالُ الفوضى والنار والجوع والتهجير والنسيان.
غزة اليوم ليست ساحة معركة، بل مأساة إنسانية لا تُحتمل، إنها نزفٌ مفتوح في وجه السماء، صرخة دامية، وجريمة ضد الإنسانية.
بوصفي امرأةً، وأمًّا روحية، وفنانة، وناشطة، وسفيرةً للسلام، ولكن قبل كل شيء: إنسانة، لا أستطيع أن أشيح ببصري، ولا أن أستسلم لتخدير العادة بالألم.
لذلك أنهض. أمشي. أتوجه إلى غزة.
ولا أمضي وحدي، بل أدعوكم جميعًا أن تكونوا معي. أدعـوكم رمزيًّا، أخلاقيًّا، وتضامنيًّا.
أناشدكم، بكل ما للضمير من سلطان، أن تنضمّوا إلى هذه الرسالة المقدسة.
لا من أجلي، بل من أجلهم. من أجل من لم يبقَ لهم شيء. لا بيت، لا أرض، وأحيانًا لا جسد. ولكن لا يزال لهم قلب ينبض بالأمل، ذاك الأمل الذي يأبى أن يموت.
ليست هذه رحلة خيريّة، بل فعل مقاومة إنسانيّة، حملة سلام، وإرادة لا تلين في الشهادة، والرعاية، والتغذية، والحماية.
رحلة تهدف إلى حمل الضروريّ: الأدوية، والغذاء، والرعاية، والحب، والاحتضان، والكلمة، والنظرة الإنسانية وسط الركام.
أطلب منكم، يا أصدقاء، إخوتي وأخواتي من كل الأمم والثقافات والديانات، أن تكونوا شركاء فاعلين في هذه المهمة.
ساهموا. شاركوا. انشروا هذا النداء. حرّكوا شبكاتكم، سفاراتكم، مؤسساتكم، مدارسكم، عائلاتكم.
وأطلب منكم أيضًا دعمًا ماليًا، تبرّعًا – أيًّا كان حجمه – فكل قطرة ماء تطفئ شرارة من جحيم.
تبرّعاتكم ستُخصص بالكامل للجرحى، والأيتام، والعائلات المنكوبة.
أقسم بالله، وأمام البشرية جمعاء، أن كل فلس سيُصرف بشفافية مطلقة.
سيتم توثيق كل شيء. تصويره. شرحه. وسأكون أنا، ميدانيًا، الرابط المباشر بين قلوبكم وآلامهم.
وسيكون برفقتي فريق تنفيذي موثوق، يعمل ليل نهار، بروحٍ وجسدٍ مكرّسين لهذه المهمة.
فريق يجسّد الصرامة والالتزام والمسؤولية.
نحن موحّدون، تُحرّكنا شعلة واحدة: حبّ الإنسان، دون حدود.
وأود هنا أن أعبر عن امتناني العميق لكل من ساندني، قريبًا كان أو بعيدًا.
شكرًا لعائلتي، لوالديّ، السيد شرقي والسيدة الزاهي، اللذَين غرسا في داخلي بذور العدل والنور.
لأختَيّ سارة ومريم شرقي الزاهي، دعامة حياتي ونضالي.
شكرًا لأصدقائي الأوفياء، ولعائلتي الروحية الكونية، التي تجمع فسيفساء من الهويات، واللغات، والثقافات، والتقاليد… جميعهم موحدون بإيمان واحد: الإيمان بالإنسان.
وشكرًا لوطني، المملكة المغربية، مهد السلام، والحوار، والانفتاح.
أتوجّه بتحيّة إجلال وامتنان إلى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي تنير حكمته ورؤيته الإنسانية عصرنا هذا.
ارتباطه الوثيق بقيم العيش المشترك، والتسامح، والحوار بين الثقافات والأديان، مصدر إلهام عظيم لي.
وقد قال جلالته في أحد خطاباته:
«العيش المشترك ليس ترفًا. بل هو شرط بقاء. إنه مسؤولية مشتركة. ومطلب أخلاقي وسياسي.»
وفي ما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، قال:
«المغرب يجدد تمسكه بحل الدولتين، تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام. فالمستقبل ممكن للفلسطينيين والإسرائيليين، إن بُني على العدل، والاعتراف المتبادل، وحسن النية.»
هذه الكلمات، النيرة العميقة، هي بوصلة مهمتي.
أنا أؤمن بإمكانية السلام، بذلك الحلم المشترك الذي يمكن لشعبين، وثقافتين، وذاكرتين، أن يتعايشا أخيرًا بانسجام، بعد طول بكاء.
وأؤمن، كما جلالة الملك، أن السلام يُبنى على العدل، والصبر، والكرم.
ومن أجل ذلك، أتوجه بأقصى درجات التواضع، بطلبٍ إلى جلالته، أن يمنحني دعمه لتحقيق هذا الحلم:
أن أتوجه إلى غزة، أحمل عون الشعب المغربي والعالم، أنقل تبرعاتكم، ورسائلكم، وكلمات الحب، ومؤنكم، وأدويتكم، وصلواتكم.
ما أطرحه عليكم اليوم ليس مجرد مشروع إنساني، بل هو فعل إيمان بالإنسانية.
ميثاق مقدّس بيننا وبين من يتألمون.
عهدٌ بأن نتحرّك، الآن، معًا، كي لا يعيش أبناؤنا غدًا ما نراه اليوم.
كي تنجو إنسانيتنا من عنفها الذاتي، وتصبح الذاكرة التاريخية نبعًا للبعث لا للبكاء.
انضمّوا إلى هذه المهمة. كونوا شركاء في كتابة الأمل.
انشروا. ساندوا. صلّوا. تبرّعوا. أحبّوا.
لأننا، في النهاية، نوع واحد. كوكب واحد. نَفَس واحد.
وكما قال إيلي فيزل:
«نقيض الحب ليس الكراهية، بل اللامبالاة.»
فلنرفض اللامبالاة.
ولنحتضن الحياة. ولنصبح معًا، حرّاس الأمل.
من أجل غزة. من أجل الإنسانية. من أجل السلام.
شكرًا لكم.
منال الشرقي إزاهي
سفيرة السلام العالمية
فنانة من أجل السلام
