الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: ما يحتاج إلى إثبات: استقلالية الجيش لا جرائم الدعم السريع

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: ما يحتاج إلى إثبات: استقلالية الجيش لا جرائم الدعم السريع

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
ما يحتاج إلى إثبات: استقلالية الجيش لا جرائم الدعم السريع
كلا القوتين الجيش والدعم السريع كانتا قبل الحرب تمثلان رأس الدولة، وذلك باعتراف الجيش نفسه. أما بعد الحرب سقطت ورقة التوت من الدعم السريع، وانكشف عنه الغطاء بما لا يدع مجالا للشك بأن قواته لا تمت للوطن وللإنسانية بصلة.
أصبحت قوات الدعم السريع لا تحتاج لدليل حتى يكشف عن جرائمها وفظائعها التي ارتكبت في حق هذا الشعب.
وأي فشل في إبعادها فهذا ليس لأنها ليست مجرمة، ولكن لأنها لم تجد من يقف في وجهها.
فاستمرارها ووجودها يعني أنها لم تجد من يردعها أما بطشها وسوؤها وجرائمها فأصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.
اما الجيش فينقسم الناس حوله إلى قسمين.
قسم يعتبره هو القوة الفعلية للدفاع عن الوطن، وهذا القسم مقتنع بهذا التقييم للجيش دون دليل ودون أن يزعج أو  يتعب نفسه بلماذا فعل الجيش كذا، أو لماذا لم يفعل الجيش كذا.
ووضع كل ما يشغله وما يهمه في هذا الجيش ومنتظر فقط لحظة النصر.
القسم الثاني هو القسم الذي ربط جيشه بعمله وبخطواته التي يقوم بها، فإن كانت خطوات سليمة وصحيحة اطمأن لقيادة جيشه وإلا فسيظل على حذر وعلى ترقب لقيادة هذا الجيش.
فالقسم الأول الذي يتعامل مع الجيش قد أراح نفسه فما من خطوة يقوم بها الجيش إلا ويعتبرها هي الخطوة الصحيحة
وأي خلل يشاهده يرجعه لأعداء الجيش أو لفئات معينة داخل المجتمع أو لمؤامرات خارجية أو او أو.
المهم الجيش عند هذا القسم هو الجيش العظيم الذي يجب علينا أن نلقي كل ثقلنا عليه، وما علينا إلا أن ندعمه وندعو له.
وكل ما يقوم به فهو على صواب ولا يحتاج إلى فحص أو تعليق أو حتى مجرد وقفة.
فهذا هو جيشنا القوة التي تمنحنا النصر ولا علم لنا بقوة غيره.
القسم الثاني الذي يساند الجيش بحيث لا يمنحه الثقة المطلقة والاعتماد الكامل، وإنما يمنحها له من خلال أعماله وتحركاته سواء قبل الحرب أو أثناء هذه الحرب، ولعل هذا التوجس الذي أصاب هذا القسم للجيش يرجع لسببين:
السبب الأول أن قيادة الجيش إبان حكومة الإنقاذ (آخر وأطول فترة حكم عسكرية مرت بها البلاد) قد اتخذت خطوات كانت في حينها تشير إلى أنها خطوات منجية ومخلصة لهذا الشعب من كل أزماته، فإذا بها تكتشف أن هذه الخطوات لم تكن منجية بل صارت مهلكة ومدمرة للبلد ولشعبه.
السبب الثاني: التناقض الذي أصاب قيادة الجيش الحالية في الخطوات التي تقوم بها، فهي تفعل شيئا وتقول شيئا آخر كما أن الخرطوم أساس الازمة وبعد ثمانية شهور ما زالت تحت ويلات الرصاص والدانات.
إذن المشهد اليوم هو أن إجرام الدعم السريع  لم يعد يحتاج لدليل فقط تبقى كيفية التخلص منه نهائيا.
أما الجيش فإن استمر على حاله هذه بحيث كل مرة يظهر بأفعال متناقضة، وما زال لم يستطع أن يخلص الخرطوم من ويلات الحرب، فهذه الحالة ليست فقط ستثبت شكوك من لا يثق في قيادته بل ستتعدى هذه الحالة من القسم الثاني إلى القسم الأول ذاك القسم الذي منحه كل الثقة وكل الاطمئنان دون ربطه بأي عمل على أرض الواقع.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …