حاج ماجد سوار يكتب:
قمة (مضروبة) و (منشولة)
أصدرت وزارة الخارجية مساء أمس البيان المنشور أدنى المقال و ذلك عقب صدور البيان الختامي لقمة رؤساء ( إيقاد ) حول السودان التي عقدت أول أمس السبت في جيبوتي و هو بيان كافي و يكشف مدى الدرك السحيق و المستوى المنحط الذي وصلت إليه المؤسسات الأفريقية بسبب سلوك و ممارسات كبار موظفيها ( المرتشين ) !!
ماهي (إيقاد) ؟
إنها منظمة إقليمية تأسست في العام 1986 بالتشاور مع الأمم المتحدة بواسطة كل من السودان – يوغندا – كينيا – الصومال – جيبوتي – إثيوبيا و انضمت لها لاحقاً إريتريا بعد إستقلالها في العام 1993 و جنوب السودان في العام 2011 . و كان الهدف الرئيسي من تأسيسها هو تنسيق جهود مكافحة الجفاف و التصحر في دول الإقليم .
في أبريل 1995 و مع تزايد التحديات السياسية و الإقتصادية و الأمنية في الإقليم قرر الرؤساء في قمتهم التي عقدت بأديس أبابا تعديل أهداف المنظمة فأصبحت تهتم بالتنمية و التعاون و التكامل الإقتصادي – الحفاظ على الأمن و السلام – تعزيز حقوق الإنسان !!
و منذ ذلك الوقت تحولت إيقاد إلى منتدى سياسي لا يسمع به الناس إلا في فترات إنعقاد إحتماعات الرؤساء أما ما عدا ذلك فلا فعل و لا أثر !!
علاقة إيقاد بالصراع في السودان بدأت بعد فشل مفاوضات أبوجا بين الحكومة و الحركة الشعبية في مارس 1993 .
و حرصاً من السودان على قطع الطريق أمام أي تدخلات من خارج القارة و الإقليم وافقت الحكومة على مبادرة قمة قادة إيقاد التي عقدت بأديس أبابا في سبتمبر 1993 و كلفت رؤساء كينيا و إثيوبيا و يوغندا و إريتريا بالعمل على معالجة النزاع في السودان و منذ ذلك الحين وجدت المنظمة نفسها منغمسة في الشأن السوداني و في بعض الأحيان تكون رديفة للإتحاد الأفريقي كما هو الحال منذ العام 2019 و حتى بعد تمرد مليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي !!
بعد فشل منبر جدة في إلزام المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية في تنفيذ ما وقعت عليه في الجولات السابقة و بالتالي تم تعليق المفاوضات ، و عند زيارته إلى كينيا و إثيوبيا التي أعقبت القمة السعودية الأفريقية بالرياض يبدو أن البرهان وجد تطمينات من قادة الدولتين بتغيير مواقفهما العدائية تجاه السودان و دعمهما للمليشيا ، فقام بزيارة إلى جيبوتي و التقى رئيسها الذي يرأس الدورة الحالية و التقى السكرتير التنفيذي للمنظمة
و وافق على المشاركة في قمة السبت التي يبدو أنها كانت بمثابة ( شرك ) لتوريط البرهان و تمرير رؤية محددة تخدم المليشيا و داعميها و لا تراعي مصالح الشعب السوداني ( صاحب الفاتورة الأعلى في حرب المليشيا المدعومة إماراتياً ) و قد إتضح ذلك جلياً من خلال البيان الختامي للقمة الذي فندته و ردت عليه وزارة الخارجية في بيانها !!
إنها قمة فاشلة و ( مضروبة ) و ( منشولة ) :
– غاب عنها أربعة رؤساء !!
– غادرها البرهان قبل الجلسة الختامية !!
– شارك فيها وزير الدولة بالخارجية الإماراتية رغم أنه لم يحضرها !!
– بيانها الختامي إشتراه و ( نشله ) المال الإماراتي !!
الشعب السوداني قبل حكومته مزق البيان الذي لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به و ألقى به في سلة القاذورات !!
من الأفضل لشعوب و دول الإقليم أن تعود منظمة إيقاد لدورها و مهمتها التي أنشئت من أجلها :
مكافحة الجفاف و التصحر و في رواية الرئيس الإريتري إسياس أفورقي ( مكافحة الجراد ) !!