خبطة نيوز
مقالات مشابهة
قسم بشير محمد الحسن يكتب: مابين مدح الوطن والثورة والأنظمة الشمولية
لحظة بزوغ ثورة اكتوبر في العام ١٩٦٤م كنت حينها أبلغ من العمر عامان ولقد تباري الشعراء والفنانون في كتابة الشعر والتغني فرحا بثورة اكتوبر ٦٤ بمايسمى اناشيد الملحمة والتي شارك فيها افذاذ الفنانين وعلي رأسهم محمد الامين و خليل اسماعيل ومحمد وردي وام بلينا السنوسي وكان الاداء في قمة الروعة شعرا ولحنا واداء ومثال نشيد الفنان محمد الامين ( وكان اكتوبر فجر الغضبة، وكسرنا قيود الماضي الصعبة ، ولما مشينا مواكب صامدة تغلي وتهتف رعدة ) وكذلك (كان القرشي شهيدنا الأول ) وبعد انقلاب ٢٥ مايو عام ٦٩ بقيادة جعفر نميري منعت الملحمة من البث امنيا وحرم المواطن من سماعها
باعتبارها كانت تمجد الثورات و الحكم المدني وكذلك منعت اغنية الفنان القدير حمد الريح (الساقية ) والذي ابدع في ادائها الشاعر والمغني والملحن وهي الأغنية الوحيدة التي صعبت علي كل الفنانين من ترديدها ثم بذغت شمس ثورة أبريل ١٩٨٥ والتي اقتلعت نظام (مايو ) وثم عاود بث اناشيد ملحمة ١٩٦٤ من جديد وظهرت اناشيد اخري للفنان محمد وردي ( ياشعبا لهبت ثوريتك تلقي مرامك والفي نيتك ) ” ثم توقف بث الملحمة وغيرها من الاناشيد إبان نظام الإنقاذ طيلة الثلاثون عاما ولتظهر مرة اخري وتبث إبان ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ وهذه الاناشيد الثورية ظلت باقية وخالدة تبث في بذوغ كل ثورة شعبية وتتوارث من جيل الي جيل وهذا عكس الاناشيد التي طبلت للأنظمة الشمولية (نظام مايو ٦٩) والتي اندثرت مع اندثار النظام الشمولي وهذا يدلل ويؤكد بأن الحكم المدني مطلب شعب و حلم باقي وراسخ في مخيلة كل الاجيال المتعاقبة ولقد ظهرت في عهد مايو ٦٩ اناشيد مطبله للرئيس جعفر نميري ولثورة مايو وعلي سبيل المثال ( ياابوعاج اخوي يا دراق المحن) ( ثورة مايو العاهدناها البيعه البيعة جددناها ) وكذلك ( الشعب قسم لنميري نعم وملايين ملايين قلناها نعم ) غناها الفنان سيد خليفة وهناك اناشيد كتبت تمجد الوطن ظلت باقية وراسخة ومتوارثة من جيل الي جيل ومثال (انا بلدي بلد الخير والطيبه أرضه خزائن فيها جنائن ) للفنان ابراهيم الكاشف والذي رحل عن دنيانا الفانية قبل عشرات السنين ونسال الله له الرحمة والمغفرة ومازالت أغانيه واناشيده في حب الوطن باقيه وراسخة وكذلك نشيد ( جدودنا زمان وصونا علي الوطن وعلي التراب الغالي والماليو ثمن ) للثنائي المبدع ميرغني المامون واحمد حسن جمعة لهما الرحمة والمغفرة وخلاصة القول أن ماكتب للوطن والثورات ظلت باقيه وماكتب عن الانظمه الشموليه اندثر كذبد البحر وتظل الدولة المدنيه هي خيار ومطلب شعبي لكل الاجيال المتعاقبة
