حاج ماجد سوار يكتب:
حرب الوكالة إنابةً عن دولة الكيان
الحرب التي تجري فصولها في السودان منذ عدة أشهر هي حرب وكالة بامتياز حيث يخوضها تحالف ( المليشيا /قحت /الدولة الخليجية / بعض رجال الأعمال من الرأسمالية المتوحشة / العملاء من الموظفين الأمميين ) ضد الدولة السودانية إنابةً عن دولة الكيان الصهيوني المحتل .
الإستراتيجية الصهيونية وضعت السودان منذ عقود ضمن قائمة الدول التي تشكل تهديداً و خطرا على دولة الكيان و بالتالي لا بد من إستهدافها بشتى الوسائل التي من أبرزها :
– إستقطاب القيادات و القوى السياسية و رموز المجتمع و رجال المال و الأعمال .
– إذكاء و تغذية الحروب و النزاعات و الصراعات الداخلية .
– ضرب منظومة القيم و الأخلاق و الموروثات الحميدة .
– تفتيت المجتمع و نشر الفساد و المخدرات و استهداف الأسرة التي تمثل القاعدة الصلبة فيه .
– ضرب الإقتصاد من خلال السيطرة و التحكم في التجارة و الصناعة و الزراعة .
– إضعاف التعليم و تدمير مراكز الدراسات و البحوث العلمية .
– محو الذاكرة التأريخية للشعوب .
الهدف النهائي من إستخدام هذه الوسائل هو التحكم في هذه الدول و إنهاكها و إشغالها بقضاياها الداخلية لضمان تفوق دولة الكيان على كل دول منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي .
للأسف فقد نجحت الإستراتيجية الصهيونية في تحقيق أهدافها من خلال :
– تحييد مصر و الأردن عبر معاهدات السلام ( كامب ديفيد الموقعة في سبتمبر 1978 و وادي عربة الموقعة في أكتوبر 1994 ) .
– تحييد و تمزيق صف المقاومة الفلسطينية عبر توقيع معاهدة أوسلو بين دولة الكيان و منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1993 .
– إشعال حرب الخليج الأولى و الثانية التي مهدت لغزو العراق و احتلاله في العام 2003 و تقسيمه طائفيا و إشعال الحروب و الصراعات بين مكوناته و تدميره .
– إستغلال ثورات الربيع العربي لإشعال الحروب في كل من ليبيا و سوريا و اليمن و التي ما تزال تعيش في دوامة الصراع و الإقتتال الداخلي إلى يومنا هذا .
– صناعة و زراعة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح أحد معاول الهدم الرئيسية في المنطقة .
أما فيما يلي السودان فقد عمدت الإستراتيجية إلى :
– فصل جنوب السودان الذي بدأت دولة الكيان العمل عليه منذ العام 1967 باعترافات قائد التمرد الأول جوزيف لاقو و الذي توج بإستفتاء تقرير المصير في يناير 2011 أحد أهم بنود إتفاقية نيفاشا الموقعة بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق في يناير 2005 و أحد أهم مخرجات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية الذي عقدته قوى المعارضة السودانية في 1995.
– إذكاء الصراع في دارفور و الذي تحول إلى حرب مدمرة و اقتتال قبلي منذ العام 2003 و ما تزال تداعياتها و آثارها مستمرة رغم إتفاقيات أبوجا في مايو 2006 و الدوحة في يوليو 2011 و جوبا في أكتوبر 2020 . و الهدف الرئيسي للكيان في دارفور هو فصلها و إقامة دولة مستقلة فيها أسوة بما حدث للجنوب .
– العدوان المباشر على مجمع اليرموك للصناعات الدفاعية في أكتوبر 2012 لمنع السودان من تطوير قدراته العسكرية .
– الضغط المستمر على السودان للإنضمام لركب المهرولين من الدول العربية للإتفاقيات الإبراهيمية للسلام .
– بالإضافة لعمل مستمر لضرب منظومة الأخلاق و القيم و نشر المخدرات و الفساد بكافة صوره و الذي تزايدت وتيرته بعد إنقلاب أبريل 2019 .
و منذ الخامس عشر من أبريل الماضي يعيش السودان إحدى فصول إستراتيجية دولة الكيان تجاهه عندما حاولت مليشيا الدعم السريع الإستيلاء على السلطة بالقوة عن طريق إنقلاب عسكري فاشل و لكنه تحول إلى حرب فوضوية مدمرة ما تزال مستمرة حتى اليوم .
علاقة المليشيا بدولة الكيان بدأت بوساطة الدولة الخليجية ثم أصبحت علاقة مباشرة وطدتها زيارات عديدة قام بها شقيق زعيم المليشيا و نائبه إلى تل أبيب إلتقى فيها بضباظ المخابرات المسئولين عن ملف السودان !!
و في وقت سابق كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 30 نوفمبر 2022 أن دولة الكيان سلمت زعيم المليشيا أجهزة تجسس متطورة تم تركيب بعضها في الخرطوم و بعضها الآخر في دارفور بغرض التجسس على قيادات القوات المسلحة و القيادات السياسية في البلاد !!
و كشفت مجريات الحرب أيضاً أن بعض الأسلحة التي استولت عليها القوات المسلحة من المليشيا إسرائيلية الصنع !!
كل الشواهد و الأدلة تؤكد بأن حرب تحالف ( المليشيا / قحت / بعض رجال الأعمال من الرأسمالية المتوحشة م. إبراهيم و أ. د / الموظف الأممي رئيس الوزراء السابق / الدولة الخليجية ) هي حرب بالوكالة عن دولة الكيان تلعب الدولة الخليجية فيها دور الوكيل الرئيسي و البقية وكلاء فرعيين و إن كان لكل طرف منهم مصالحه و أهدافه الخاصة .
شاهد أيضاً
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …