قسم بشير محمد الحسن يكتب:
ضرورة توحيد لغة الخطاب السياسي للدولة !
تلعب الدبلوماسية دورا كبيرا في رسم العلاقات بين الدول وتسعي دولا عديدة لخلق تقاربا مع السودان وعلي راسها أمريكا وحلفأئها من الدول الأوربيه ومن الجانب الآخر دولا مناهضة لذلك المعسكر وعلي راسها روسيا والصين وايران وكل ذلك بسبب الموقع الاستراتيجي المميز للوطن باعتباره بوابة للعالم الافريقي بجانب ذلك تفرد الوطن بخيرات طبيعية وفيرة ممثلة في
المعادن ( الذهب واليورانيوم ) والنفط وغيرها من الثروات و هذا الامر يتطلب دبلوماسية واعيه تراعي مصلحة الوطن في المقام الاول والاخير ونعلم ان مايدور في كل دول العالم هو صراع ولغة مصالح ولذلك يمكن تعريف الدبلوماسيه بانها مراعاة مصالح وهي فن ادارة العلاقات بين الدول ومع اتخاذ المواقف الصائبه التي تخدم خط الدولة سياسيا واقتصاديا ويتطلب الامر توحيد لغة الخطاب السياسي للدولة وفقا لناطق رسمي يمثل لسان الحكومة بعيدا عن التغريد خارج السرب والذي من شأنه الأضرار بعلاقة الدولة بالدول الغير مع العلم بأن الجنود يحتاجون لرفع المعنويات والتبشير بقرب النصر اما الحديث خارج النص وبصوره مباشره من شأنه خلق ازمة و قد يؤدي لنتائج سالبة ويفسد علاقات الدولة بالدولة المشار لها ونذكر خلال حكم مايو (نظام نميري ) عثر الجيش السوداني علي أسلحة في أيدي المتمردين بجنوب السودان مرسلة من دولة عربية معروفة وحينها لزمت الحكومة الصمت حفاظا علي الود العربي ودون تعكير صفو العلاقة واذكر بحديث الدبلوماسي المحنك والذي يعتبر افضل من تقلد حقيبة وزارة الخارجية د/ مصطفي عثمان اسماعيل والذي بذل جهدا مقدرا في اقناع الكويتيين إبان غزوهم من قبل العراق بأن السودان لم يقف مع العراق في غزوه للكويت وانما كان معارضا للتدخل الأمريكي في الوطن العربي ” واشير لحديثه عندما قال مانفعله من جهد في سبيل عودة وتحسين علاقاتنا مع الدول يتم نسفه خلال حديث واحد وهو يقصد الرجل البليغ في اللغة العربية الرائد يونس محمود عندما كان يقدم حديث الصباح في بدايات عهد الإنقاذ في إذاعة ام درمان والكل كان يحرص علي سماعه لما فيه من بلاغة وفصاحة ولكن رغم حلاوة حديثه نجده اثر سلبا علي علاقة السودان الدولية وزاد من اتساع الهوة بين النظام والدول المشار إليها وصحيح ان هنالك دولا عدة أخطأت كثيرا في حق الوطن و البيته من زجاج ما اجدع الناس بالحجارة كما في المثل السوداني ولكن بكل اسف هذا المثل لايصلح في عالم السياسة لان السياسة كما زكرت سابقا تعني فن إدارة العلاقات بين الدول وبالتالي اي حديث خارج السياق قد يكلف الكثير ولذلك مطلوب توحيد لغة الخطاب السياسي وانتغاء الكلمة ومايخرج للعلن يجب ان يكون متفق عليه ومدروس العواقب من الناحيه الايجابية ويعبر عن رأي وتوجه الدوله.