*بخاري بشير يكتب*:
*شبح الانهيار*
* مما لا شك فيه أن عودة بعض الصلاحيات لجهاز المخابرات العامة، بعد إجازة قانون الجهاز ستنعكس إيجاباََ على أداء عدد من الوزارات الإقتصادية ، بحكم الدور الكبير لجهاز المخابرات في الإلمام التام بالتحديات الاقتصادية الجسيمة الى جانب الخبرة الكبيرة في هذا المجال لمدير المخابرات الفريق أول احمد مفضل تلذي شغل من قبل منصب مدير الامن الاقتصادي.
* التحدي الكبير في فترة ما بعد الحرب، يكمن في بروز مؤشرات انخيار في المؤسسات، الاقتصادية خاصة بعد الخسائر الفادحة التي منى بها القطاع الاقتصادي الحكومي والتي قدرت بمليارات الدولارات، مضافاََ إليها خسائر مماثلة في القطاع الخاص
*ولعل المؤسف أن العديد من وزارات القطاع الاقتصادي في ظل الحرب ظلت غير منتجة أو منشغلة بملاحقة الأداء اليومي، دون إبراز فكرة جوهرية للنهوض بالقطاع وتجاوز تحديات الحرب، ما عدا بعد الجهد الملموس للبنك المركزي الذي تحمل لوحده أعباء كبيرة بالتأكيد نجاحه فيها عاصما للدولة من كارثة الانهيار الاقتصادي، ولا يعني ذلك أن التحديات قد زالت، فالطريق وعر، وبدون سياسات مالية رشيدة وراشدة وأداء مواز من الوزارات الاقتصادية ذات الصلة، فإن شبح الانهيار يظل ماثلا.. ولابد من وجود خطة تستصحب حتى القطاع الخاص ودخوله مرحلة الإنتاج والنماء
*هذا الحديث يقودنا إلى بعض المؤسسات التي تجاوز حجم الأداء فيها مرحلة ما قبل الحرب، وأصبحت من البدائل المهمة التي وضعت عليها الدولة حمولتها الاقتصادية، مثل الشركة السودانية للموارد المعدنية، والتي يديرها باقتدار محمد طاهر عمر، فقد استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق نجاحات في قطاع التعدين وبتناغم كبير مع وزارة المعادن حققت من خلاله ارتفاع غير مسبوق في صادر الذهب في الربع الاول من هذا العام.
*الخروج من عنق الزجاجة اقتصادياََ لن يكون بأي حال من الأحوال عن طريق القبضة الأمنية المشددة، ولا تعني عودة صلاحيات جهاز المخابرات التشدد في هذا الجانب إذ لابد أن تصاحب ذلك سياسات اقتصادية برؤية شاملة تنهض بالقطاع الاقتصادي على وجه التحديد ، وهذا ما يلي الوزارات الاقتصادية المختلفة، بان ترتقي جميعها لمستوى التحدي ويطلع الجهاز التنفيذي بمسؤولياته.
* أما القبضة الأمنية فلها اشتراطاتها التي تسد من خلالها بعض المنافذ، في ضرب الفساد أو مكافحة التهريب. رغماََ على أن جهاز المخابرات العامة بقيادة مفضل يطلع بمهام أخرى في إسناد القوات المسلحة في كافة مسارح العمليات مما كان له كبير الأثر في تمدد الرقعه الأمنيه وتحرير مناطق من قبضة مليشيا الدعم السريع في عدد من الولايات بالاضافه إلى إسهام الجهاز في عدد من الملفات الأخرى – السياسيه، ،الاجتماعيه ،الثقافيه والاعلاميه والنهوض بقدرات منسوبيه وإعادة الثقه فيهم بغية التفوق على تحديات المرحله
* لذلك ينبغي على الجهاز التنفيذي تبني انتاج خطط جديدة وتنفيذها لتشجيع عمليات الصادر الحيواني والزراعي وإبراز رؤى جديدة تخاطب إيرادات المغتربين التي تحولت لدول اخرى.. إضافة للتفكير في سياسات ضابطة الصادر ومحفزة له في وقت واحد.
* لابد أن تضطلع المؤسسات بادوارها، حتى تنجح الدولة في تجاوز شبح الانهيار، إذ لا يظنن ظان ان قانون الجهاز المجاز هو أساس إنعاش الاقتصاد فيتقاصر عمل الوزراء ويتواضع أداؤهم وتحصد المؤسسة سوء عملهم و سيئ صنيعهم وسخط الشارع بعد ذلك.. يجب أن لا تترك هذه الوزارات كل الاحمال بثقلها على المخابرات العامة والبنك المركزي وكلاهما يقوم بأدوار مهمة وعظيمة، فلديهما من المهام الكثير، ولا زال أداء بعض الوزارات والمؤسسات دون المطلوب.
* ظل محافظ المركزي برعي الصديق يتلقى أصناف من الهجوم تتبناه بعض الجهات على ضوء التدهور في سعر الصرف وقد تصدى المركزي لتوفير مستلزمات القوات النظامية بالعملتين (المحلية والأجنبية) نتيجة تراجع ايرادات وزارة المالية بنسبة ٨٠٪ وهي الوزارة صاحبة المسؤولية الأصيلة في القيام بهذه الاعباء.. و قابل محافظ المركزي تلك الحملات بصمت نبيل وهو يعلم أنه يتصدي لمسؤولية وطنية يتقاصر دونها الكثيرون.