Home / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: السفير الصادق المقلي في رثاء الحبيب المهندس محمد احمد عثمان المقلي

السفير الصادق المقلي يكتب: السفير الصادق المقلي في رثاء الحبيب المهندس محمد احمد عثمان المقلي

السفير الصادق المقلي يكتب: السفير الصادق المقلي في رثاء الحبيب المهندس محمد احمد عثمان المقلي
يصادف اليوم التاسع عشر من مايو ذكري موجعة و أليمة ..تلك هي رحيل الاخ و الصديق باشمهندس محمد المقلي….صدق حين قال تعالي لا تدري بأى أرض تموت…و لا يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها.
نعم تلك هي حالة الحبيب محمد…لفظ انفاسه الأخيرة و لم تبق له من الدنيا حتي ثانية واحدة حتي يربط حزام الأمان و هو علي متن طائرة تاركو في طريقه من جوبا الي الخرطوم…كتب عليه أن يموت في يوم الجمعة في جوبا …و لساننا يلهج بالشكر و العرفان لاصدقائه الذين رافقوا الي المطار ثم رافقوا جثمانه الطاهر الي المستشفى و كل معارف فضله و اصداقائه و كل الاخوة في جوبا حيث صلوا عليه عقب صلاة الجمعة في مسجد جوبا الكبير ثم رافقوا جثمانه و اشرفوا علي ترحيله جوا الي مطار الخرطوم…نسأل الله العلي القدير أن يجعل كل ما قدموه للفقيد في ميزان حسناتهم و أن لا يرينا مكروها في عزيز لديهم…
نعم رحل الحبيب محمد دون أو يودعنا و من غير استئذان…
السلام على روحك الطاهرة ورحمة الله وبركاته الحبيب الباشمهندس محمد احمد عثمان المقلي..
رسالتي إليك ليست ككل الرسائل إنها رسالة من أخ محبٍّ في الدنيا لأخ عزيز وحبيب في الدنيا والآخرة، بفضل الله تعالى ومنه وكرمه رسالة من دار الفناء إلى دار البقاء رسالة من دار الغرور إلى دار النعيم والخلود رسالة من قلب يتفطر ألمًا وحزنًا إلى قلب أثّر أن يرحل في صمت لم أكن أتوقع أن يخطفك مني الموت بتلك السرعة، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرًا منها
رحلت و لم تترك لنا سوى الآهات و الذكريات الجميله….رحلت و لم تحفر في قلوبنا سوى احتراما و حبا و تقديرا لذلك الرجل الجميل الحنون البرئ….
ها هي ذكراك تتدحرج في قلب كل انسان احبك . فلتكن فخورا بنفسك ،لا بل مغرورا..اخي انا لا أبكي لأنك ،،، كما قيل رحلت. ..لكن أبكي لأنك تركتنا وحيدين …تركتنا مع ذئاب الدنيا و وحوشها …ذهبت معاني الطيبة …ذهبت معاني الاحساس…ذهبت معاني المروءة و الشهامة..ذهبت معاني الأخوة…
فلتعلم الحبيب محمد..أننا لا نبكى عليك …بل نبكى لك…فالناس تبكى الفقيد ، لكنك ما زلت حيا…الناس تبكي من اخذت ذكراها و رحلت …لكنك في قلوبنا لم ترحل. و تركت ذكراك بيننا….تركت الدكتورة أمل ….شمعة تحترق لكي تضئ عتمة ذرية مباركة طيبة خلفتها…..و صدق من قال ….ما مات من خلف .. …فلم تعرف والدتها شعور الترمل و لا اخوتها وجع و آلام اليتم …فهنيها لك بهم ..حيث ذهبت الي بارئك بنفس راضية مرضية .
الموت طريقٌ كلنا سالكوه حقاً، وسيدركنا، وإن كان قاسياً علينا، فالله سبحانه وتعالى يقول: «كل نفس ذائقة الموت»… ودّعناك يا عزيز علينا، وواريناك التراب بالدمع والحزن، وكنت كما كانت وستبقى محبتك في قلوبنا، لن أقول ما قاله الغير في رثاء من أحبوهم فقط، بل أقول: ذهب رمز من رموزنا.
عشت طيباً للذكر، وودعناك بمزيد من العزة والكرامة والفخر، عشت طيباً للقلب، ليناً معطاءً، حكيماً صلباً عصياً، لقد كان فقيدنا – رحمه الله – يملك قلباً متسعاً للجميع، وأخاً حنوناً للجميع، ووجهاً بشوشاً للجميع… نم قرير العين أيها الحبيب….. فقد تركت فينا سيرتك الحسنة، كنت رجلاً لك من الهيبة والوقار والمكانة في كل راحلة تحطها أقدامك.
لم نستطع أن نوفي فيك معاني العطاء والإخاء والمحبة والشرف ونبل الأخلاق مهما حاولنا التعبير…
. إننا نستمد من كرم أخلاقك الكثير، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلّف وراءه نبل الأخلاق وحسن العشرة.
وداعاً أيها الأخ و الصديق الباقي في قلوبنا وفي ذاكرتنا، ورحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، إنّه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
. كلنا حبيناك بقدر ما حبيتنا… ونشرت لنا الحياة… وقيمة الإنسان… وقيمة الإيمان… وقيمة الرحيل.
مازال الوفاء لذكراك يعمر قلبي ويحرّك مشاعري أيها الصديق العزيز، نمْ قرير العين ولكنك ستبقى حيًّا في قلبي وفي قلوب محبّيك وسنبقى نحن أحبائك ما دمنا أحياء إن رحيلك أيها الفقيد الغالي خسارة لا تعوض لنا جميعا فلك الذكر الطيب وندعو لذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
ولكننا في الوداع… تعجز ألسنتنا، ولن نقول أبداً إلا ما يرضي الله… كما أمرنا ربنا سبحانه… «إنا لله وإنا إليه راجعون».

About Admin2

Check Also

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*

*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …