أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن اريد إلا الإصلاح: أليس منكم رجل رشيد؟!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن اريد إلا الإصلاح: أليس منكم رجل رشيد؟!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن اريد إلا الإصلاح:
أليس منكم رجل رشيد؟!
هذه الآية الكريمة رقم (٧٨) من سورة هود نزلت على قوم لوط هؤلاء القوم الذين يفعلون الفاحشة ويقطعون الطريق ويأتون المنكر  في ناديهم.
لم يقل لهم رب العزة:
أليس منكم رجل قوي؟!
ولم يقل لهم جلت قدرته::
أليس منكم رجل عفيف؟!
بل قال لهم أليس منكم رجل رشيد؟!
يعني ليس منكم رجل رشيد ما دمتم تفعلون هذه الأفعال المنكرة فالاستفهام هنا تقريري.
والدليل على أن الرشيد تعني الناصح والمبين للجرم هو لوط عليه السلام نفسه إذ أنه أرسله الله لقوم لوط وهو الرشيد؛ لينصحهم ويوجههم لطريق الصواب، فهو عليه السلام لم يدخل عليهم قريتهم بقوة عسكرية، ولم يدخل عليهم؛ ليطردهم من قريتهم، وإنما دخل عليهم؛ ليوجههم وينصحههم وفي هذا غاية الإرشاد.
مما يعني أنه ما فقد قوم الرشد إلا وتمادوا في غيهم وضلالهم.
ولعل للرجل الرشيد ثلاث صفات:
الأولى: معرفته للصواب والخطأ.
الثانية: إنكاره وبغضه لهذا الخطأ.
الثالثة: شجاعته بأن يجاهر بالحق ولا يخاف.
هذه الثلاث صفات لا بد أن تتوفر في الرجل الرشيد، فمن الناس من يعرف الصواب والخطأ، ولكنه لا ينكره، ومنهم من ينكره ولكنه يخاف أن يجاهر بهذا الإنكار.
وطبعا الرشد لا يكون في وجه الفاحشة فقط وإنما يكون في كل مناحي الحياة خاصها وعامها.
فهل نحن في السودان فقدنا الرجل الرشيد الذي يوجهنا للصواب؟
فما بالنا صرنا لا نعرف طريق سلمنا من طريق حربنا؟
ما بالنا صرنا لا نحسن أمورنا، وكاد السودان يضيع من بين أيدينا؟
فإن تقسم السودان هل نلوم عدونا؟
إن صرنا نفقد يوما بعد يوم ابن من أبناء الوطن المخلصين في حرب لم نعرف مقدمتها من مؤخرتها هل نلوم خصمنا؟
الحالة التي يعيشها السودان هي أنه ليس لهم رجل رشيد يوجههم للصواب.
ليس لهم رجل رشيد ينتشلهم من الحالة التي يعيشها أفراد شعبه اليوم.
لا يفتقد هذا الشعب لقوة مادية بقدر ما يفتقد لنصيحة صادقة ونافذة.
لا يفتقد معركة عسكرية بقدر ما يفتقد رأيا صائبا يبين له أين يقف وفي أي تجاه يسير.
المعركة التي يعيشها السودان اليوم ليست معركة مصفاة الجيلي.
وليست معركة مدينة الفاشر.
وإنما المعركة التي يفتقدها أهل السودان اليوم هي معركة معرفة الصواب من الخطأ.
معركة الإفصاح عن الطريق الصحيح.
فإن أراد الله بقوم سوءا أبعد وأخفى عنهم هذه الملكة ملكة الرجل الرشيد.
وإن أراد الله بقوم خيرا ونجاة هيأ لهم وأتاح من بينهم رجلا رشيدا.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *حمدوك والشرعية .. شتان بين العميل والأصيل!!*

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *حمدوك والشرعية .. شتان بين العميل والأصيل!!* تعتبر جبهة تقدم …