محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
إنما الضيق والسوء في صدورنا
إن كان التفكير والوقت والكتابة التي تبذلها فيمن يخالفك الرأي أكثر من التفكير والوقت والكتابة التي تبذلها في الكوارث والمصائب التي حلت بالبلد، فاعلم أن الضيق والسوء في صدرك أكثر منه من أي مكان آخر.
إن الضغوط والخلافات بين البعض تخرج ما في القلوب وتكشف ما في السرائر.
فانظر إلى ردة فعلك وأنت تعرف سريرتك ولون صدرك.
فالصدر المليء بالأمراض إذا استثير وأغضب، فلن يخرج سوى ما بداخله.
الصدر الذي لا يحمل غلا وكرها.
الصدر الذي لا يحمل أنانية وحبا للذات.
فلن يخرج سوى الكلام الطيب.
لن يخرج سوى الصدق.
لا يحتاج الناس أن يشقوا ما في الصدور؛ ليروا لونها هل هو أبيضا أو كالحا بالسواد.
انظروا فقط إلى ردود أفعالهم، وأنتم تكتشفون نياتهم وخباياهم.
ومن لا يحمل حقدا على المجتمع يعطي الأحداث ما تستحق.
فلا يقدم القضايا الكبيرة على القضايا الصغيرة.
ولا يقيم الدنيا ويقعدها على خلافات شخصية.
الكذب ما هو إلا نتيجة لنفس مريضة.
اتهام الناس بالباطل ما هو إلا ردة فعل لنفس لها أزمة مع المجتمع ومع الآخر.
لا تتعبوا أنفسكم في إزالة الألفاظ البذيئة.
ولا تتعبوا أنفسكم مع تبديل المجهود الجبار في إثبات خطأ الأفراد بينما لا يبذل عشر هذا المجهود في الوقوف مع المظلوم أو المكلوم أو المضطهد.
فهذه التصرفات البذيئة وردود الفعل المنحطة ما هي إلا رأس جبل الجليد أما بقية الجبل فهو غائر في العمق لا أحد يراه دعك من إزالته.
الوردة حينما يضغط عليها تخرج ريحة زكية طيبة.
ولكم أن تتخيلوا نتيجة الضغط على النتن والمعفن.
تهاجم من يخالفك الرأي في قيادة الجيش؟
وهذه القيادة مهما مدحت ومهما يتم تزيينها لا تعدو من كونها مجهود بشري يخطئ ويصيب، فمن وسمها بالخطأ ما له إلا أن يثبت هذا الخطأ وإلا فليسحبه مباشرة.
ومن وصفها بالصواب فما له إلا أن يثبت هذا الصواب وإلا فليتراجع عن موقفه.
فليس هناك من أحد يقول أن الصواب ملازم لكيان معين، والخطأ ملازم لكيان معين لا يتم ذلك إلا بإثبات الخطأ عليه أو إثبات الصواب إليه.
لا يرفع تقييم الخطأ والصواب إلا من الكتاب والسنة ما عدا ذلك، فالكل يؤخد من قوله وعمله ويرد.
شاهد أيضاً
*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *حمدوك والشرعية .. شتان بين العميل والأصيل!!*
*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار:* *حمدوك والشرعية .. شتان بين العميل والأصيل!!* تعتبر جبهة تقدم …